يبدو أن الاعتصامات التي تمت مؤخرا في العاصمة والالتقاء بوزير الشباب والرياضة والتربية البدنية بالمتخرجين الذين طالت بطالتهم وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى عائلات معوزة أتت أكلها بإعادة تنظيم الملفات جهويا بعد أن ثبت انتداب بعض أبناء الميسورين ومن لهم"أكتاف"، إلا أن المعاناة لا تزال متواصلة للعديدين ممن ضاقت بهم السبل أمام طول الانتظار، وعدم وجود حلول ولو كانت مؤقتة لمجابهة متطلبات حياتهم العائلية بعد سنين مريرة من البطالة والفاقة ، موازاة مع الإجراءات التي تتطلبها تقارير اجتماعية من قبل السلط المحلية والجهوية في ظل افتقار عديد الإدارات خاصة في جهة المهدية إلى من يقوم بالإشراف عليها مثل المعتمدين والعمد والمصالح الاجتماعية. التلاعب بملف أمام المدخل الرئيسي لمقر ولاية المهدية، عشرات الشبان الوافدين لمقابلة والي الجهة أو الاستفسار عن مآل ملفاتهم، وهم الذين تم وعدهم بمنح شهرية أو شغل وقتي، صرحوا لنا أن كل ما قيل ليس سوى وعود في انتظار التطبيق.. فمحجوب غمام / شاب / متخرج كمعلم أول في التربية البدنية منذ2007، طلب من ًالصباح ً إبلاغ صوته مع من التقيناهم، ليفيدنا أنه تقدم منذ تخرجه وهو اليتيم والقائم بشؤون والدته المريضة وشقيقيه بملف ضمن حالة عائلية ليبقى إلى حد الساعة عاطلا ، ولقد ثبت له ولغيره أنه وقع التلاعب بملفه، ليعاد إلى الإدارة الجهوية للرياضة والتربية البدنية منذ أكثر من شهر لصياغة ملف آخر وفق مراجع النظر، والحال أن زملاء له من نفس الرتبة وتاريخ التخرج من أبناء الميسورين والوجهاء تم تشغيلهم حتى بعد ثورة 14 جانفي. 70 مطلبا يقول محجوب:"كل الوزارات والمؤسسات ذات السيادة وجهت لها مكاتيب بالبريد المضمون الوصول والفاكس ومباشرة بتنقلي كل شهر إلى وزارة الإشراف، مما يكلفني وأنا العامل في ً المرمة ً الكثير من المصاريف..أرجو مراعاة ظروفنا والإسراع بانتدابنا لاقتلاع رغيف الخبز بكرامة كما أرجو تمكيننا من أبسط متطلبات الحياة.. فنحن لا نملك دفاتر علاج ولا مصروف جيب".