تجاذبات ومطالب واستحقاقات.. ما انفكت تلقي بظلالها مؤخرا في الوسط الفني، وتحديدا في الميدان الموسيقي، وكان مقر وزارة الثقافة مسرحا لها. فلئن بادرت نقابة المهن الموسيقية يوم الاثنين المنقضي بتنظيم اعتصام أمام وزارة الثقافة، تم خلاله رفع شعارات اعتبرها المشاركون فيه أساسية لتنظيم القطاع والنهوض به، فإن عددا آخر من الفنانين والعازفين والشعراء والناشطين في الميدان نظموا اعتصاما مساء أول أمس الثلاثاء أي في اليوم الموالي للاعتصام الأول، عبروا من خلاله عن رفضهم لمطالب ممثلي النقابة لا سيما المتعلقة بتكليف هذا الهيكل بالإشراف على تنظيم العروض الفنية التي ستتم خلال الشهر الجاري والأشهر القادمة ومنحه صلاحيات التدخل في القطاع وأخذ القرارات المصيرية سواء منها التي تتعلق بالهيكلة أو الأفراد، رغم أن جل المشاركين في الاعتصام الأخير من المنضوين في هذه النقابة. واعتبر المشاركون في الاعتصام «المضاد» أن نقابة المهن الموسيقية لا يمكن أن تعوض وزارة الثقافة أو أي هيكل تابع لها لعدة اعتبارات لعل أبرزها أن أعضاء الهيئة الحالية للنقابة لم يتم انتخابهم وبالتالي لم يتم تفويضهم من المنخرطين فيها ليطالبوا.. بصلاحيات واقصاءات باسم الجميع. كما أنه لم يتم بعد تنصيب نقابات داخل الجهات مما يخول لأهل القطاع في كامل الجمهورية الموافقة على صلاحيات وشرعية وجود الهيئة الحالية للنقابة..لذلك فقد بارك المعتصمون مطالب الاصلاح ومعالجة النقائص والحد من الممارسات التي تحول دون الاقلاع بالانتاج الموسيقي في المقابل نددوا باستغلال هذا الهيكل للتشفي وإقصاء أو إبعاد أسماء باعتبارها كفاءات لا يمكن الشك في قدرتها على المضي قدما في نحت الواقع المنشود للقطاع والفاعلين فيه.ومن الأسماء المشاركة في هذا الاعتصام: أحمد الماجري،أنيس الخماسي،رجاء بن سعيد،ناجحة جمال،سلاف،زهيرة سالم وغيرهم من المغنين والعازفين والشعراء.. وقد رابط المعتصمون أمام مبنى الوزارة منذ الساعة الرابعة بعد الزوال من يوم الثلاثاء المنقضي إلى ما بعد الساعة العاشرة ليلا حيث تسنى لهم مقابلة وزير الثقافة عزالدين باش شاوش. وبعد الاستماع لمطالبهم وعد الوزير المعتصمين بحرصه على العمل على حل الاشكالات الحافة بالقطاع وحث جميع الأطراف على المشاركة في تجسيم ذلك من خلال فتح باب القبول لكل الاقتراحات التي من شأنها أن تساهم في تطوير وتفعيل المبادرات الهادفة إلى تنظيم الميدان من ناحية وتقريب وجهات النظر وتنقية الأجواء من ناحية أخرى. ويعد الموقف الذي اتخذه شق من الفنانين والعازفين... المشاركين في هذا الاعتصام «المضاد» دليلا قاطعا على التباعد والاختلاف القائمين- ليس فقط في صلب النقابة وإنما أيضا في القطاع ككل- مما يدعو للتخوف من عدم القدرة على معالجة الاشكاليات الحافة بالميدان في أقرب الآجال وهو ما قد يؤثر على الانتاج والعلاقات القائمة في الوسط.