تونس-الصباح: أظهرت دراسة قام بإنجازها المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية خلال العام الماضي حول ترسبات وادي مجردة بمصب سد سيدي سالم، بتركز كميات كبيرة من الترسبات بوادي مجردة بعد إحداث سد سيدي سالم، وقدرت هذه الترسبات بارتفاع في مستوى سرير وادي مجردة ب25صم ناتج عن معدل تركيز يفوق 4غ/ل إثر فيضانات جانفي وفيفري 2003. ولاحظت الدراسة التي استعمل فيها المركز تقنية الترشيح والتقنية النووية لتقييم الترسبات بوادي مجردة، أن وجود كميات كبيرة من الترسبات على سرير وادي مجردة، إذ غطت هذه الترسبات 50% من عمق الوادي تقريبا خلال السبع سنوات الأخيرة. وفسرت الدراسة تراكم هذه الترسبات بسبب إنشاء سد سيدي سالم (من أكبر السدود التونسية) والذي تسبب في تقليص منسوب المياه المتدفقة بالوادي وفر الظروف المناسبة لتراكم الترسبات به. ونظرا لخطورة ظاهرة تراكم الترسبات في وادي مجردة ومن أجل حسن التصرف في موارده المائية تمت التوصية بوجوب دراسة هذه الظاهرة ومراقبتها بصفة مستمرة وذلك بتجهيز محطات مراقبة سيلان المياه المركزة في حوض مجردة بوسائل قيس على عين المكان وفي الزمن الفعلي لكمية الرواسب في الماء. وحتى يتم الرصد الإجمالي لكمية الترسبات بالوادي تم الاعتماد في هذه الدراسة على طريقة النمذجة باستعمال النماذج الرقمية لبانيول واينشتاين. وقد مكن نموذج بانيول من تقدير معدل تركيز ما بين 0,97 و6,19غ/ل للترسب أثناء الفيضان بينما مكن نموذج اينشتاين من تقدير معدل تركيز ما بين 0,74 و2,46 غ/ل أثناء فترة السيلان القليلة. وقد أعطت التقنية النووية بمحطة السلوقية تركيزا ما بين 0,1 و6,5 غ/ل وقد مكن هذا التحديد الكمي من تفسير أهمية الترسبات بوادي مجردة ومن توقع انعكاسات هذه الترسبات على مرفولوجيته. يذكر أيضا أن وادي مجردة يعتبر من أهم الأنهار التونسية وهو ينبع بسوق أهراس غربي الجزائر ليلقي بمياهه في البحر الأبيض المتوسط على مستوى خليج تونس. يبلغ طول مجردة416 كم منها 350 بالتراب التونسي ليكون بذلك أطول أنهار تونس الدائمة المنسوب وإن كان هذا الأخير غير منتظم حيث يتراوح بين المتر المكعب و1000م3 في الثانية والسبب في ذلك هو قلة انتظام روافده والأودية التي تغذيه كوادي ملاق على سبيل المثال.