الاستجابة للمطالب الملحة التي تهدف إلى النهوض بالميدان الفني والتجاوب مع دواعي الراهن من خلال تغيير استراتيجية التعاطي مع المسائل والقضايا المطروحة بعيدا عن التهميش أو الإقصاء أو التأجيل، وفتح المجال أمام جميع الكفاءات والأفراد من فنانين وملحنين وعازفين وشعراء للمشاركة في التأسيس لواقع أفضل والقطع مع كل ما له علاقة بالعهد البائد... شكلت تقريبا أبرز المطالب التي نادى بها المشاركون في الاعتصام الذي نظمته يوم أمس الاثنين نقابة المهن الموسيقية أمام وزارة الثقافة بمشاركة عدد من الفنانين والعازفين ومن لهم علاقة بالميدان كمتعهدي الحفلات. كما انضم للمعتصمين عدد من المواطنين ممن عبروا عن مساندتهم للمطالب باعتبار أن الميدان الفني والموسيقي يعد حلقة هامة في مكونات المجتمع التونسي... وبالمناسبة تم رفع شعارات من قبيل «يا وزير الثقافة عجل بحملة نظافة» و»مندوبيات الثقافة رشوة وأكتاف وسخافة» و»حلوا ملف الفساد...» وغيرها من الشعارات الأخرى التي تندد بممارسات بعض الهياكل كمصالح الموسيقى وحقوق المؤلفين... فضلا عن المطالبة بضرورة مراجعة مقاييس اختيار الأسماء التي تتولى الاشراف على التظاهرات والمؤسسات ذات العلاقة وابعاد أسماء أخرى.
التمسك بالمطالب
وحول كيفية تفعيل المطالب وتجسيدها على النحو الذي يضمن التفاعل الايجابي بين جميع الأطراف أكد ماهر الهمامي (مغني) أن النقائص والتجاوزات الحاصلة في القطاع لا يمكن رصدها ومعالجتها إلا بتشريك أهل الميدان لا سيما بفتح المجال أمام أسماء جديدة ليس لها سوابق في الولاءات أو المحسوبية.. فيما دعا المغني منصف عبلة إلى تدخل وزارة الثقافة لمراجعة دور المندوبيات الجهوية للثقافة بوضع حد لممارسات الاقصاء والتهميش ضد أسماء دون أخرى. كما طالب هاني دمق(عازف وموزع) بضرورة العمل على تحقيق المصالحة بين الفنان والموسيقي التونسيين والمتلقي وذلك من خلال اختيار الأسماء المشاركة فيها واعادة الاعتبار للعازفين التونسيين بمنحهم أولوية المشاركة في مختلف هذه التظاهرات. من جهته وجه الفنان الشعبي منجي بن عمار نداءه إلى سلطة الإشراف قائلا: «من حقنا كفنانين شعبيين أن نتمتع بحقوقنا في العروض والأعمال المدعومة طالما أننا نملك بطاقات احتراف». ساند جملة هذه الآراء عادل بنعلجية (متعهد حفلات) موضحا أن: «انفراد بعض الأسماء بالقرارات المتعلقة بالميدان من شأنها أن تحول دون تفاعل القطاع ايجابيا مع التغييرات التي يستوجبها مستقبل البلاد بمختلف هياكلها». فالنهوض بالقطاع وتطوير آلياته يتطلب ضرورة أخذ جملة هذه المطالب بعين الإعتبار والاستجابة لدعوات أهل الميدان خاصة أولائك الذين ظلوا لسنوات خارج دائرة امتيازات الدعم أو المشاركة في التظاهرات داخل تونس أو خارجها وقد عبر المشاركون في الاعتصام عن تمسكهم بجملة المطالب لأنها تختزل استشراف مشروع لواقع القطاع. ولئن لبى عدد من أهل الميدان نداء نقابة المهن الموسيقية وشاركوا في اعتصام الأمس، فإن بعض الأسماء التي طالما عرفت «بلهثها» وراء فرص الاطلالات الاعلامية حيث لا تتوانى خلالها عن التشكي والاستجداء من أجل الفوز بفرص الدعم والمشاركة في التظاهرات المناسباتية، برزت بغيابها وهو الغياب الذي استنكره المعتصمون باعتبار ان أغلب هؤلاء كانوا ممن حظوا بامتيازات..