الصين والسعودية وليبيا... تدعم حلا سياسيا سرت - ليبيا - الصباح: تتواصل في مدينة سرت الليبية الجلسات المغلقة للمفاوضات بين ممثلي الحكومة السودانية وممثلي الفصائل المتمردة في دارفور باشراف ممثلين عن لجنة الوساطة المشتركة بين الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي وحضور مراقبين دوليين . وكان من أبرز ممن حضروا اجتماعات الجلسات العلنية للمؤتمر وفود حكومية رفيعة المستوى من ألمانيا وفرنسا والصين واليابان والولاياتالمتحدة .وكان الوف الامريكي برئاسة السيد أنريو ناتسيو Andrew Natsio مبعوث الرئيس الامريكي الخاص بملف السودان.. وقد كان ل«الصباح» الحوار التالي معه: * سيد أدريو ما هي رسالة الولاياتالمتحدة من خلال تكليف وفد مهم برئاستكم بالمشاركة في مؤتمر يعقد في سرت الليبية عن الوضع في السودان وخاصة عن الحرب الدائرة في اقليم دارفور السوداني؟ - حضوري في المؤتمر أكد لي أن بعض الاطراف والشخصيات المشاركة في مؤتمر سرت مثل السيد تاج الدين لها نفوذ في بلدها. ولدينا 3 رسائل، الرسالة الاولى هي ان المؤتمر جزء من مسار طويل.. والسبب هو عدم وجود زعيم من دارفور في حجم جون غارنغ قادر على توحيد جل الفصائل حوله وأن يتحدث باسمها جميعا. ينبغي إذن تطوير علاقات الحوار والشراكة بين مختلف الاطراف والفصائل في دارفور.. وقد جلست مع كثير منهم طوال الاشهر والاسابيع الماضية وهم يقدرون الدور الذي تقوم به الولاياتالمتحدة منذ 4 سنوات سياسيا ودفاعا عن احترام حقوق الانسان في السودان.. وهوما يمكن أن يسهل تأثيرنا لدفعهم للحوار والشراكة بينهم. الرسالة الثانية علينا كمجموعة دولية أن نقوم بتحرك مكثف وناجع أكثر خلال الاشهر القادمة تجاه الفصائل المتمردة وأن نتحاور معها وليس فقط مع الحكومة السودانية على غرار ما فعل الاتحاد الاوروبي والاممالمتحدة سابقا.. وهذه مسؤولية الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي مستقبلا.. الرسالة الثالثة يبنغي التركيز على ما يمكن تحقيقه عمليا بدءا من التوصل الى اتفاق جديد يعيد الثقة بين مختلف الاطراف.. والثقة مهمة لانه لا وجود لثقة متبادلة حاليا..ثم المرور إلى وقف النزاع المسلح والاعمال العدائية ووضع آلية تفصيلية لوقف العمليات العسكرية وضمان نجاح المراقبة الدقيقة لاحترام كل الاطراف لوقف القتال.. ودقة الكشف عن الجهة التي تنتهكها.. نحن في حاجة الى آلية جديدة لأن الآلية الحالية تجاوزها الواقع.. وعلى الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي بلورة هذه الآلية.. بعض من تغيب محدود التاثير * لكن السيد أندريو الفصائل المتمردة في اقيلم دارفور مقسمة.. بدأت بفصيلين تفرعا الى اكثر من 20 فصيلا مسلحا بعضها يحضرمؤتمر سرت وبعضها قاطعه؟ - بالفعل سجلنا انقسام الفصائل المتمردة إلى 28 فصيلا.. أعتقد أننا نحتاج الى التقريب بينها لانجاح السلام.. قوات بعض المتغيبين مثل خليل محدودة التاثير ميدانيا وتاج الدين بشير الذي يحضر مؤتمر سرت كان معه وقد كان المتحدث باسم كل الفصائل في الجلسة العلنية الثانية في المؤتمر.. بالنسبة لعبد الله وحيد الذي لم يوقع على اتفاق ابوجا العام الماضي نسجل أنه احترم وقف اطلاق النار وحلفاؤه لهم دورهم سياسي أكثر ممّا هو عسكري ميداني.. ولم يهاجموا منشآت سودانية رسمية. الآلية الجديدة؟ * عمليا.. هل سيقع الاحتكام الى اتفاق أبوجا.. أم سيقع اللجوء إلى آلية جديدة؟ - أعتقد أننا في حاجة الى آلية جديدة.. فالآلية القديمة تجاوزها الزمن.. لدينا خبراء عسكريين واستراتيجيين على استعداد لمساعدة الاممالمتحدة على صياغتها وبلورتها.. وهدفنا مساعدة الاممالمتحدة ليس مزيد تعقيد الوضع ميدانيا بمزيد من المبادرات.. احترام وقف اطلاق النار * هل تثقون في الحكومة السودانية وأنها ستحترم فعلا قرار وقف اطلاق النار من جانب واحد.. الذي أعلن عنه مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع؟ - هناك ملاحظات حول أداء الحكومة السودانية.. لكن هذه الحكومة احترمت اتفاقها مع التشاد ومع المتمردين في الجنوب.. عندما تتاكد الحكومة السودانية ان من مصلحتها القيام بشيء ما ستفعله..واعتقد أنها ستحترم وقف اطلاق النار الذي اعلنت عنه.. ورغم بعض الملفات السياسية بين الحكومة السودانية والقيادات الجنوبية فان احترام وقف اطلاق النار بين الخرطوم والشمال والجنوب يتواصل.. وعندما كنت في السودان في ديسمبر الماضي سالت ممثلي الحكومة والجنوبيين عن المشكل الاكبر الذي يزعجهم فقدموا نفس الاجابة : المجموعات الصغيرة المسلحة التي لا تحترم اتفاق الحكومة مع جون قارنق والجنوبيين.. واعتقد أن انخراط دول عديدة في مسار متابعة ما يجري في دارفور من بينها الصين والسعودية وليبيا وأوروبا.. سيحث الخرطوم على التّعامل ايجابا مع المجموعة الدولية.. نحن في بداية مسار سياسي والهدف وقف العمليات العسكرية.. وأعتقد أن ما حصل بين الشمال والجنوب من اتفاق يمكن ان ينجح بين الخرطوم وممثلي اقليم دارفور.. مع تشريك الاطراف التي لم تحضر المرحلة الاولى من مؤتمر سرت.. بما في ذلك الاطراف التي في أبوجا وخارج السودان. * ما هو رايكم في الخطاب الذي ألقاه القائد معمر القذافي في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر سرت؟ - لا تعليق لدي * ولماذا وقع اختيار ليبيا ومدينة سرت لتنظيم هذا الحدث؟ - اختيار المكان اسألوا عنه حلفاءنا والمنظمين.. وفي كل الحالات لا يمكن ان يتفق العالم اجمع على قرارات الامين العام للامم المتحدة أو الاتحاد الافريقي.. والاهم في نظري ينبغي انجاح المسار ببعده السياسي والامني.. وأعتقد أن الانتخابات العامة المبرمجة في السودان عام 2009 فرصة للتسوية والتقدم نحو ضمان مشاركة سكان اقليم دارفور في تسييرالبلد وثرواته..