الحامة من المناطق القليلة التي اقترن اسمها على امتداد قرون لا عقود بالبطولات وعدم الخنوع للظلم والاستبداد والقهر مهما كان مأتاه وأسبابه... ولم يفت ابناؤها المشاركة في ثورة الحرية والكرامة فكانت كالعادة في المقدمة وقدمت اربعة شهداء وعبر ابناؤها على جميع المستويات المحلية والوطنية وبجميع فئاتهم وشرائحهم عن حمايتهم للثورة حتى تحقيق الاهداف التي اندلعت من اجلها. تغطي الحامة ثلث مساحة ولاية قابس (233 الف هك ) وجلها اراضي خصبة ويبلغ عدد متساكنيها حوالي 100 الف نسمة... حباها الله بثروة هائلة من المياه العميقة والمعدنية الحارة وبمواد انشائية ثمينة كانواع الطين الرفيعة والكلكار والباتونيت والاتابلجيت وغيرها ولكن للأسف الشديد كان جزاؤها جزاء سنمار في عهدي بورقيبة و"المخلوع" وذلك بسبب خلاف الاول مع المناضل جلولي فارس والثاني مع راشد الغنوشي فبقيت الجهة تفتقر الى مؤسسات صناعية من جميع الاحجام وأهمل القطاع الفلاحي وذلك ما ولد نسبة بطالة مرتفعة بين جميع اصناف الشباب من الجنسين فحاملو الشهادات العليا يعدون بالمئات والسؤال هل ستعطي ثورة الكرامة هذه انطلاقة واعدة لهذه المنطقة المناضلة تعيد لشبابها الأمل والاعتبار وتحقيق جزء من طموحاتهم في توفير الشغل والتنمية.