يبدو أنّ خلافا قديما بين أعضاء هيئة جمعيّة المعهد الرّشيدي للموسيقى التّونسيّة والفنّان زياد غرسة بصفته المدير الفنّي للمعهد عاد ليطفو من جديد على السّطح هذه الأيّام ... الخلاف مداره - على ما يبدو هذه المرّة - مطالبة "جماعة" زياد بضرورة تنحّي الهيئة المديرة برئاسة اسماعيل بولحية وعضويّة الهادي الموحلي وغيرهما من الأعضاء بدعوى أنّهم من «رموز» السّاحة الثّقافيّة في زمن ما قبل ثورة 14 جانفي لذلك وجب أن يقال لهم كما لقيل لغيرهم "ديقاج"... السيّد الهادي الموحلي وهو وجه ثقافي معروف ومحترم خدم الحركة الثّقافيّة لمدّة عقود من موقع المتطوّع ساءه كثيرا - والعبارة له - أن تصدر مثل هذه «الحركة» عن فريق يتنمي لمؤسّسة فنيّة ثقافيّة عريقة تمثّل في حدّ ذاتها - والكلام دائما له - مدرسة وعنوانا للتّواصل بين الأجيال باعتبار أنّ جوهر الرّسالة الّتي تأسّست عليها - تاريخيّا - «الرّشيديّة» هو الحرص على أن يتواصل «السّند» الموسيقي التّونسي وحفظ الذّاكرة الفنيّة وعدم القطيعة مع الماضي ... عود على بدء أمّا عن الخلاف في «نسخته» القديمة فانّه يعود بحسب مصدرنا الى صائفة سنة 2010 تحديدا عندما أرادت الهيئة الحالية لجمعيّة المعهد الرّشيدي أن تنظّم احتفالا بالذّكرى الخامسة والسّبعين لظهور أوّل فرقة للرّشيديّة على المسرح البلدي بالعاصمة على أن تحيي حفل افتتاح التّظاهرة فرقة المعهد الرّشيدي ذاتها بقياد الفنّان زياد غرسة ولكن يبدو أنّ هذا الأخير لم يكن «متحمّسا» للفكرة لذلك أخذ يتفادى ( حتّى لا نقول يتهرّب) من الالتقاء بأعضاء الهيئة لوضع برنامج التّظاهرة موضع التّنفيذ ... ( بين أيدينا وثيقة رسميّة هي عبارة عن مراسلة موجّهة من طرف مكتب الهيئة للفنّان زياد غرسة بصفته المدير الفنّي تشير الى هذا "التّهرّب(" الوثيقة مؤرّخة بتاريخ 28 جوان 2010 ومن بين ما جاء فيها : «في نطاق الاستعدادات للاحتفال بالذّكرى الخامسة والسّبعين لظهور أوّل فرقة للرّشيديّة ... وتبعا للمحاولات العديدة المتكرّرة للاتّصال بك هاتفيّا أو بالتّنقّل مباشرة الى منزلك دون جدوى ... ونظرا لقيمة هذه التّظاهرة وأهمّيتها في تاريخ المعهد الرّشيدي والتزامنا بتنفيذها نودّ منك الاتّصال بالهيئة في أقرب وقت لنتمكّن من تحديد برنامج حفل الافتتاح المبرمج بالاتّفاق معكم" ولأنّنا لا نريد - من موقعنا - أن نشير - ولو تلميحا - الى أنّ عبارة «ديقاج» المرفوعة اليوم في وجه أعضاء هيئة جمعيّة المعهد الرّشيدي من طرف «فريق» الفنّان زياد غرسة قد يكون مبعثها الحقيقي الرّغبة في تصفية «حسابات شخصيّة» قديمة مع الهيئة وليس «انتماء» أعضاء هذه الهيئة الى «رموز» النّشاط الثّقافي في زمن ما قبل الثّورة ... ولأنّنا نقدّر جيّدا حسن نيّة ورفعة أخلاق الفنّان الكبير زياد غرسة ومدى غيرته على «الرّشيديّة» فانّنا ننتظر أن تعود المياه الى مجاريها بين هيئة جمعيّة المعهد الرّشيدي والفنّان زياد غرسة المدير الفنّي لما فيه مصلحة «الرّشيديّة» أوّلا وأخيرا ... واذا ما كان هناك اختلاف ما فلا يجب أن يفسد هذا الخلاف للودّ قضيّة خاصّة وأنّنا نعلم مدى الاحترام الّذي يكنّه جميع أعضاء هيئة الجمعيّة للفنّان زياد غرسة بصفته فنّانا كبيرا وابن فنّان كبير ...