بمناسبة الذكرى 55 للاستقلال توجه رئيس الجمهورية المؤقت السيد فؤاد المبزع خلال موكب انتظم أمس الاحد بقصر قرطاج بخطاب إلى الشعب التونسي أكد فيه أن تخليد ذكرى الاستقلال هذه السنة يكتسي طابعا متميزا باعتباره يأتي على إثر قيام ثورة 14 جانفي المجيدة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالاستقلال في معانيه العميقة وتجلياته الطبيعية وقيمه الكونية. وأضاف أن هذه الثورة هي في جوهرها امتداد لنضالات الشعب التونسي من أجل الاستقلال وهي مظهر من مظاهر الوفاء لارواح شهداء حركة التحرير الذين ضحوا من أجل تونس وعزتها ومن أجل أن يحيى الشعب حياة حرة كريمة. وشدد رئيس الجمهورية المؤقت خلال هذا الموكب الذي حضره الباجي قائد السبسي الوزير الاول وأعضاء الحكومة المؤقتة على أن هذه الثورة تعد محطة تاريخية جديرة بالتخليد كعيد وطني وعلى هذا الاساس فإن يوم 14 جانفي بداية من السنة المقبلة سيكون يوم عيد الثورة والشباب مبينا أن في ذلك جمعا بين القيمتين اللتين يرمز إليهما هذا التاريخ أي الثورة والشباب. وأوضح فؤاد المبزع أنه إذا كان المهم في هذه الثورة قد تم وهو القطع مع النظام الذي كرس الاحادية وسخرها لنهب قدرات الشعب فإن ما ينتظرنا هو التجسيد الفعلي لاهداف الثورة وخاصة تجسيم الانتقال الديمقراطي نحو نظام يستمد شرعيته من الشعب دون سواه ويقوم على التعددية والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. وأهاب رئيس الجمهورية المؤقت بكافة أبناء وبنات الشعب التونسي الحفاظ على الوحدة الوطنية والوفاق وجو التآخي والتلاحم الذي تأسس وترسخ في سياق الثورة وأصبح مرجعا في كل ما يتم القيام به من أعمال ورسمه من أهداف وتخطيطه من مشاريع مؤكدا على أن ثورة 14 جانفي تعكس إرادة شعبية واسعة في تحقيق الانسجام مع الاستقلال الذي يسترد في ظلها كافة أبعاده. وأكد السيد فؤاد المبزع أنه من باب العدل والانصاف أن لا تشمل هذه المصالحة كل من أجرم في حق الشعب وثبتت إدانته قضائيا موضحا أن المصالحة الوطنية يجب أن تستند إلى المحاسبة القانونية العادلة والشفافة صونا لحقوق الجميع وحفاظا على مصالح الشعب التونسي.