باجة (وات)- انطلقت ،الخميس ، بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بباجة أشغال الملتقى الدولى الأول حول مناطق الزراعات الكبرى بالمغرب العربي الكبير لتتواصل الى غاية يوم 10 ديسمبر الجاري بمشاركة جامعيين وخبراء في التاريخ والجيولوجيا والعلوم الفلاحية والاجتماعية وباحثين من تونس والمغرب والجزائر وفرنسا ومالطا. ويبحث الملتقى الذي تنظمه الجمعية التونسية المتوسطية للدراسات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية، أسباب تحول مناطق زراعية خصبة إلى مناطق مهمشة والدور المستقبلي للباحثين والعلماء فى التأثير فى سلطة القرار وتوجيه السياسات الزراعية بالمغرب الكبير. وبين ابراهيم السعداوى رئيس الجمعية أن هذا اللقاء الذي يجمع علماء وباحثين من اختصاصات علمية واجتماعية وإنسانية متنوعة يهدف الى المساهمة فى بلورة مستقبل السياسات الزراعية لبلدان المغرب العربي بعد الثورات العربية انطلاقا من رؤية تقطع مع النظرة المبتورة للتنمية وتطرح المسائل من عدة زوايا وفى اطار تاريخي وجغرافي وعلمي وإداري. ويتضمن الملتقى مداخلات حول تجارة الحبوب بين الواقع والمأمول والحبوب فى التجارة الخارجية لاقطار المغرب الكبير وتجارة الحبوب بتونس فى النصف الثاني للقرن الثامن عشر وزراعة الحبوب الجزائرية والحبوب ومسالة الأمن الغذائى. كما تتناول المداخلات انعكاس أداء السياسات الزراعية الجزائرية على الأمن الغذائي وواقع قطاع الحبوب بالبلاد التونسية والزراعات الكبري بولاية باجة. ويشمل البرنامج تقديم نتائج عدد من البحوث التى قام بها المركز الجهوى للبحوث الزراعية بباجة ومداخلة حول أمراض الزراعات الكبري والتجهيزات فى الوسط الريفي. من جهة أخرى أكدت سهيلة مصطفى استاذة بجامعة الشلف الجزائرية لمراسلة "وات" بباجة ان ضعف استغلال الامكانيات الزراعية للمغرب العربي جعله فى حاجة الى التوريد وهو ما كان له تأثير على الميزان التجارى أبرزته بيانات المنظمة العالمية للتجارة مشيرة الى ثراء سهول المغرب العربي عبر التاريخ واهمية تكامل السياسات الزراعية لتحقيق الامن الغذائى بالمغرب الكبير. وذكر الطيب بياض أستاذ بكلية الآداب والعلوم الانسانية بالدار البيضاء بالمغرب في تصريح لوات بأن المستعمرين لدول المغرب العربي قد تمكنوا من تعصير جزء من الفلاحة لخدمة مصالحهم فى حين بقي أكثر من 5 ملايين هك مستغلة بصفة تقليدية مبينا أنه بعد خروج الاستعمار لم تصل الدول المغاربية الى النموذج الاوروبي لنقص الاستثمار العلم والتكنولوجيا على الميدان. ومن ناحيته بين هشام نعيجة استاذ الجغرافيا البشرية بكلية الاداب والعلوم الانسانية بجامعة سوسة أن فشل السياسات الزراعية فى تونس والجزائر وتنامي ظاهرة النزوح الريفي كانت من أسباب تراجع انتاج الحبوب بهذه الدول. وأوضح ابراهيم السعداوى استاذ التاريخ الحديث والمعاصر بالجامعة التونسية أن المنتجات الفلاحية التونسية كانت أهم مكون للمبادلات الاقتصادية بين تونس واوروبا خلال القرن الثامن عشر مشيرا الى ان سهول تونس كانت مناطق جاذبة للسكان حتى القرن العشرين اعتبارا لخصوبتها وعطائها الا أنها تراجعت اعتبارا لسياسات التصحير التى عرفتها تونس على مستويات عديدة. تجدر الاشارة الى ان الجمعية التونسية المتوسطية للدراسات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية التي تأسست بعد الثورة واختارت أن يكون مقرها بباجة باعتبارها أخصب سهول المتوسط، تسعي الى تفعيل دور الجامعة التونسية وربط الصلة بين الباحثين فى كل المجالات وانجاز دراسات علمية متنوعة واصدار مجلة تونسية للدراسات الاقتصادية والاجتماعية.