تونس - الصباح:تحتضن كلية الآداب والعلوم الانسانية بصفاقس بداية من اليوم الخميس 25 أكتوبر وعلى مدى ثلاثة أيام أشغال ملتقى دولي موضوعه الأزمات في تاريخ المغرب العربي الكبير وينتظم بالاشتراك بين قسم التاريخ بالكلية ومركز البحوث والدراسات الاقتصادية والاجتماعية بتونس. وسيتم ضمن أعمال هذا الملتقى تقديم العديد من المحاضرات والمداخلات ضمن جلسات علمية مفتوحة تتمحور حول تاريخ الأزمات السياسية والاجتماعية والمناخية في بلدان المغرب العربي في سياق قراءات ودراسات بحثية للمسألة وسيتولى عرضها باحثون وخبراء مختصون من الجامعات التونسية والمغربية والجزائرية وكذلك الفرنسية بالنظر إلى الدور الذي لعبته فرنسا في هذه الأزمات وفي مختلف بلدان المغرب العربي منذ ما قبل سنة 1885. مفهوم الأزمة وجذورها وامتداداتها ونموذج مغرب ما بعد أحمد المنصور السعدي والى غاية قيام الدولة العلوية (1603-1664) هو موضوع المحاضرة التي سيفتتح بها الباحث المغربي محمد جادور أشغال الجلسة العلمية الأولى التي ستبحث في مفهوم الأزمة تاريخيا وسياسيا الى جانب الحديث عن أزمة النشوء والسقوط في تاريخ المغرب العربي الكبير وفهم جدول الصراع، كما سيتحدث الاستاذ المبروك الباهي المنسق العام لهذا الملتقى عن الأزمات في تونس الحديثة والمعاصرة بين تبرير السياسي وتمثل المؤرخ. أما الأستاذ حسين بوجرّة فإنه سيحاضر حلول مفهوم أزمة الطاعون والأزمة الديمغرافية في المصادر التاريخية المغربية في حين يلقي الباحث نجيب الصغير من تونس مداخلة حول أزمة القطاع الحرفي في الايالة التونسية خلال القرن 19 جزيرة جربة أنموذجا. أزمة الثلاثينات ودورها في ظهور الوعي النقابي وتجذره لدى الضيعات الاستعمارية بالشمال الغربي التونسي من سنة 1929 إلى سنة 1950 هو عنوان مداخلة الأستاذ علي الطيب في حين يقدم الأستاذ رضا الزواري في الجسة العلمية الخاصة بالأزمة ورجال السيف والقلم محاضرته حول مفهوم الفتنة عند ابن رشد، ليقدم إثرها الباحث الجزائري عبد الوهاب بالغراس عرضا حول دور الأمير عبد القادر الجزائري في مواجهة أزمة الأسر. وسيهتم العديد من الباحثين ضمن هذا الملتقى الدولي الذي تنفرد كلية الآداب والعلوم بصفاقس بتنتظيمه عرض مداخلات أخرى تخص ثورة علي بن غذاهم والمتلاعبون بالأقدار وأخرى موضعها الحرابة في حياة البدو بافريقية نحو مقاربة أنثروسياسية، الى جانب الحديث عن أزمة أواخر القرن التاسع عشر بتونس والمغرب الأقصى والتدخل الأنجليزي وأزمة صيف 1962 بالجزائر وبناء الدولة الحديثة والأزمات المناخية ببلاد المغرب في القرنين 19 و20. وينتظر أن يتم في نهاية هذا الملتقى الدولي صياغة جملة من التوصيات التي تخص مزيد البحث والتعاون والتنسيق بين الجامعات في بلدان المغرب العربي عامة بخصوص البحوث التاريخية وتبادل الوثائق والمعطيات بما يمكن أن يسهل القراءات العلمية الموضوعية للأحداث والأزمات بمختلف أنواعها وتأثيراتها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وكذلك السياسية في العصر الحديث اضافة الى مساعدتها على انجاز أعمال توثيق صحيحة وجمعها في مدونات تظل مرجعا ومصادر بحث لرجال العلم والثقافة والتاريخ.