يستهلّ المنتخب التونسي مساء اليوم (19.15) مغامرة التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم 2012 التي ستدور نهائياتها بغينيا الإستوائية والغابون وتكتسي مباراة اليوم أهمية كبرى على أكثر من صعيد. فمواجهة بوتسوانا ستكون الأولى تحت إشراف الفرنسي بارتران مارشان ولا أحد قادر على التكهن بالإضافة التي سيقدّمها هذا الفني ولا باختياراته التكتيكية والبشرية خصوصا وأنه حرص في الأيام الماضية على إخفاء أوراقه برفضه الحديث عن ملامح التشكيلة والخطة التين سيواجه بهما بوتسوانا وبإجرائه لأكثر من حصة تدريبية دون حضور الجمهور والإعلاميين. وتدور المباراة في أوج المونديال الإفريقي الذي غبنا عنه بسبب اختيارات مدرب أجنبي آخر (كويلهو) ولا شيء غيرها وهو ما يحمّل مارشان ومساعديه مسؤولية كبرى لدخول المغامرة الجديدة بفوز عريض ومقنع ومطمئن لباقي السباق والمواعيد. مارشان يعرف أن إيصال المنتخب إلى نهائيات 2012 و2013 سيكون الحد الأدنى المطلوب وأن الرأي العام التونسي، بعدما شاهد في جنوب إفريقيا تألق منتخبات حديثة العهد بكرة القدم ومنتخبا مكسيكيا هزمناه في مونديال 1978 لكنه انسحب بصعوبة كبرى أمام الأرجنتين، لن يضع في حساباته مستقبلا إلاّ مشاركة في مونديال 2014. كل عوامل النجاح في الموعد استعد المنتخب لمباراة اليوم في أفضل الظروف وطبّق الإطار الفني البرنامج الذي اختاره بنفسه والذي كان من أهم فقراته المباراة الودية ضد منتخب السودان والتي كانت ناجحة (أداء ونتيجة) وتحول لها في رحلة خاصة. ودعا مارشان اللاعبين الذين استأنس فيهم الجاهزية والرغبة في الدفاع عن ألوان المنتخب وكان تجاوب اللاعبين كبيرا وأبدوا، والحق يقال، جدية كبرى وتركيزا على ما ينتظرهم رغم ما يحف بهذه الفترة الصيفية عادة من تشويش سببه أجواء العطل وأخبار الانتقالات والتعاقدات وتضاف إليهم أجواء المونديال. ننتظر إذن من منتخبنا فوزا عريضا (لأن الأهداف مهمّة جدا في آخر السباق) ومردودا مقنعا وعطاء غزيرا حتى ندخل التصفيات من الباب الكبير وحتى يستعيد اللاعبون ثقتهم في أنفسهم ويعيدون للجمهور ثقتهم في المنتخب. يذكر أنه بعد إضافة منتخب الطوغو لهذه المجموعة الحادية عشرة، أدخلت الكنفدرالية الإفريقية تحويرا على برنامج وروزنامة المباريات وستدور اليوم مباراتان في إطار اليوم الأول من التصفيات وبالإضافة لمباراة المنزه يلتقي في نجامينا منتخبا التشاد والطوغو بينما يكون منتخب المالاوي معفى.