بعد أن دخل الاعتصام المفتوح الذي يقوم به عدد من العاطلين عن العمل من شباب قابس أسبوعه الثاني يبدو أن الأمور قد أخذت منعرجا خطيرا يستوجب وقفة حازمة من جميع الأطراف المتداخلة في هذا الموضوع فالاعتصام الذي انطلق من أمام الإدارة الجهوية للمجمع الكيميائي التونسيبقابس انتقل منذ يومين إلى المنطقة الصناعية حيث قام هؤلاء الشبان بغلق كل المنافذ المؤدية إلى معامل المجمع سوى على طريق شاطئ السلام أو طريق غنوش حيث منعت الحافلات الناقلة للعمال والشاحنات من الدخول ومن الخروج ويرفع المعتصمون عددا من المطالب لعل أهمها إيجاد حل جذري للتلوث، إنشاء مستشفى جامعي، تشغيل المعطلين عن العمل، نقل الإدارة المركزية للمجمع من تونس العاصمة إلى قابس، دفع تعويضات لمن ثبت تضرره من المجمع الكيميائي ودفع عجلة الاستثمار بالجهة، هذه تقريبا أهم المطالب المرفوعة من المعتصمين وفي محاولة لإيجاد حل لهذه المشكلة التي تكلف المجمع الكيميائي حوالي 6 مليارات يوميا من الخسائر حل صباح الأربعاء مدير عام المجمع الكيميائي التونسي قيس الدالي بقابس وشارك في جلسة عمل ضمت الأطراف المتداخلة في هذا الموضوع وهم والي قابس بالإضافة إلى ممثلين عن المعتصمين وكذلك عن الاتحاد الجهوي للشغل بقابس و طلب خلاله إمهاله حتى اليوم الموالي للاجابة عن مطالب المعتصمين وذلك بعد إجراء اتصالاته بالحكومة المؤقتة. وفي ذات السياق قام عدد من الشبان بعد ظهر أمس بغلق مدخل مدينة قابس وبالتحديد قنطرة الشمامة حيث قاموا بوضع الحجارة ومقاطع النخيل في الطرقات الرئيسية وذلك لمدة ساعة وهو ما أدى إلى تعطل حركة المرور تماما قبل أن يتدخل المسؤولون الجهويون الذين وعدوا بالإصغاء للمحتجين وتلبية مطالبهم والمتعلقة أساسا بإيجاد حل جذري لمشكلة المجمع الكيميائي التونسي.