وافانا السيد زياد غرسة بالردّ التالي: ردا على المقال المنشور بجريدة «الشروق» يوم 10022011 من قبل السيد محسن بولحية وبعد اطلاعي على فحواه وما تضمنه من افتراءات خطيرة واتهامات زائفة موجهة لشخصي ارى من الواجب الوقوف على جملة المغالطات لانارة الجماهير والقراء. أولا: انه خلافا لما ورد على لسان رئيس الرشيدية السابق فان سبب تنحي الهيئة السابقة للرشيدية يعزى للركود في عملها وتهاون اعضائها وتخلفهم عن الحضور في الاجتماعات ومتابعة تمارين الفرقة ومطالب العازفين والمجموعة الصوتية الذين يقتاتون في مجملهم من الرشيدية وقد كنا طالبنا مرارا وتكرارا تحسين الاوضاع المادية والمعنوية ولفت نظر الهيئة للظروف القاسية التى تجرى فيها التمارين علما ان المطالب كانت موضوع عدة مقالات نشرت قبل تنحي الهيئة وكان الصحفيون المتابعون لعمل المعهد يثيرون هذه النقائص كلما اتيحت لهم الفرصة لذلك تلقائيا ودون ايعاز من قبلنا ولكم ان تراجعوا ما قيل حول المجهود الفائق الذي بذلناه للحفاظ على هذا الدرع المنيع للفن التونسي الاصيل وقد تواترت المقالات حول تراجع عمل الهيئة المديرة مقارنة باستطلاعات الرشيدية وما يجب ان تحضى به هذه المؤسسة من عناية خاصة كل ذلك لتفنيذ الادعاءات الواردة على لسان محسن بولحية في ما يتعلق بتفاني الهيئة التي كان يترأسها في العمل على حسن ادارة المعهد الرشيدي. ثانيا: ان ما وصفه محسن بولحية بالمناورة التي قمت بها للانقلاب على الهيئة المديرة يعد اتهاما خطيرا وغير مقبول خاصة بعد ان اتهمني باستعمال علاقتي بزوجة الرئيس المخلوع لاجهاض احتفالات الذكرى 75 لتأسيس الرشيدية ذلك ان لاعلاقة تربطني بهذه الطبقة الفاسدة وانني بوصفي فنانا ذا صيت والحمد الله احضى باهتمام السلط المعنية بالثقافة لا غير لما ابذله من جهد في خدمة الفن التونسي الاصيل ويتجه التأكيد في هذا الصدد على أن التدخل لانقاذ المعهد الرشيدي انذاك كان من قبل وزير الثقافة السابق الذي تم تحسيسه من قبل رجالات الثقافة والمتابعين لعمل المعهد الرشيدي بالمخاطر التي يتعرض لها المعهد وبتردي عمل الهيئة المديرة وتدني اجور العازفين مقارنة بما يتقاضاه زملاءهم في المجال الفني اما في ما يتعلق باتهامي باجهاض الحفل الذي اقيم للذكرى75 لتأسيس الرشيدية فان فكرة اقامة الحفل هي فكرتي وقد توليت عرضها على الهيئة انذاك مع طلب استضافة ثلة من اعلام الطرب الاندلسي في المغرب العربي وماراعني الا أن تولت الهيئة تبني الفكرة واقصائي من التدخل والتفرد بالاختيارات الفنية وتجاوز برنامجي باستدعاء نكرات لا يستجيبون لقيمة ومستوى الحدث واقصيت من اخيتار الاسماء المشاركة وتم حذف حفل شهر جوان من البرمجة وحرمان اعضاء الفرقة من اجورهم كما أن الخطأ الفادح في برمجة هذا الحفل تمثل في تزامنه مع نهائيات كأس العالم وهو ما يعني استحالة تحقيق اقبال جماهيري هام وخلافا لما ذكره محسن بولحية فان فترة الاعداد للحفل لم تتجاوز الاسبوعين وان رجال الثقافة الذين ادعى تشريكهم في الاعداد لا علاقة تربطهم بالمجال الموسيقي ومن بينهم ذكرا لا حصرا السيد محمد ادريس الذي تم تشريكه من قبل السيد الهادي الموحلي وقد غير هذا الاخير وجهة المهرجان لمصلحته الخاصة. لقد تضمن المقال تعريجا على عرض «أنا المدلل» وانا اتساءل بغرابة عن علاقة محسن بولحية بذلك فقد اقيم هذا الحفل خارج الموسم الفني للرشيدية وهو عمل خاص لا دخل للرشيدية فيه وقد توليت تلحينه بمعية نوفل بن عيسى في اطار المهرجان الصيفي بقرطاج وبمشاركة عازفين راقصين ومنشدين لا ينتمون في أغلبهم للرشيدية فكأن مهمتي كمدير فني للرشيدية اصبحت حاجزا امام مشاركتي في المهرجانات وانتاج اعمال فنية خاصة بي وهذا الخلط المفتعل كناية عن عجز محسن بولحية عن الخدش في صورتي واثبات حيادي عن واجباتي في اطار ادارتي الفنية للرشيدية. أما في ما ادعاه من حصول تعويض حفل الرشيدية بحفل «انا المدلل» فان ذلك يعد تزييفا صارخا للواقع وان كان صادقا في ما ادعاه فل يتفضل بتقديم ما يثبت حصول ذلك أو اثبات تسبيقي لمصلحتي الخاصة على مصلحة الرشيدية ثالثا أن ما قاله حول علاقتي برئيسة الرشيدية السابقة في اطار الهيئة الجديدة يعد افتراء اضافيا اذ أنها منتجة حفلات علاقتي بها كانت مهنية ظرفية بحتة وبمناسبة انتاج عرض «انا المدلل» شأني في ذلك شأن السيد نوفل بن عيسى. لقد تضمن المقال أيضا نفي محسن بولحية وجود خلافا بينه وبين أعضاء الفرقة وبانهم يتقاضون أجورا محترمة ومتماشية مع ما هو معمول به في الساحة الفنية والحال أن جوهر الخلاف يكمن في تدني ووضاعة الاجور المفتوحة للعازفين والكورال ولا ادل على ذلك من مضمون الرسالة المفتوحة التي ذيلت بامضاء كامل أعضاء الفرقة دون استثناء والتي أعرب فيها جميعهم على استيائهم من تدني اجورهم مقارنة بزملائهم في الساحة حتى أن العديد من العازفين يرفضون الالتحاق بفرقة الرشيدية لضعف المدخول والخلاف السابق مع الهيئة المديرة مرده تذمر العازفين والمنشدين وما كان دوري كمدير فني الا ان ابلغ ندائهم ومطالبهم الشرعية للسلط ذات النظر أي وزير الثقافة السابق انذاك اما في ما يتعلق بالزيادة في الاجور وطلب مضاعفتها فان هذا المطلب لم يقدم للهيئة القديمة كما قيل كذبا وانما تزامن مع صدور قرار بتضعيف المنحة الصادرة من وزارة الثقافة بعد تغيير الهيئة وتولي الهيئة الجديدة لمهامها ولم اتولى بتاتا المطالبة بمنح اضافية وانا أعجب لهذا الزخم الهائل من الاكاذيب التي ساقها محسن بولحية حسب رده. ان ما دفعني الى الرد على مقال محسن بولحية هو خطورة الاتهامات الموجهة لشخصي والقدح في نزاهتي من خلال استغلال الظرف لادعاء استغلال علاقتي بالقصر لتأليب التونسيين علي والحال ان القاسي والداني يعلم عكس ذلك وانني فنان احضى والحمد الله بتقدير جمهوري وان تفاني في انقاذ المعهد الرشيدي حضي باهتمام السلط الادارية انذاك لان رسالتي وطنية قبل كل شيء هدفها المحافظة على تراث هذا الشعب الابي وانقاذ الأغنية التونسية من الهبوط والميوعة وهي لعمري لاهم غايات المعهد الرشيدي انه من الواجب التذكير بان المذمة ان اتت من ناقص تعد شهادة بكمال المذموم فالسيد محسن بولحية يستغل الحدث من خلال منبر الصحافة المكتوبة ليواري سوءته وهو الذي كان دائم التزلف لذوي الجاه من المخلوعين وهو من التجمعيين الناشطين وكان يترأس شعبة المرسى وكان من الذين توجهوا الى منزل والدة ليلى الطرابلسي بعد وفاتها رفقة أشخاص من الزاوية الشاذلية ترحما عليها قصد التقرب من رموز النظام السابق وكان يشغل آنذاك مهمة رئيس المعهد الرشيدي وقد أثار تصرفه هذا استياء الجميع ومن المفارقات الصارخة أنه رغم عدم اهتمامه بالثقافة وانعدام جدارته في المجال لإحداث اضافة نوعية في عمل جمعية المعهد الرشيدي فقد تربع على رأس الهيئة بمعية بعض الأعضاء الناشطين في حزب التجمع لسنوات متتالية شأنه في ذلك شأن بقية المتسيسين المطبلين في ظل النظام البائد والذين كانوا يستغلون كراسيهم في خدمة مآربهم الشخصية على حساب المصلحة الوطنية. رابعا : ذكر السيد محسن بولحية أنني تقاضيت أجرا يناهز ألف دينار لقاء عمل أقامته الراشدية في مهرجان قرطاج ولم يذكر أن عائدات الحفل تجاوزت التسعين ألف دينار وأن هذا الحفل من امضائي توليت مهمة كتابة نصوصه الموسيقية وتوزيعها والإشراف على التمارين وتلقين المنشدين والتنسيق مع إدارة المهرجان وقيادة الفرقة وكذلك اداء الاغاني مع تشريك أسماء فنية لامعة لإنجاحه وللإشارة فقط فانه ما كان هذا الحفل ليحضى بالنجاح وليحقق المداخيل الهامة التي حققها لو لا تواجدي فيه فمع التواضع التام يتجه التأكيد على أن الاقبال الجماهيري نتيجة مباشرة لشعبيتي والحمد الله وقد أقيم الحفل المذكور خارج الموسم الفني والبرمجة العادية لحفلات الرشيدية التي تقام شهريا بالمسرح البلدي والمداخيل تبرر الفارق في الأجرة والجميع يعلم أن أجرتي تقل بكثير عن أجرة مجمل الفنانين التونسيين المشاركين في مهرجان قرطاج وما جملة هذه الأهازيج والصبيانيات التي أتت على لسانه إلا محاولة يائسة في التنقيص من قيمتي والإساءة لصورتي أمام الجماهير. لقد فوجئت أيضا بما ادعاه محسن بولحية من نشوب خلافات بيني وبين الهيئة المديرة السابقة والتي مردها على حد قوله رفضي تحسين أوضاع الفرقة ومستوى طلبة المعهد الرشيدي وقد عجز اللسان عن الكلام لخطورة تماديه في الكذب والمغالطة ذلك أن فكرة تحسين مستوى التدريس ناضلت عليها وكانت موضوع تقرير في الأوضاع رفعته الى وزير الثقافة السابق وقد كان وازعي الرئيسي تطعيم الفرقة بالعناصر المتميزة من طلبة المعهد الرشيدي والذي يستحيل تحقيقه في غياب تطوير ملموس لآليات التدريس والإستعانة بالكفاءات اللازمة ضرورة أن مستوى التعليم لا يرتقي الى متطلبات فرقة الرشيدية وللمقاييس المطلوبة وطيلة السنوات الفارطة لم نسجل تخرج عازف واحد كفء مؤهل للعمل بالفرقة وقد كان محسن بولحية كلما فاتحته في هذا الموضوع يتملص ممنيا وواعدا بالإنكباب على القيام بهذه الإصلاحات وقد كان ذلك أحد الأسباب التي فاض بها الكيل وقد وصلنا الى مرحلة تداعى فيها المعهد الرشيدي الى الخمول بسبب تهاون الهيئة السابقة واقتصارها على إعداد دعوات الحفلات واستضافة الشخصيات لقد أصبحت الهيئة القديمة للرشيدية في الفترة السابقة بمثابة الشعبة شغلها الوحيد العلاقات مع الشخصيات وخدمة مصالحها وأنا أستغرب إصرار اعضائها على الرجوع الى إدارة المعهد الرشيدي والتموقع في المشهد الثقافي رغم رفضهم من قبل كامل الفرقة والمنشدين كما أن كل التونسيين ينادون بالقطع مع النظام السابق ومع التجمعيين وهذا ينسحب على جمعية الرشيدية وللانارة فقط واثبات التلاعب منذ حوالي أسبوعين وقع الاتصال بي هاتفيا من قبل السيد الهادي الموحني الكاتب العام للهيئة القديمة الذي اقترح علي الرجوع الى إدارة الفرقة مع كامل عناصرها الا انهم رفضوا رفضا قاطعا التعامل مع الهيئة القديمة ومع رئيسة الهيئة الجديدة وكان طلبنا واضحا في عقد جلسة عامة انتخابية خارقة للعادة يتم من خلالها انتخاب هيئة مديرة تستجيب لمتطلبات المعهد الرشيدي. ختاما، أقول أن السعي اليائس إلى تشويه، سمعتي بعد محاولة فاشلة لا تمس من شخصي فقد أراد الله أن أكون حامل مشعل هذه المؤسسة العريقة بعد شيوخ الفن التونسي من أمثال المرحوم الترنان والمرحوم الطاهر غرسة وأن ما دفعني الى لفت نظر رجالات الثقافة والسلط السابقة آنذاك الى تردي الأوضاع ومعاناة كامل أعضاء الفرقة هو غيرتي على هذا المعهد وعلى أعضاء فرقة الرشيدية ولن ينجح محسن بولحية أو غيره من أعداء الثقافة في طمس الحقائق والمغالطة بعد أن ولى زمن الكذب والاستبداد ولن أتخلى عن واجبي الوطني مهما كانت الظروف ولتهديدات ومن موقعي كفنان منقذ سأسعى جاهدا الى تفعيل مكاسب هذه الثورة المباركة والمشاركة قدر الامكان في خدمة هذا الوطن العزيز