انطلقت الأغاني والأهازيج الثورية تعلن عن احتفال المعتصمين بما أنجز...يعز عليهم الفراق ويتغزلون بفضاء القصبة والخيم التي جمعتهم.. وفي جزء من ساحة الحكومة تواصلت حلقات النقاش,وتحاليل كلمة الرئيس المؤقت ليلة أول أمس والمواقف من القرارات التي أعلنها... ومن هناك صرح أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد ل"الصباح" :" ستكون الثورة التونسية والانجازات التي بصدد القيام بها درسا للعالم..وأنا فخور بكوني تونسي... وليس من قبيل الغرور قول ذلك, فالتونسي فرض ارادته والشعب قادر على تحديد مستقبله...وبالتالي لابد من التنصيص في الدستور على عدم هيمنة الدولة على المؤسسات السياسية ومواجهة الأحكام الجاهزة.." العودة إلى المطالب وفي الندوة الصحفية التي نظمت بكلية 9 أفريل من أجل قراءة بيان اعتصام الرحيل من القصبة...أكد الممثلون عن المعتصمين رغم تلونهم السياسي أنهم في وضع ترقب وبمجرد الشعور بأن مسيرة الثورة قد حادت...سيعودون من جديد بمطالبهم الشرعية عبر مقولة : «إن عادوا عدنا» ويقول البيان.." ان قررنا اليوم الجمعة 04 مارس 2011 تعليق اعتصامنا الحالي, فاننا نعلن مواصلة النضال بدفع القوى الشعبية نحو مزيد التنظيم وتوحيد القوى المناضلة والتأهب لاستكمال مهامها الثورية..." ويفسر ياسين الزريبي (ممثل من الوفود) سبب اللجوء الى تنظيم ندوة صحفية للاعلان عن تعليق الاعتصام بأن ذلك يهدف الى توضيح أن الثورة مازالت متواصلة وإلى ابلاغ صوت المعتصمين باعتبار ان جزءا من مطالبهم مازال قائما. التجاذب السياسي رغم ما اتخذه الاعتصام من منحى شعبي بعيدا كل البعد عن التيارات السياسية والانتماءات الحزبية الا أن الندوة الصحفية وما حملته من تجاذبات بين عناصر لجنة الاعلام وممثلي الوفود كشف عن تواجد لعدد من الانتماءات السياسية التي أرادت أن تطفو الى السطح, قابلها موقف صارم يرفض الانتماء الى أي تيار سياسي.. الأمر الذي حول مدرج ابن خلدون بكلية 9 أفريل الى ساحة للخطاب ونقيضه.. ويفسر المحامي الهادي الشناوي ل"الصباح" أن هذه الفوضى كانت نتيجة التوجه العام للاعتصام الذي كان يرفض وجود ناطق رسمي أو تمثيلية عن المعتصمين حتى لا يتم اختراقهم.. وبتطور الأحداث اضطر المشاركون في الاعتصام الى تسمية ممثلين عن الوفود في أول عمل فعلي لهم (عقد الندوة ) وقاموا بابعاد لجنة الاعلام التنظيمية للاعتصام ونظرا الى أن الطرفين غير متمرسين في السياسة خلقوا فوضى تنظيمية. أما بالنسبة الى تسييس الاعتصام فيقول محدثنا أن كل التلوينات السياسية تدخل تحت سقف واحد وهو المطالب الشعبية ومن جهة أخرى تلقى المشاركون في الاعتصام مساعدات مادية ومعنوية من عدد من التيارات الفكرية وحظي بدعم لوجستي هام من قبل متساكني القصبة. على مستوى آخر نشير أنه في الجانب الآخر لكلية 9 أفريل وقفت حافلات الشركة الوطنية للنقل في انتظار نقل أعداد من المعتصمين تزينوا بالعلم الوطني واتفقوا على مواصلة الثورة وتغيير الواقع بمستقبل أفضل..الى مدنهم.