عادت الحياة تدريجيا الى قاعات العروض الفنية بتونس ولو أن المبادرات التي واكبناها كانت أساسا مبادرات خاصة أمنتها جهات تحمّل مسؤولية أن تقترب من الناس رغم ما يردد حول الوضع الأمني الذي يفتقر الى السكينة في هذه الفترة. وزارة الثقافة -على عكس الخواص- لم تكن في واجهة هذه المبادرات، ولم تعد عروضها الفنية لتستقطب اليها عشاق الموسيقى والغناء والمسرح والسينما ممّا خلق جوا من الريبة والغضب والتشكيك، طالت الوزير المؤقت السيد عز الدين باش شاوش وادارته التي حسب تقدير البعض لم تسع الى تفعيل الحركة الفنية في هذا الظرف والتي ستكون ضرورة ملتصقة بما حدث في ثورة 14 جانفي وما تلاها من أحداث وكان على هذه الأحداث ان تنعكس على المنتوج الفني الذي سيصدر في هذه الفترة. وقد عبر السيد سليم الصنهاجي مدير اتحاد الممثلين عن استيائه من هذا الصمت الذي رافق تولي السيد عبد العزيز باش شاوش وطال الحياة الثقافية والعروض التي من المفروض أن تكون تحت اشراف الوزارة والتي توقفت منذ شهر وتسببت في تدهور الأحوال النفسية والمادية لعدد هام من الممثلين والمخرجين الذين يمثل المسرح مثلا مورد رزقهم الوحيد والذين اضطروا الى البطالة المطولة في هذه الفترة.
أين هي القرارات الفعلية؟
وأضاف الصنهاجي» لقد التقينا بوزير الثقافة منذ أسابيع وجلسنا اليه فأشعرنا وكأننا في جلسة تعارف، اذ لم نتحدث في قرارات عاجلة وفعلية تخلص الساحة الثقافية من ركودها، اذ يمكن للوزير ان ينطلق في اصلاحاته وبحثه البوليسي عن سارقي الآثار مع المحافظة على المسار الطبيعي لعمل الوزارة، ولكنه أوقف عمل لجان الدعم والتوجيه، ولديّ اليوم عشرات العروض الأولى المؤجلة ولا ندري سبب التأجيل صراحة.» وأشار محدثنا الى أن هذه الحالة ساهمت بشكل أو بآخر في نهميش المثقفين والفاعلين في المجال الفني في فترة حساسة كهذه والتي تكلم خلالها كل الناس فيما وجد الفنان نفسه مجبرا على الصمت لأن وزارته توقف عمله لتحاسب «سرّاق» الآثار، وهنا قال الصنهاجي «لن تصمت النقابة واتحاد الممثلين على هذا الوضع أكثر ،سيكون اعتصامنا قريبا لنعبر عن مواقفنا من تجميد وزارة الثقافة لعروضنا.