أكاد أجزم أنّه لا شيء يستفزّ رئيس اللجنة الفيديرالية للتحكيم عبد السلام شمّام ويثير غضبه أكثر من كلمة «أجنبي» نعم، فعندما تذكر أمامه أنّ الجامعة استنجدت بحكم أجنبي فكأنّك تستفزّه وترغب في توتيره وإخراجه عن طوره رغم ما يعرف عنه من طيبة ورصانة وهدوء. والذي جرّني إلى هذا الكلام هو ما لمسته من حرص عبد السلام شمّام على اعتبار تعيين الحكم المغربي محمد كزاز لإدارة قمّة الغد بين النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي بملعب المنزه، لا يدخل في إطار ظاهرة الاستنجاد بالحكّام الأجانب التي استفحلت في السّنوات الأخيرة وإنّما في إطار عملية تبادل قائمة مع بعض الاتحادات العربية، بدليل أنّ هذا التعيين كان مسبوقا بإيفاد حكم دولي تونسي وهو يسر سعد الله لإدارة لقاء المغرب وناميبيا.
كما يلحّ عبد السلام شمّام على التّأكيد «بأنّ جلب طاقم تحكيم من أوروبا أو حتى من إفريقيا في إطار عملية خارجة عن نطاق التبادل يكلّف الجامعة أو الأندية أو الإثنين معا أموالا طائلة بالعملة الصعبة، في حين أن تبادلا من قبيل ما قمنا به مع الاتحاد المغربي الشقيق لا يجرّنا إلى إهدار الأموال بنفس الحجم والكيفيّة، وشتّان بين الإثنين».
ويؤكّد عبد السّلام شمّام أيضا على أنّ ما حدث في المواسم الأخيرة لن يتكرّر بأيّ حال من الأحوال، بحيث أنّه لا يتمّ جلب حكم من الاتحادات التي تربطنا بها اتفاقية تبادل إلاّ في صورة ما إذا تقلّص لدينا هامش الاختيار بين الحكّام التونسيين المؤهّلين لإدارة مقابلة ما ولم يتوفّر بالتالي جانب الحياد المأمول مثلما كان الشأن في هذه القمّة بين النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي بعد الاضطرار لعدم التّعويل على حكّام رابطة تونس والوطن القبلي، إضافة إلى عواز الطّرابلسي ومحسن بوكثير وعصام الرّحموني.