حماية المناطق الرطبة ضرورة ملحة لوقاية البلاد من الفيضانات تونس الصباح: بعد بحيرة إشكل تمّ أمس الإعلان رسميا عن تسجيل 19 منطقة رطبة جديدة في إطار اتفاقية رامسار واعتبار هذه المناطق ذات أهمية عالمية.. وتتمثّل هذه المناطق الرّطبة في سبخة السيجومي وسبخة غار الملح ومضيق مجردة وبحيرة إشكل وبحيرة ومخثّة ماجن الشيطان ومخثّة دار فاطمة (والمحثة هي الأرض اللزجة التي تتحرك تحت الأقدام) وسدّ لبنا وسبخة الوطن القبليالشرقية وسبخة سليمان وعين ذهب وسبخة الكلبية وسبخة نوال وقرعة سيدي منصور وملاّحة طينة وجزر الكنايس وشاطئ الجريد والمناطق الرطبة في واحات قبلي وجربة راس الرمل وجربة قلاّلة وجربة بين الوديان وبحيرة البيبان. فالعناية بالمناطق الرطبة لم تنبع إذن من فراغ بل يرجع ذلك لعدّة أسباب لعلّ أهمها يتمثل في حماية البلاد من الفيضانات.. وفي حديث مع السّيد محمّد رضا الفقيه المدير العام للغابات بوزارة الفلاحة والموارد المائية بمناسبة الإعلان عن قائمة المناطق الرطبة الجديدة بيّن لنا أنه لم يكن من السهل تسجيل 19 منطقة رطبة جديدة في تونس لتكون لها أهمية عالمية ولتصبح بالتالي ميراثا لكل من في الأرض بل أن ذلك تطلّب عملا كبيرا.. وبين أن هناك مقترحات ببعث 20 منطقة رطبة أخرى إلى جانب العناية بالمناطق الموجودة وذلك على أن تساهم هذه المناطق الرطبة في التنمية.. ولاحظ أن الفيضانات الأخيرة التي حدثت في تونس جعلت الجميع يقتنعون بأنه لا بدّ من أخذ رأي وزارتي الفلاحة والموارد المائية والبيئة والتنمية المستديمة قبل بعث أي مشروع سكني.. وأضاف أن تونس لا تتمتع فقط بوجود مناطق رطبة بل هناك المحميات الطبيعية والغابات التي تمثّل ثروة هامة.. وذكر أنه ليس من السهل على بلد في طريق النمو يواجه تحديات التنمية الاقتصادية وإشكاليات التوسع العمراني أن يهتم بالطبيعة وأن يسعى إلى المحافظة على استدامة مواردها لتنتفع بها الأجيال القادمة.. وبين السيد محمد رضا الفقيه خلال لقاء علمي انتظم أمس بالعاصمة شارك فيه ممثلون عن الصندوق العالمي للطبيعة واتفاقية رامسار ومؤسسة ممولة لمشاريع المناطق الرطبة عالميا أن المهتمين بالغابات حاولوا منذ الاستقلال المحافظة على أكبر قدر ممكن من الغابات والموارد الطبيعية وقد تمّ بعث حدائق وطنية ومحميات طبيعية وبفضل ذلك تم التوصل حاليا إلى المحافظة على تراث طبيعي هام.. ولاحظ أنه لو لم يقع إيلاء عناية بالمسألة البيئيّة منذ الاستقلال لما تمكّنت تونس حاليا من تسجيل 20 منطقة رطبة واعتبارها مناطق ذات أهمية عالمية.. حماية في حديث مع السيد كارم عبد الحميد مدير المحافظة على الغابات بوزارة الفلاحة أكد لنا أنه لن يتمّ غلق المناطق الرطبة سالفة الذكر في وجه المتساكنين والزوار.. بل ستقع رعايتها والمحافظة عليها من كل ما يهددها خاصة أنها تلعب دورا رئيسيا في حماية المناطق المجاورة لها من الفيضانات وبين أنه إذا لم تقع حماية هذه المناطق ستحصل مشاكل لا يحمد عقباها.. فردم وادي سبالة بن عمار على سبيل المثال كان السبب الرئيسي في الفيضانات الأخيرة.. وهو ما يعني أن الطبيعة وحينما يقع الاعتداء عليها فإنها لا ترحم.. ولاحظ السيد أبو بمبا ممثل اتفاقية رامسار أنه بالإضافة إلى أهميتها الايكولوجية فإن هذه المناطق الرطبة تساهم في الحد من الكوارث الطبيعية وخاصة الفيضانات وفي توفير موارد الصيد البحري. وذكر أن هذه المناطق ليست هامة فقط بالنسبة لتونس بل تكتسي أهمية عالمية. وذكر السيد ديني لندانبورق ممثل الصندوق العالمي للطبيعة أنه زار قرابة ثلثي المناطق الرطبة في تونس وقد لاحظ الكثير من الأصناف النباتية والحيوانية النادرة وذكر أن تسجيل 19 منطقة جديدة بعد 27 سنة من تسجيل محمية إشكل يعدّ خطوة هامة وعبّر عن أمله في أن يتطور عدد المناطق الرطبة في تونس ليبلغ الأربعين.. وفي نفس السياق ذكر السيد فوزي المعموري منسّق الصندوق في تونس أنه توجد أكثر من 250 منطقة رطبة في تونس وهي تكتسي أهمية كبيرة من الناحية العلمية ويمكن أن تكون مخابر بحث للعلماء وأن تحدّ من الفيضانات. وبين السيد بيار قولدن ممثل المؤسسة الممولة لمشاريع بعث المناطق الرطبة أن تونس تتمتع بمناطق رطبة على غاية من الأهمية ودعا إلى حسن التعامل معها والمحافظة عليها.