تونس-الصباح - إدراج الاعتماد في التكوين الهندسي وتوحيد الكودات بالوطن العربي" كان محور ندوة علمية التأمت يوم أمس بنزل الشيراتون بالعاصمة من تنظيم عمادة المهندسين التونسيين في إطار احتفال العمادة بمرور 25 سنة على تأسيسها. وناقش المشاركون في الندوة محاور متصلة بمنظومة الاعتماد في التكوين الهندسي التي تفتح مجالات وآفاق أرحب أمام المهندس للعمل أو مواصلة التكوين في أية دولة في العالم باعتبار أنها تتيح له تكوينا يتحصل بموجبه على ديبلوم هندسي معترف به دوليا. واعتبر المحاضرون في الندوة العلمية أن الاعتماد أصبح ضرورة في التكوين الهندسي بما أنه يعطي إمكانيات لعمل المهندس في كافة أنحاء العالم وذلك بفضل التطور السريع للتكنولوجيات الجديدة للاتصال. علما أن منظومة الاعتماد تعني أيضا التقييم المستمر للتكوين الهندسي من قبل لجنة مستقلة وهي منظومة معمول بها في البلدان الأوروبية وبعض الدول العربية على غرار الكويت وسوريا والأردن ولبنان. أما عن المحور الثاني للندوة والذي يهم توحيد الكودات أو المواصفات الهندسية مع بقية المواصفات في البلدان العربية فهو يأتي أيضا في إطار رغبة مشتركة بين البلدان العربية لتوحيد الكودات والمفاهيم العلمية والتقنية المتصلة بالمجال الهندسي، وتعمل عمادة المهندسين حاليا بمعية المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية على توحيد المواصفات الهندسية الوطنية (التي تتماشى كثيرا مع المواصفات الأوروبية وخصوصا الفرنسية منها)، مع المواصفات العربية. وجاء في كلمة السيد الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا الذي أشرف على افتتاح فعاليات الندوة، أن قطاع البحث العلمي في تونس تتوفر فيه موارد بشرية تقدر بحوالي 16350 باحثا بنظام كامل الوقت وتتكون المنظومة الوطنية للبحث العلمي والتطوير من 33 مركز بحث و139 مخبرا و638 وحدة بحث و24 محضنة مؤسسات و10 أقطاب تكنولوجية قيد الانجاز. ويمثل قطاع علوم وتقنيات المهندس ما يقارب 10% من مجموع هذه الهياكل. وبين الوزير أن عدد المهندسين خريجي الجامعات التونسية بلغ خلال السنة الجارية 3135 مهندسا منهم ألف مهندس في مجال الإعلامية والاتصالات و560 مهندسا في الفلاحة بعد أن كان العدد الجملي لا يتجاوز 1790 مهندسا سنة 2003. يذكر أن الندوة العلمية التي حضرها جمع من المهندسين ومن الخريجين الجدد، شارك في أشغالها الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب الذي ألقى محاضرة حول التنسيق والتكامل بين مؤسسات التعليم الهندسي بالوطن العربي، والسيد ايرينق فاسر عضو مديرية منظمة المهندسين الألمان ورئيس الوكالة الأوروبية للاعتماد، الذي أشار في مداخلته إلى أهمية منظومة الاعتماد في التكوين الهندسي وبيّن حاجة بلدان الاتحاد الأوروبي وخصوصا منها ألمانيا إلى إطارات هندسية تونسية عليا للعمل بها وذلك في جميع الاختصاصات. وقد ترأس الجلسة العلمية الأولى للندوة السيد الطيب الحذري مدير المعهد الأعلى للدراسات الإستراتيجية. كما حضر أشغال الندوة مديرة لجنة الكود العربي بجامعة الدول العربية التي ألقت محاضرة حول الكودات العربية الموحدة. فضلا عن السيد عبد الله الرياحي الذي يشغل خطة مدير عام بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وقدم محاضرة حول إدراج الاعتماد في الدراسات الهندسية بتونس، كما ألقت المديرة العامة للمعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية محاضرة حول ملاءمة المواصفات التونسية مع الكودات العربية. ومن بين المسائل التي طرحت للنقاش خلال أشغال الندوة دور المهندس في النهوض بمجالات التنمية، دفع إسهام المهندس التونسي في بعث المؤسسات، ضرورة تحيين مقومات التكوين الهندسي وملاءمتها مع متطلبات منظومة الاعتماد، دفع التعاون العربي وتبادل الخبرات والتجارب في مجال البحوث الهندسية.. وقد تم أيضا في إطار الاحتفال بالذكرى 25 لتأسيس العمادة تنظيم مسامرة في نفس اليوم ضمت المكتب التأسيسي للعمادة لتقييم إنجازات العمادة وتدارس مشاغل المهنة، إضافة إلى تكريم المهندسين القدامى والمهندسين الذين ارتقوا من خطة مهندس أشغال إلى خطة مهندس أول بعد أن تحصلوا على تكوين مستمر. كما سيتم اليوم الأحد تنظيم لقاء خاص بالخريجين الجدد من المدارس الهندسية الوطنية.