حذرت وزيرة الصحة العمومية حبيبة الزاهي بن رمضان من خطر حدوث كارثة في مخيمات اللاجئين على الحدود التونسية الليبية نتيجة العدد المتزايد منهم وأيضا بسبب ظروف بعضهم الصعبة التي مروا بها حيث بقوا عالقين لأيام بالتراب الليبي قبل عبورهم بوابة رأس جدير. كما بينت من ناحية أخرى تسرب العديد من الأمراض مثل الإسهال الذي أصاب المئات، ومرض القرنية المعدي، وعلى وجه الخصوص الإصابات بالنزلة التي ظهرت نتيجة إقامة الآلاف منهم في العراء وأيضا ما تعلق بالنظافة وعدم توفرها. وبينت أن جميع حالات الإصابة بهذه الأمراض تمثل عوامل خطيرة يمكنها أن تؤدي إلى كوارث إنسانية خطيرة خاصة إذا ما تواصلت لأيام وتفاقم وضعها في صفوف المهجرين. وأكدت الوزيرة لدى معاينتها أوضاع اللاجئين أيضا داخل المخيمات برأس جدير بأن الوضع هناك ينبئ بالخطر رغم وضعه تحت السيطرة بفضل تظافر الجهود والعمل على تطويق الحالات المرضية التي بدأت تظهر وتنتشر في صفوف اللاجئين. وأكدت الوزيرة أن الوضعية العامة على الحدود وداخل المخيمات تبقى هشة ويمكنها أن تتحول إلى كارثية في صورة عدم الإسراع بترحيل الآلاف من اللاجئين بأسرع وقت ممكن. وتوجهت الوزيرة أمس بنداء عاجل إلى المنظمات الدولية والدول الشقيقة والصديقة للإسراع بتقديم المساعدات من أجل ترحيل اللاجئين الذين لا يمكنهم مزيد الانتظار وسط ظروف صعبة. وأكد السيد أيريك لاروش المدير العام المساعد للمنظمة العالمية للصحة أثناء زيارته أمس مخيمات اللاجئين أن الأوضاع الصحية على الحدود التونسية الليبية يمكن أن تتسبب في ظهور أوبئة خاصة بعد أن بدأت ملامح بعض الأمراض تظهر في صفوف اللاجئين. ولاحظ أن المخيمات ومراكز الإيواء برأس جدير مازالت مكتظة ، وقد اضطر بعض اللاجئين للنوم على الأرض، مما تسبب في ظهور حالات إسهال ونزلة برد وأمراض بالجهاز التنفسي، وأكد أنه تم إحداث معايير إنسانية لإيصال الأدوية ودعم الوسائل اللوجيستية بالمنطقة الحدودية. وأضاف السيد ستفاني لازاري الممثل الثاني للمنظمة العالمية للصحة والموفد للحدود الجنونية التونسية مع ليبيا أنه تم إثر جلسة تقييمية مع وزيرة الصحة التونسية حول الإمكانيات المتوفرة على الحدود اتخاذ جملة من الإجراءات الإستعجالية من بينها إحداث منظومة تنبيه مبكر لرصد الأخطار الوبائية. وأبرزت السيدة كريستينا جورجيفا ممثلة المفوضية الأوروبية للتعاون الدولي لدى زيارتها إلى تونس أمس صحبة السيدة انيكو جيويري كاتبة الدولة المجرية أنها قد حلت بتونس من أجل مهمة تتمثل في مساهمة الإتحاد الأوروبي في عمليات المساعدة الإنسانية لفائدة المرحلين من ليبيا عبر تونس، وأعلنت أن الإتحاد الأوروبي منح تونس 10 ملايين أورو بعنوان دعم مالي للإسهام في أجلاء المهجرين من ليبيا عبر تونس، إلى جانب دعم طبي وغذائي كان قد تم إقراره للغرض، كما بينت أن الإتحاد الأوروبي قرر إرسال طائرات وسفن لمساعدة تونس على ترحيل المهجرين إلى عديد الوجهات التي يقصدونها. وأبرز المنجي سليم مسؤول الهلال الأحمر التونسي بالجنوب، وكذلك العقيد الطبيب محمد السوسي أن الوضع الصحي لللاجئين ميدانيا يبقى مخيفا، وهو ما يدعو إلى الحذر واليقظة تحسبا لتفشي العديد من الأمراض المعدية التي يمكنها أن تنتشر بسبب عوامل عديدة.