مع انطلاق دورات التجنيد العديدة المتراوحة على مدار السنة، يطفو موضوع مدى اقبال الشاب التونسي وتجاوبه مع نداء الواجب الوطني على السطح.وبمرور الوقت وبعد ما شهدته بلادنا في الفترة الاخيرة كان للجيش الوطني وقفة حازمة لضبط الامن وللذود عن هذا الوطن العزيز ابهرت الشعب التونسي شيبا وشبابا. «الاسبوعي» سالت عددا من الشبان حول موقفهم من الخدمة العسكرية فكانت هذه اهم انطباعاتهم: «تكاتفت جهود الجميع من شباب وجيش وامن وطني لصد كل عابث بأمن بلادنا وحرمة متساكنيها،وهي صورة جميلة تحمل الكثير من المعاني لشعب اراد قهر طاغية كتم وعائلته على انفاسه ولسنوات.» كلمات استهل بها سفيان حديثه عن وضع تونس مضيفا ان موقفه من الخدمة العسكرية قد تغير بشكل كبير حيث رأى مفاهيم افتقدتها سابقا «كالقليب»و»الرجولية».
أعمال شاقة
يؤكد وليد ان موقفه من أدائه للواجب الوطني من عدمه بعد الوقفة البطولية للجيش الوطني للحفاظ على امن تونس وسلامتها باق على حاله إذ قال:»لا يمكن لاي كان التقليل من حجم العمل الذي قام به ولا يزال جيشنا الوطني تجاه هذا الوطن العزيز لكن الثابت بالنسبة لي انه أدى واجبه وقد كنا في الموعد لتقديم يد المساعدة وللذود عن بلدنا،لذلك لا استطيع اضاعة حول كامل في ظل غياب جراية قارة طيلة فترة التدريب كان بالامكان استغلاله في البحث عن عمل.» بدوره تبنى رمزي هذا الراي موضحا ان السبب الرئيسي الكامن وراء رفضه فكرة التجنيد وآداء الواجب يتمثل اساسا في ما سماه «بالاشغال الشاقة»التي يقضيها المجند طيلة فترة تجنيده والمتمثلة في قيامه ببناء المستشفيات اوجني محاصيل الزياتين.
شروط
دون التشكيك في ولائهم لتونس،وضع عدد ممن استطلع رايهم حول استجابتهم لنداء الواجب من عدمه بعض الشروط الواجب توفرها على غرار ما ذهب اليه الشاب وحيد حين قال:»عندما يجد المجند التغطية الصحية اللازمة ومنحة شهرية طيلة مدة تدربه ووعود بالمساعدة على ايجاد عمل يتماشى وامكانيات ومستوى المتدرب فانه من المنطقي والطبيعي ان يقبل الشاب عن طوعية دون انتظار أي دعوة للالتحاق باحدى الثكنات العسكرية.» وفي نفس السياق اعتبر محمد وهو شاب في العقد الثالث من عمره ان سنة التجنيد بالنسبة للعاطلين وللباحثين عن العمل بعد استكمال دراستهم الجامعية «بالسنة البيضاء».كما دعا الى ضرورة منح المجند فرصة المشاركة في المناظرات الوطنية اثناء فترة تدريبه، خاصة وانه قد حرم سابقا من مناظرتين بسبب عدم قدرته على التحرك لوجود عدة دوريات ايقاف «الرافل».
مساندة في التكوين
بعد الوقفة والمواقف البطولية والشجاعة للجيش وكوادره تغيرت مواقف الشباب التونسي من الخدمة العسكرية حيث اصبحت تحتل مكانة كبيرة لديهم. انطلاقا من هذه الفكرة يرى يوسف، ومن باب ترغيب ابناء تونس على القيام بواجبهم الوطني بامكان المؤسسة العسكرية برمجة شعب تتماشى ومستوى المجند ومتطلبات السوق وبذلك ستكون قادرة على تكوين مهارات ستساهم لاحقا في التنمية الاقتصادية في البلاد. قدم الجيش الوطني الكثيرللوطن ولا يزال وهو دور طلائعي تفردت به هذه المؤسسة العسكرية منذ انبعاثها، التي تبقى في حاجة الى المزيد من التعريف بما يمكن لها تقديمه للمجندين الباحثين عن العمل.