الاعتصام متواصل بساحة القصبة لا سوء الأحوال الجوية أثنى عزيمة المعتصمين ولا صمت الحكومة المؤقتة أحبطهم...احتشد الآلاف شيبا وشبابا نساء وأطفالا منادين بصوت واحد "اعتصام ..اعتصام حتى يسقط النظام". "الصباح" وككل يوم وفي إطار مواكبتها للاعتصام تحولت إلى ساحة الحكومة وعاشت بضعة ساعات مع المعتصمين وعادت بالريبورتاج التالي : "لن يمروا وإن عبروا فعلى جثتي ولا خيار".."الشعب يقرر طرد الغنوشي".."الديمقراطية نظام برلماني أو لا تكون".."حل الحكومة"...وغيرها من الشعارات التي رفعها المعتصمون بالإضافة إلى صورة أولى لوجه واحد نصفه لبن علي والنصف الثاني للغنوشي وصورة أخرى تشبه الغنوشي بالقرصان...ولما سألت "الصباح" بعضم عن رمز هذه الصور قالوا «بن علي مازال هنا بيننا» وأوضح مراد الماطري أن مطالب الشعب واضحة وهي إسقاط الحكومة ولاحظ أن لجنة تقصي الحقائق مازالت تتعامل طبقا لسياسة الحكومة السابقة وتعتمد أسلوب التعتيم والمغالطة حيث أظهرت للرأي العام "كنز علي بابا" الذي كان يخفيه "المخلوع "في قصره في حين لم يقع الإعلام عن أية وثيقة وتساءل قائلا "هل من المعقول أن يعثروا على الأموال ولا يعثروا على أية وثيقة..." وأما محمد وهو شاب من نابل فقال "أنا لا أرى غير التهميش والتعتيم والإعلام ساهم في ذلك فثورتنا ثورة كرامة فلماذا ركزت التلفزة الوطنية على تمرير كنز بن علي في حين كان من المفروض أن يطلعوننا على مآل المليشيات والقناصة التي كانت تروع المواطنين ونحن لم نر شيئا فالعمد نفسهم والولاة ينتمون إلى حزب التجمع فما هو دور هذه الحكومة بالضبط وهل هي مع الشعب أم هي ذيل من أذيال بن علي ..." "بن علي موجود بيننا" "لا أحد يستطيع الضحك على ذقوننا" هذا ما بدأ به طارق العرفاوي حديثه إلينا وواصل ليقول"الوضع هو هو لا شيء تغير وأذيال الطرابلسية مازالوا يعيشون هانئين في قبلاط ويستحوذون على الأراضي الشاسعة ونحن لسنا جياعا ولكن نطالب بتكوين حكومة حقيقية لا كرتونية ونحن إلى اليوم لم نراهم يتكلمون عن دستور وبعد شهرين وقع إصدار بطاقة جلب في حق بن علي وبعدها زوجته كل هذا يطرح ألف تساؤل فلماذا تأخروا في إصدار بطاقات الجلب وكأن بن علي مازال بيننا..." رفض أي تفاوض مع الحكومة عمر بوعيسي (أستاذ أنقليزية) واحد من المعتصمين بساحة القصبة قال "نحن مطالبنا واضحة وهي حل الحكومة وحل كل الهيئات المرتبطة بالنظام السابق ونرفض أية مفاوضة مع هذه الحكومة وقد زارنا عضو من لجنة الإصلاح السياسي ورفضنا الحديث معه وإذا كانت الحكومة تعتقد أننا سنمل ونفك الإعتصام أقول لها أنت مخطئة لأننا يد واحدة وكل يوم عدد المعتصمين في تزايد..." ويواصل عمر ليقول"الإعلام مازال متخلفا عن الثورة إما لتقصير متعمد وإما لقصور لأن الإعلام التونسي تربى بين أحضان ديكتاتور ومن الصعب خلق إعلام حر في يوم وليلة." إقبال متزايد على التبرعات الأستاذ محمد علي الهيشري (محامي) وهو أحد المشاركين في الاعتصام التقته "الصباح" في خلية التنظيم والإعلام حيث تجمع التبرعات وأفاد أن التبرعات بلغت ثلاثة آلاف دينار خلال يومين وهي مخصصة لشراء الحشايا والأغطية والخيام والماء والأكل كما ذكر أن عددا كبيرا من المواطنين يزودون المعتصمين بالأكل وأكد على أن الغذاء آخر اهتمامات المعتصمين. وأفادنا عنصر من لجنة التنظيم والإعلام أن عدد المعتصمين بلغ 6 آلاف معتصم من بينهم حوالي 500شخص يقضون ليلهم في ساحة القصبة. هكذا تتحول ساحة القصبة في الليل سألنا المعتصمين كيف يقضون ليلهم فأجمعوا على أنهم انقسموا إلى مجموعات لحماية الثورة وإنجاح الإعتصام مجموعة مكلفة بالتنظيم وأخرى بالتنسيق وواحدة بإنجاد المعتصمين الذين تتعكر أحوالهم الصحية فهناك مجموعة تخرج نهارا وتمثل "الإعلام البديل" حيث تزور الولايات والمناطق الداخلية وتصور مشاغل المواطنين ثم يتم عرض الأشرطة ليلا كما ذكروا أنهم يزودون بعض الإذاعات والقنوات وخاصة الأجنبية بنسخ من تلك الأشرطة. كما أفادنا المعتصمون أنهم كونوا إذاعة داخلية تبث أغاني ثورية . وهناك فرق مسرحية عبرت عن رغبتها في تقديم عرض مسرحي عن الثورة كما أن هناك "فرقة الكرامة" قدمت عرضا وكذلك مغني "راب" وكلها تصب في الثورة وكل ما يقدم من أغاني متعلق بالثورة ويعبر عن مطالب الشعب.