بقلم: ليليا التميمي العناية الالهية أرادت أن تتفجّر الثورة في ثلاث بلدان تقترب من بعضها البعض جغرافيا لتعطي الدليل على أن الحدود التي رسمتها أياد بشرية لتفصل بين تلك الدول أسقطتها إرادة الشعوب الثلاثة... وذات العناية أرادت لتلك الشعوب أن تحكم ( بضم الحاء) لفترات متفاوتة من قبل أشخاص فرّقتهم الجغرافيا والظروف التاريخية التي أوصلتهم إلى سدة الحكم وجمعتهم في المقابل لغة واحدة هي تقديس المنصب والتمسّك به ولو كرهت الرعيّة... مثلث الكرامة الذي فاجأ العالم وأذهله وبعثر حساباته ومخططاته لم يكن ليستقيم لولا تلك العناية الالهية التي اختارت أن تطيح الثورة الشعبية بثلاثة أسماء لم يكن للمرء أن يتوقف على مدلولاتها لو لم يحدث ما حدث في تونس ومصر ومازال يحدث إلى الآن في ليبيا أسماء وألقاب فرضت نفسها على مقولة «اسم على مسمى» ذلك أن حامليها أخذوا من أسمائهم وألقابهم التي أطلقت عليهم صفاتهم وخاصياتهم وطبِّعتهم بطباعها... فرئيسنا المخلوع انطبق اسمه «زين العابدين» على سياسته وشخصيته عبد الكرسيّ واستعبد الناس وجعلهم عبيدا لكذبة «نوفمبر»... أما جاره غير البعيد حسني مبارك فظل باركا على شعبه لثلاث عقود كتم خلالها على أنفاسه وجرّع غالبيته العظمى كأس الفاقة والذلّ وبارك لنجله جمال البيعة لخلافته على قوم لم يباركوا سياسته السلطوية... الجار ذو الجنب الذي يشغل العالم والناس حاليا أي معمّر القذافي يقذف أبناء شعبه بالنار والحمم... لم يكتف زعيم قبيلة القذافة بإمطار بني جلده بالأسلحة والقذائف بل انهال عليهم في خطابه الأخير بوابل من المقذوفات اللغوية المستلهمة من قاموسه الزاخر بالشتائم والنعوت المشينة.. لكن أسلحته على «تطوّرها» وقاموسه رغم شناعته لن يعيق شباب ليبيا على المضي قدما نحو القذف بقاتلهم إلى جوار من سبقوه من الطغاة المستبدّين... أسوة بشباب تونس ومصر الذين رأيناهم عابدين للحق.. مباركين للحرية.. قذافين برموز القهر والفساد إلى مثواهم الطبيعي.