أكد إيريك لاروش المدير العام المساعد للعمل الصحي وقت الأزمات في منظمة الصحة العالمية أن قواعد حفظ الصحة والنظافة سيئة على الحدود التونسية الليبية بسبب نقص فضاءات المبيت والإستحمام وقضاء الحاجات الانسانية الموضوعة على ذمة اللاجئين الوافدين من الأراضى الليبية. وأثنى إيريك لاروش أمس خلال اللقاء الإعلامي الذي انتظم مباشرة عقب عودته من الحدود التونسية الليبية،على روح التضامن العالية للشعب التونسي مع اللاجئين مؤكدا أنه على امتداد 25 سنة من العمل في المجال الصحي زمن الأزمات لم يصادف مثل هذا التفاعل التلقائي مع اللاجئين من طرف المواطنين والمنظمات الحكومية وغير الحكومية التونسية واصفا ما شاهده على الحدود بحالة تضامن فريدة أدهشته. مخاطر انتشار الأوبئة لكنه أشار في المقابل إلى أن الأوضاع المحرجة هناك تستدعى الإسراع في تأمين عودة الوافدين على الحدود إلى بلدانهم خوفا من مزيد تدهور الأوضاع الصحية ودرءا لمخاطر انتشار الأوبئة والأمراض المعدية بين اللاجئين. وطمأن المدير العام المساعد للعمل الصحي إبان الأزمات في منظمة الصحة العالمية أنه لم تسجل إلى الآن حالات انتشار لأوبئة خطيرة مثل الكوليرا وغيرها وكل ما تم تسجيله حالات محدودة من الأمراض التقليدية على غررا الإصابة بالإسهال والقريب يتم التعهد بها بصفة سريعة في الوحدات الصحية الموجودة على عين المكان.لكنه حذر من بقاء اللاجئين لوقت طويل على الحدود في العراء وفي غياب المرافق الصحية وقواعد حفظ الصحة التي قد تنذر بالأسوأ. وقال إنه بمجرد وصوله إلى الحدود ومعاينة الوضع أجرى اتصالات مع باريس ولندن لطلب التدخل السريع لإجلاء اللاجئين إلى بلدانهم لأنها من الأولويات لتفادى كوارث صحية قبل الحديث عن تأمين مساعدات طبية او انسانية على الحدود. إجلاء رعايا البلدان من الحدود من جهته قال ستيفانو لازاري ممثل مكتب منظمة الصحة العالمية بتونس ،إن الخوف من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية هو المشغل الأساسي الآن لوضعية الوافدين على الحدود التونسية الليبية وأكد أن المنظمة بالتنسيق مع وزارة الصحة العمومية والجيش الوطني والهلال الأحمر التونسي تعمل على مراقبة الوضع الوبائي على الحدود تحسبا لكل طارئ. ووفقا لنوفل السمراني ممثل وزارة الصحة العمومية فقد قام المعسكر الصحي وبقية الوحدات الصحية المركزة على الحدود إلى حد الآن بأكثر من 4200 عيادة طبية للاجئين الوافدين وتم نقل أكثر من 80 حالة إلى المستشفيات الجهوية بمدنين وصفاقس وقابس كما تم تركيز وحدة اتصال بجرجيس مربوطة مباشرة بوزارة الصحة في العاصمة لمتابعة الوضع على الحدود. واعتبر ستيفانو لا زاري الجهود لإجلاء اللاجئين على الحدود غير كافية إلى حد الآن مقارنة بعدد الوافدين لكنه لا حظ بداية تجاوب مع نداءات تأمين نقل رعايا بعض البلدان لا سيما المصريين آملا أن تتدعم هذه الجهود أكثر فأكثر خلال الأيام القليلة المقبلة تحسبا لتطورات الوضع الميداني على الأراضى الليبية والذي قد يؤدى إلى توافد المزيد من اللاجئين على الحدود التونسية الليبية. وفي سياق الحديث عن الإجراءات الإحترازية لما قد تحمله الأيام المقبلة من تطورات لا سيما في ظل تواصل الغارات والصراع بين الثوار وقوات القذافي أشار ممثل مكتب منظمة الصحة العالمية بتونس أن المنظمة وبالتنسيق مع كل الأطراف المحلية والدولية تسعى لتأمين المزيد من الإختصاصات الطبية والجراحية في الوحدات الصحية المركزة قرب الحدود كما تبحث سبل التدخل في المدن الليبية القريبة من الحدود التونسية لتأمين المساعدة الصحية للأهالي والمهاجرين العالقين هناك.