تونس الصباح: تتوزع مقاطع الحجارة في جهات عديدة من البلاد، وخاصة في جملة من الجبال المتاخمة للعاصمة وبعض المدن الكبرى. وعلى الرغم من اهميتها في توفير المواد الاولية لحركة البناء والتشييد التي تجري على الدوام في كل الجهات، فان لهذه المقاطع جوانب سلبية من اهمها النتائج التي تسفر عن اشغالها من غبار واتربة متناثرة، وكذلك انعكاساتها على المظهر العام الطبيعي والبيئي بشكل عام. هذا النشاط المكثف والمتواصل وجوانب البعض من انعكاساته السلبية كان محور اهتمام وزارة التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية قصد تنظيمه والارتقاء باساليب العمل به للحد من تأثيراته السلبية على المحيط، فماذا تم في هذا الغرض؟ وما هي الاجراءات التي تم اتخاذها للحفاظ على الوسط الطبيعي بعديد الجهات؟ ملتقى وطني حول ترشيد التصرف في المقاطع انتظم امس بالقطب التكنولوجي بالغزالة ببادرة من الادارة العامة للجسور والطرقات ممثلة في ادارة المقاطع والمتفجرات بوزارة التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية، ملتقى وطني حول ترشيد التصرف في المقاطع من حيث تقنيات الاستغلال ضمانا للجودة وحماية البيئة. وقد شارك في هذا الملتقى عدد كبير من المهندسين والخبراء والهياكل الحكومية والجامعة الوطنية للبناء. وفي افتتاح هذا الملتقى اكدت السيدة سميرة خياش بلحاج على أن قطاع المقاطع يمثل رافدا من أهم روافد التنمية الاقتصادية، ويستأثر باهتمام متزايد من طرف كل المتدخلين الذين لهم صلة بالبناء والاشغال العامة. كما يضطلع القطاع بدور اساسي في مجالات الاستثمار والتصدير واحداث اكثر ما يمكن من مواطن الشغل. وبناء على كل هذا ابرزت الوزيرة ضرورة تعميق الوعي بانخراط القطاع في المجهودات التي تبذلها الدولة لبلوغ قدر معقول من الجودة وحماية المحيط من التلوث الذي تتسبب فيه المقاطع. واشارت الوزيرة من ناحية اخرى الى وعي الدولة بالتحديات المطروحة امام القطاع في السنوات القادمة، وذلك بحكم تزايد الطلب على المستوى الوطني على المواد المقطعية في ضوء ما توفر للبلاد من مشاريع استثمارية ضخمة في مجال البنية الاساسية والسكنية، على غرار توسيع شبكة الطرقات السيارة باتجاه الشمال الغربي والجنوب، ومشروع مطار النفيضة، ومشروع المدينة الرياضية، والمشاريع السكنية الطموحة التي تضمنها المخطط الحادي عشر للتنمية. وبناء على جملة هذه المنطلقات تم التأكيد خلال هذا الملتقى على واجب التقيد ببنود البرنامج الرئاسي في مجال الاستعمال الامثل للفضاء الترابي بما يستجيب لمقتضيات التنمية المستديمة والاستغلال الرشيد للموارد وملاءمة الانشطة الاقتصادية مع مقتضيات حماية المحيط، وذلك بدعوة الاطراف المتعاطية لنشاط المقاطع او المشاركين في الملتقى للتفكير بجدية في تجميع الجهود من أجل حسن توظيف المعادلة الصعبة بين البعد الاقتصادي والبعد البيئي بطريقة لا تخل بحق الاجيال في الحفاظ على البيئة وبقائها سليمة. وتناولت السيدة سهام بن سلطان مديرة المقاطع والمتفجرات في مداخلة لها خلال الملتقى بالتحليل الاطار القانوني والتشريعي المنظم لاستغلال المقاطع. كما تولى السيد عادل المناعي رئيس مصلحة المتابعة والمراقبة بادارة المقاطع شرح طرق فتح وحدة التكسير وغربلة المواد المقطعية، الى جانب تقديم عرض حول التجهيزات المستعملة في المقاطع التونسية وضرورة تطويرها بما يتماشي وحماية البيئة والمحيط من آثار المقاطع. وتولت السيدة بسمة حسيني من الوكالة الوطنية لحماية البيئة تقديم عرض مفصل حول حماية البيئة في الفضاء المقطعي وتدابير السلامة المصاحبة. واختتم الملتقى بمائدة مستديرة ضمت المسؤولين عن ادارة المقاطع والجامعة الوطنية للبناء جرى خلالها حوار بين كل المتدخلين في القطاع لوضع خطة عملية اكثر اهمية في مجال التصرف في المقاطع وتطوير آدائها وجودة انتاجها، وكذلك جعل نشاطها اكثر ملاءمة مع البيئة والمحيط.