تونس الصباح:تحدثت الدكتورة رياض الزغل جامعية وعضو مجلس المستشارين وعضو اللجنة المركزية للتجمع.. مختزلة مشيرة في البدء الى ان تونس قد وضعت اليوم على سكة الالتحاق بالدول المتقدمة في كنف تميز السياسة التونسية بالمحافظة على البعد الاجتماعي والتضامني كعنصر في السياسة التنموية بما يضمن استدامة منظومة التنمية. ولان الطموح الى الافضل طبيعة انسانية اضافت المتحدثة بان التطلع الى مزيد من الرقي والتقدم يستند الى خمسة عناصر او ميادين جوهرية لابد من مواصلة التحرك في اتجاهها لبلوغ درجة النماء المرجوة. ويتعلق المحور الاول بالانتاج ومزيد دفعه وتثمينه في عدد من القطاعات التي تعتبرها واعدة واولها الانتاج في المعرفة بجميع مكوناتها ومنها الانتاج الفكري في قطاع تكنولوجيات الاتصال والاعلام لما ينطوي عليه من امكانيات وافرة كذلك الشأن بالنسبة للانتاج في القطاع الفلاحي الذي يعتبر مجالا واعدا لقدرته على ضمان الامن الغذائي وخلق الثروة والمساهمة بالاسراع في نسق التنمية وباعتبار اهمية الطاقات والامكانيات القابلة للاستغلال فان المراهنة على هذا القطاع تعد جد حيوية. اما القطاع الثالث فيتعلق بالصناعات التقليدية لما يختزله من امكانيات وميزات تفاضلية وطنية تعتمد موروثا حضاريا غير قابل للمنافسة وهو من القطاعات الواعدة التي تستوجب تثمين منتوجها كمّا وجودة.. ادارة الغد.. النقطة الثانية الذي اثارتها محدثتنا بعد الانتاج والتي ترى فيها رهانا كبيرا لابد من كسبه تهم الادارة وهي عنصر او مكون هام وفاعل في التنمية ورغم ما تحقق من برامج واصلاحات في هذا المجال لتطوير اداء الادارة فلازالت الحاجة قائمة لتحسين ظروف العمل في عديد المؤسسات الادارية وتحفيز الموظفين واعطائهم مجالا اوسع للمشاركة والارتقاء بمهاراتهم واعتماد نمط من التأجير الذي يعتمد الاداء لا الاقدمية. وبالتوازي لابد من التركيز على عنصر الاخلاقيات في تنظيم العمل الاداري وتسيير الموارد البشرية كما يجب تطوير توقيت العمل بالادارة والمدرسة حتى يتوفر مجال اوسع من الوقت لتطوير الحياة الثقافية. البحث في خدمة التنمية ثالث النقاط المطروحة والقابلة للتوظيف الامثل في اتجاه مزيد التقدم والنجاحات يتعلق بمجال البحث العلمي عبر المواصلة في تنمية نشاط الية البحث والتطوير.. ليس فقط داخل فضاء المخابر ووحدات البحث بالجامعة وانما بمؤسسات الانتاج بمختلف القطاعات بما في ذلك قطاع الصناعات التقليدية ليتسنى استغلال الموارد البشرية بأكثر فاعلية على مستوى خلق الثروة والتنمية في شتى ابعادها.. وبالنسبة للمرأة فالمطلوب التحقيق الفعلي لمبدإ الشراكة في كافة مجالات الحياة العامة ومنها الشغل (حيث اليد العاملة النسائية لا تمثل الا الربع..) والحقل الجمعياتي والسياسي مع العمل على الحد من اهدار الموارد البشرية النسائية التي تقدمت في مجالات التعليم والتكوين وبقي تواجدها في الحياة العامة محدودا نسبيا وبخاصة في مواقع القرار. تعميق الحوار الاجتماعي في المجال السياسي تتطلع السيدة رياض الزغل الى حوار اجتماعي اكثر ثراء وعمقا مشددة على اهمية دور وسائل الاعلام والجامعيين والاحزاب في هذا المستوى ودعت الى ديموقراطية تتخطى المنافسة في الانتخابات لترتقي الى بناء ثقافة اجتماعية تعزز حرية التعبير المسؤول والمشاركة الفاعلة والقرار الصائب.. ثقافة تثير الخيال والتفكير والمبادرة سواء على المستوى المحلي او الجهوي او الوطني وان تكون هذه الثقافة ديموقراطية وليست كلامية بل تشتمل زيادة على الخطاب عن اخلاقيات المسؤوليات والشفافية والتقييم والمساءلة بمعنى تحمل السياسي تبعات اختياراته وافعاله الناجحة كما المخطئة. (*) جامعية، عضو مجلس المستشارين