حزب المؤتمر من أجل الجمهورية من الأحزاب الجديدة على الساحة السياسية التونسية وهو وليد العشرية الأخيرة فقدأشارالأستاذ محمّد عبو المحامي والناشط السياسي انه تم إيداع ملف الحصول على التأشيرة وفق قانون الأحزاب القائم في 24 جويلية 2001 غيرأنه وككل الأحزاب إبان النظام البائد لم يحصل عليها لاعتبارات غير مقنعة وهو ما دفع بالمكتب السياسي للحزب إلى إيفاد عدل منفّذ كانت له من الجرأة ليتوجّه لوزارة الداخلية باعتباره مأمورا عموميا ليسجّل محضرافي إيداع ملفّ ويحصل على وصل إيداع في جانفي 2002 . المرزوقي العائد.. و يترأس هذاالحزب الدكتور منصف المرزوقي أحد أبرز المعارضين لنظام بن علي الذي أطاحت به الثورة الشعبية في 14 جانفي, ليعود بعدها المرزوقي إلى تونس بعد سنوات من الإقامة بالمنفى الاضطراري في فرنسا. ولد منصف المرزوقي في 7 جويلية 1945 في مدينة قرمبالية بولاية نابلجنوبتونس العاصمة من عائلة منحدرة من الجنوبالتونسي .حصل على دكتوراه في الطب من الجامعة الفرنسية في 1973, وكان تخصصه في طب الأعصاب والطب العام, وبدأ التدريس في الجامعة التونسية في 1981. ألّف المرزوقي 12 كتابا باللغتين العربية والفرنسية في الطب وحقوق الإنسان والديمقراطية. يترأس المرزوقي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المعارض, وقد جاهر بمعارضته لنظام بن علي, فسجن من أجل ذلك أربعة أشهر في 1994, ولم يفرج عنه إلا بتدخل من الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا. كان أيضا ناشطا حقوقيا بارزا إذ تقلد مسؤوليات في المنظمةالعربية لحقوق الإنسان ومنظمات حقوقية أخرى من بينها فرع تونس لمنظمة العفوالدولية, كماأنه كان ناطقا باسم المجلس الوطني للحريات إلى غاية 2001. بعد عودته إلى تونس قادما من باريس, لم يستبعد المرزوقي الترشح للانتخابات الرئاسيةإذا توفرت الضمانات الدستورية اللازمة. وقد كان من المناهضين لبقاءأي من رموز الحكم السابق في الحكومة الانتقالية التي شكلت عقب فرار بن علي. وكان المرزوقي من بين كثيرين ممن رأوا في بقاء رموز خدمت في عهد بن علي محاولة لسرقة الثورة الشعبية. ورغم تاريخ المرزوقي النضالي فانه في أوّل محاولاته للالتحام بالجماهير والتواصل التلقائي معهم وجد الصدّ الذي وصل حدّ تعنيفه في القصبة واتهامه بالعمالة لقوى أجنبية. ويضمّى الحزب أيضا شخصيات حقوقية ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان كالمحامي عبد الرؤوف العيادي، و نزيهة رجيبة (أم زياد)، ومن مؤسسيه أيضا شكري الحمروني والأستاذ الجامعي فتحي الجربي والمحامي محمّد عبو الذي أفادنا أن الحزب انسحبت منه بعض شخصياته إبان حكم بن علي وهو حاليا في مرحلة إعادة الهيكلة والترتيب الداخلي لا سيما أن الحزب لم يحصل بعد على الترخيص أو التأشيرة للنشاط القانوني التي من المتوقّع الحصول عليها في غضون الأيام القليلة المقبلة . برامج الحزب وحول أهداف الحزب وبرامجه أفادنا محمّد عبو أن الحزب نشأ في فترة صعبة ركّز فيها خصوصا على إزالة الحكم الاستبدادي والسعي الى ارساء ديمقراطية حقيقية تقطع مع الطغيان والحكم الفردي. وحول تصنيف الحزب أفادنا أنه يمكن أن يصنّف كحزب ليبرالي لائكي تتمحوربرامجه حول المبادىء التي يقوم عليها الحزب وهي مقاومةالفساد بكافة أنواعه وخاصّة الفساد السياسي وهو سيعمل على المطالبةبالديمقراطية الحقيقية والليبرالية الاقتصادية في إطارالعدالةالاجتماعية . الترشّح للانتخابات الرئاسية وحول تقديم الحزب مرشحا للانتخابات الرئاسية القادمة خاصّةأن رئيس الحزب المرزوقي أعلن نيته في الترشّح أكّد الأستاذ عبو أن في صورة توفّر الضمانات الدستورية الكفيلة بإرساء انتخابات نزيهة وشفافة فانه من المتوقّع تقديم مرشح عن الحزب للانتخابات الرئاسية بشرط تنقيح قوانين المجلة الانتخابية بما يتماشى ومناخ الحريات والديمقراطية مع ضرورة تحييد أجهزة الأمن و ضمان عدم تدخّلها في العمل السياسي لأن ذلك فيه مساس واضح بالشرعية. وحول الخطاب الذي من المفترض أن تتحلّى به النخب السياسية في توجّهها لمخاطبة الجماهير لم يخف الأستاذ عبو غياب الحنكة والحرمان إبان حكم بن علي من التواصل العفوي مع الشعب وهو ما ولّد عائقا لدى هذه النخب حاليا في التواصل الصحيح معه غير أن ذلك سيزول قريبا بالدربة والتواصل التدريجي. منية العرفاوي