آسيا العتروس صدمة... ذهول... وتنديد هكذا راوحت أغلب ردود الفعل المسجلة في أعقاب الكشف عن عملية تصفية الصحفي والناشط الحقوقي الايطالي «فيتوري اريغوني» الذي لم يكن يظهر الا وقد اعتمر الكوفية الفلسطينية والى جانبه راية فلسطين... كما راشيل كوري الامريكية التي داستها دبابة جندي اسرائيلي فان فيتوري اريغوني قد اغتالته الة الحقد والظلامية التي يتخفى ورائها منفذو الجريمةفكان بذلم هدية لا تقدر بثمن يتلقفها الاحتلال في مثل هذا التوقيت... قد تعجز كل الكلمات في نقل تفاصيل الشريط الدموي المسجل الذي نقل أطوار عملية تصفية جندي جعل من القلم سلاحا له،اعدام أريغوني بتلك الطريقة الوحشية لم تختلف في شيئ عن أشرطة سابقة لاعدامات مماثلة في افغانستان والعراق. من ايطاليا الى غزة وعلى مدى عشر سنوات ومنذ تخرجه تحول الصحفي الايطالي فيتوري اريغوني الذي لن يسقط من الذاكرة الانسانية الفلسطينية الى صديق للشعب الفلسطيني في مختلف المنابرو هو الذي رفض شريخة الاحتلال وظلمه قبل أن ينتقل للاقامة في القطاع ويواصل مقالاته في جريدة مانيفستو اليسارية الايطالية ويصبح مرافقا دائما للصيادين في غزة في رحلتهم من أجل لقمة العيش اليومي في عرض البحر. ولا شك أن في هذه المواقف ما يعكس حقيقة مشاعر الفلسطينيين بل وكل الذين يعرفون قصة هذا الشاب مع القضية الفلسطينية ومع الحصار الظالم على غزة... والحقيقة أنه أيا كان الطرف أوالاطراف التي خططت ونفذت عملية تصفية فيتوري أريغوني فان أركان الجريمة تبقى ثابتة وهي جريمة سياسية واخلاقية وانسانية لا يمكن لكل المبررات التي تسوق لها تلك الاطراف أن تجد لها موقعا أوأن يكون لها منفذا الى العقل. وبكل المقاييس فان الجريمة كانت هدية ثمينة تتلقاها اسرائيل في هذه المرحلة على طبق من ذهب لتجد فيها كل الاسباب لشن حملتها الدعائية المشوهة ضد مختلف مكونات الشعب الفلسطيني وبالتالي محاولة استهداف حملات التضامن الانساني الدولي مع الشعب الفلسطيني التي تستعد لاطلاق عملية «غزة حرة الثانية». لقد كان صاحب كتابي «الرصاص المسكوب» و«لنبقى انسانيين» مناصرا للحق الفلسطينيين، لم يكتفي أريغوني بقلمه سلاحا في التصدي للاحتلال الاسرائيلي ولم يقتصرعلى بيانات التنديد أوالاستنكارعلى غرار أغلب المسؤولين في الغرب ممن تبنوا سياسة الرياء والنفاق في التعامل مع قضية الشعب الفلسطيني على مدى عقود طويلة، ولكنه اختارعلى العكس من ذلك العيش في غزة المحاصرة على مدى ثلاث سنوات لدعم شعبها المعزول وتوثيق ما يتعرض له من اهانات وانتهاكات يومية لابسط حقوقه المشروعة وكان يعتبر أنه درع بشري في وجه الصواريخ والقذائف الفلسطينية. على طريقة جده في مقاومة الاحتلال النازي لايطاليا ختارأريغوني عن قناعة ألايكون شاهدا أخرسا على بشاعة وفظاعات جرائم الاحتلال خلال عملية الرصاص المصبوب قبل أن يسقط ضحية لمجموعات لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يكون شعارها في هذه الجريمة الدفاع عن الاسلام او الدفاع عن فلسطينالمحتلة...