تفاعلا مع النقاط التي طرحها السيد سليم الصنهاجي في معرض حديثه مع «الصباح» والتي استهدفت واقع المشهد الثقافي في بلادنا ومدى نجاح الوزارة المؤقتة في تدعيمه وخلق الحركية فيه اتصلت «الصباح» بالسيد عز الدين باش شاوش وزير الثقافة لتطرح عليه بعض الأسئلة المتعلقة بهذه الضبابية التي لاحظها المهتمون بالشأن الثقافي في علاقة الوزارة بالاعلام أولا وبعلاقة الوزارة بالفاعلين في الحقل الثقافي والذين بقوا غير راضين على تجميد النشاط الفني الى حين. قال وزير الثقافة أنه لم يتعمد الهروب من وسائل الاعلام ولكنه حاول التقليل من اللقاءات الصحفية الى حين يفرغ من عملية تسوية الوضعيات الاجتماعية الطارئة والملحّة للعاملين بالوزارة في الولايات الداخلية أساسا، ووصف الوضع المادي والاجتماعي لهؤلاء بالصعب جدا وأضاف «هناك من هو متعاقد مع الوزارة منذ 15 سنة ولم تسوّ وضعيته رغم مرور الزمن، وهناك من هو صاحب شهادة عليا ويعمل في المندوبية أو في دار الثقافة بمقابل مادي لا يتناسب مع مستواه التعليمي وهناك حالات أخرى تدمي القلب وكان لابد للوزارة أن تسوّي وضعية هؤلاء لأنهم موظفون قارون في الوزارة ودورهم مهم لدعم النشاط الثقافي في الجهات».
الخطوة القادمة..
أفاد الوزير أن عمله لن يتوقف الى أن يطلب منه ذلك وسيكون دوما في خدمة الثقافة والمثقفين ولكنه أشار الى ضرورة أن تتغير نظرة الفنانين والمثقفين الى الوزارة وألا يعتبروها الممول الأساسي لأعمالهم بل المساعد على ذلك، وأضاف «انتهى عهد الدعم «المليوني» والمحسوبية والرقابة، هذا ما أريده لمستقبل الثقافة التي يجب أن تكون حرّة لا تحكمها جهات سياسية ولا تراقبها الدولة عبر ما يسمى بلجان الدعم والتوجيه وهذا ما سأحرص على تفعيله لطرد المتمعشين من الوزارة باسم الفن». وعن الدعم وطرق تقديمه أفاد السيد باش شاوش «لقد قدمنا في هذه الفترة دعما ولكن لحالات اجتماعية ملحة ومدروسة، وسنواصل دعم المسرحيين والفنانين ولكن سندعم من يستحق الدعم فعلا، ثم اننا سنعوض لجان التوجيه بلجان استشارية يكون دورها الأساسي التوزيع العادل للدعم وعدم حرمان فرق الولايات من كل هذه الأموال التي سترصدها الوزارة ولكن بشكل مدروس ومعقول». وفي اجابة عن سؤالنا حول الخطوة القادمة قال «انطلاقا من الأسبوع القادم تشرع الوزارة في فتح باب الاستشارات للاجابة حول تساؤلات تخص الخطوات الفعلية القادمة التي من شأنها أن تغير المشهد الثقافي الذي نريده فعالا وحرّا ويخدم فعل الخير لجميع أفراد الوطن». وعن سبب توقف العروض أجاب «بسبب توقف لجان التوجيه والدعم توقفت العروض ولكنها ستعود قريبا وبشكل تدريجي وستشمل كل الولايات والمعتمديات لأننا سنقطع مع المركزية واقتصار أهم العروض أو جلها على ولايات تونس الكبرى وأساسا تونس العاصمة».