صرح نجل القذافي سيف الإسلام في آخر خطاباته أن الأمن الليبي ألقى القبض على العشرات من العرب في ليبيا تم استخدامهم لإثارة الفتنة في ليبيا، هذه التصريحات استغربها التونسيون والمصريون المقيمون بليبيا والفارون من جحيم القذافي لأنها مفبركة فوسام الجندوبي هو أحد الموقوفين الذين قبض عليهم بليبيا ودونت أسماؤهم في سجلات الأمن الرئاسي الليبي كشمعة علق عليها القذافي ذنوبه وأخطاءه، تحدث ل«الأسبوعي» عن حقائق مرعبة بعد أن ساعده أحد أقارب القذافي على الإفلات من موت محقق. يقول وسام الجندوبي: «كنت أقطن في فندق شعبي على ملك أحد أقارب القذافي وقد فوجئنا في بداية الاحتجاجات الليبية بمدينة سرت باقتحام أعوان الأمن الذين رشونا بمادة مخدرة وسرقوا أثاثنا وممتلكاتنا ومالنا ولم نستفق إلا بعد ساعات حيث وجدنا أنفسنا مقيدين في غرف ضيقة ومظلمة داخل مديرية الأمن الداخلي لا تسمع فيها سوى أصوات التعذيب والرصاص. حاولنا معرفة أسباب إيقافنا فكانت الإجابة تعنيفا وسبا وشتما وحرمانا من الأكل والأدهى والأمر أنه وقع إجبارنا على إمضاء محاضر دونوها معطيات خطيرة تكون غالبا عاقبتها الإعدام. لقد كتب في المحاضر أننا تابعون للقاعدة وأننا وزّعنا مناشير تحريضية ضد نظام القذافي وحبوب «هلوسة» على الشباب الليبي وقد أمضينا قسرا على تلك المحاضر خوفا على حياتنا... ويواصل وسام حديثه قائلا: «لقد رأيت بأم عيني تونسيين ومصريين يعدمون بالرصاص بعد شد وثاقهم واستغربت عند عودتي بالإعلان عن موت تونسي وحيد والأكيد أن الأيام القادمة ستكشف عن الضحايا الذين نكل بجثثهم مرتزقة القذافي ووصل بهم الأمر إلى إحراقها درءا لمعالم الجريمة». كما أضاف قائلا: «ظللت بالسجن مدة 7 أيام فقدت فيها الأمل في الحياة وعشت رعبا لا يوصف أنام على أصوات المعذبين وعلى رصاص إعدام الشباب البريء وعلى مشاهد بشعة والحمد لله أن معرفتي بأحد أقرباء القذافي أنقذتني في اللحظات الأخيرة... لقد اتفقت معه على تسليمه مبلغ 800 دينار تولت عائلتي في تونس تقديمه إلى الوسيط الذي حل بتونس لاستلامه، وفعلا هرّبني من السجن ومنه إلى المطار واستخرج لي بطاقة هوية مزيفة أنقذتني لأعود إلى تونس بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها». ويردف قائلا: «لقد تركت أكثر من عشرين شخصا في السجن الذي كنت موقوفا به منهم الكثير من «التوانسة» ولا أدري أي مصير ينتظرهم».