رئيس الجمهورية يجدّد في لقائه بوزيرة العدل، التاكيد على الدور التاريخي الموكول للقضاء لتطهير البلاد    عاجل : تعيين مديرين عامّين جديدين بوزارة الصّناعة والطّاقة والمناجم    صفاقس: رصد 3 حالات سيدا لدى افريقيين جنوب الصحراء    سمير ماجول : '' إننا إذ نسجل بارتياح تحسن المؤشرات وعودة الإقبال على الوجهة التونسية ''    بنزرت: الاحتفاظ ب23 شخصا في قضية سرقة وتخريب بمصنع الفولاذ    عاجل/ الاحتفاظ بطبيب بهذا المستشفى وإحالته على القضاء من أجل شبهة الارتشاء    بركان ينفت الذهب.. ما القصة؟    موجة حر شديدة في هذه المنطقة.. والسلطات تتدخل    الكيان الصهيوني و"تيك توك".. عداوة قد تصل إلى الحظر    بطولة كرة السلة: النتائج الكاملة لمواجهات الجولة الأخيرة من مرحلة البلاي أوف والترتيب    يُروّج للمثليّة الجنسية: سحب كتيّب من معرض الكتاب بتونس    سفينة حربية يونانية تعترض سبيل طائرتين مسيرتين للحوثيين في البحر الأحمر..#خبر_عاجل    شهداء وجرحى في قصف صهيوني على مدينة رفح جنوب قطاع غزة..#خبر_عاجل    ماذا يحدث في حركة الطيران بفرنسا ؟    أبطال إفريقيا: الترجي الرياضي على مرمى 90 دقيقة من النهائي    بطولة مدريد للماسترز: اليابانية أوساكا تحقق فوزها على البلجيكية غريت    الترجي يطالب إدارة صن داونز بالترفيع في عدد التذاكر المخصصة لجماهيره    كأس ايطاليا: أتلانتا يتغلب على فيورينتينا ويضرب موعدا مع جوفنتوس في النهائي    اليوم: عودة الهدوء بعد تقلّبات جوّية    شهادة ملكية لدارك المسجّلة في دفتر خانة ضاعتلك...شنوا تعمل ؟    قفصة: تورط طفل قاصر في نشل هاتف جوال لتلميذ    هام/ بشرى سارة للمواطنين..    لا ترميه ... فوائد مدهشة ''لقشور'' البيض    كتيّب يروّج للمثلية الجنسية بمعرض تونس للكتاب..ما القصة..؟    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    الإبقاء على الإعلامية خلود المبروك والممثل القانوني ل'إي أف أم'في حالة سراح    الجزائر: هزة أرضية في تيزي وزو    "تيك توك" تتعهد بالطعن على قانون أميركي يهدد بحظرها    تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس    قيس سعيد: الإخلاص للوطن ليس شعارا يُرفع والثورة ليست مجرّد ذكرى    في معرض الكتاب .. «محمود الماطري رائد تونس الحديثة».. كتاب يكشف حقائق مغيبة من تاريخ الحركة الوطنية    اتحاد الفلاحة ينفي ما يروج حول وصول اسعار الاضاحي الى الفي دينار    القبض على شخص يعمد الى نزع أدباشه والتجاهر بالفحش أمام أحد المبيتات الجامعية..    هام/ الخطوط التونسية تغير برنامج 16 رحلة بداية من الغد    وفد من مجلس نواب الشعب يزور معرض تونس الدولي للكتاب    دوري أبطال إفريقيا: الترجي في مواجهة لصنداونز الجنوب إفريقي ...التفاصيل    هذه كلفة إنجاز الربط الكهربائي مع إيطاليا    المرسى: القبض على مروج مخدرات بمحيط إحدى المدارس الإعدادية    الليلة: طقس بارد مع تواصل الرياح القوية    عاجل/ الاحتفاظ بأحد الاطراف الرئيسية الضالعة في احداث الشغب بالمنيهلة والتضامن    QNB تونس يحسّن مؤشرات آداءه خلال سنة 2023    انتخابات الجامعة: قبول قائمتي بن تقيّة والتلمساني ورفض قائمة جليّل    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    هوليوود للفيلم العربي : ظافر العابدين يتحصل على جائزتيْن عن فيلمه '' إلى ابني''    اسناد امتياز استغلال المحروقات "سيدي الكيلاني" لفائدة المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية    أنس جابر تواجه السلوفاكية أنا كارولينا...متى و أين ؟    اللجنة الجهوية لمتابعة تطوير نظم العمل بميناء رادس تنظر في مزيد تفعيل المنظومة الذكية للتصرف الآلي    المنستير: افتتاح الدورة السادسة لمهرجان تونس التراث بالمبيت الجامعي الإمام المازري    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    الناشرون يدعون إلى التمديد في فترة معرض الكتاب ويطالبون بتكثيف الحملات الدعائية لاستقطاب الزوار    السيطرة على إصابات مرض الجرب المسجلة في صفوف تلامذة المدرسة الإعدادية الفجوح والمدرسة الابتدائية ام البشنة بمعتمدية فرنانة    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    أولا وأخيرا .. الله الله الله الله    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متابعة الإعلام الألماني والسويسري والنمساوي حول فلسطين
نشر في الحوار نت يوم 01 - 09 - 2010

تقرير متابعة الإعلام الألماني والسويسري والنمساوي (الإصدار 32)
ترجمة خاصّة لمواد منتقاة مع استعراض تحريري النصّ العربي
من إعداد فريق: "سبوت لايت أون باليستاين"، أوروبا
© الحقوق محفوظة 2009 2010
Ref.: Ger/Ar/2010/Gen/032


مدة المتابعة: الاثنين 16 آب/ أغسطس 2010 إلى الأحد 22 آب/ أغسطس 2010

المضامين:

* استعراض عام
* صور خاصّة مع موقوفين عرب تثير فضيحة سوزانا كناوْل، النمسا صحيفة "دي برسّه"
* "نحن لم نبصق عليهم"، سويسرا صحيفة "بازلر تسايتونغ"
* القليل من سجن أبو غريب في إسرائيل غِل يارون، ألمانيا - صحيفة "نوردسيه تسايتونغ"
* ماذا تبقى من المطار الدولي في غزة، سويسرا - صحيفة "بازلر تسايتونغ"
* "ما زلنا تحت الاحتلال" (مقابلة مع جبر وشاح) كارين لويْكفيلد، ألمانيا صحيفة "نويس دويتشلاند"
* قليل من الحرية على شاطئ غزة إنغى غونتر، ألمانيا صحيفة "باديشه تسايتونغ"
* الأوشحة الفلسطينية .. قريباً من الصين فقط؟ كارولينا ماينرت، ألمانيا صحيفة "دي فيلت"
* إعلان الدولة الفلسطينية ما زال في عام 2011؟ سوزانا كناوْل، النمسا - صحيفة "دي برسّه"
* خطة رئيسة ضد فلسطين: القدس الشرقية ستكون يهودية كلاوديا كونر، سويسرا - صحيفة "تاغز أنتسايغر"
* الصراع الشرق الأوسط على الشبكة.. ناشطون إسرائيليون يريدون إعادة كتابة "ويكيبيديا" دومينيك بيترز، ألمانيا – مجلة "دير شبيغل"
* النقد الذاتي في كلا الجانبين، سويسرا - صحيفة "نويه تسورشر تسايتونغ"
* الشرق الأوسط: إسرائيل تبحث عن شريك جديد بديل لتركيا، النمسا صحيفة "دي برسّه"
* الانتقام ل"مافي مرمرة" بوريس كالنوكي، ألمانيا - صحيفة "دي فيلت"
* "كانوا مصمِّمين على القتل أو التعرض للقتل"، سويسرا صحيفة "نويه تسورشر تسايتونغ"
* "إضراب" الدبلوماسيين في إسرائيل شتيفان بيندر، النمسا صحيفة "كورير"
* احتجاج على ترحيل أطفال العمال الأجانب، النمسا صحيفة "دير ستاندرد"

استعراض عام

تعدّدت الشواغل التي تناولتها وسائل الإعلام الألمانية والنمساوية والسويسرية، في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وما يتصل بها من أبعاد، خلال الأسبوع الممتد من السادس عشر وحتى الثاني والعشرين من آب/ أغسطس 2010.
وقد برزت من بين الاهتمامات فضيحة قيام مجندة إسرائيلية بنشر صور على موقع "فيس بوك" الاجتماعي، تسخر فيها من مواطنين فلسطينيين قيّدتهم خلال خدمتها في جيش الاحتلال.
كما توالى الاهتمام باللجان المكلفة بالتحقيق في ملف أسطول الحرية، الذي أبحر صوب قطاع غزة واعترضته القوات الإسرائيلية بعملية قرصنة ومجزرة دامية. ورصدت بعض المعالجات الإعلامية جديد العلاقات التركية الإسرائيلية المأزومة، والمحاولات الإسرائيلية لتوثيق العلاقات مع اليونان وشركاء آخرين في المنطقة.
وواكبت التغطيات التحضيرات الجارية لخوض "المفاوضات المباشرة"، بين الجانب الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، علاوة على موقع القدس من خيارات التسوية السياسية.
وتنقلت التغطيات بين متابعة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الفلسطينية، بما في ذلك قضية الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، إلى رصد بعض التطوّرات والقضايا في الواقع الإسرائيلي الداخلي، من قبيل حملة الطرد واسعة النطاق ضد "أبناء الأجانب".
كما تناولت بعض التغطيات الصراع عبر شبكة الإنترنت بين مؤيدي الاحتلال الإسرائيلي ومناصري الحق الفلسطيني، بينما واكبت تغطيات أخرى مستجدات التفاعل الإسرائيلي والفلسطيني مع تقرير غولدستون، الذي حقق في جرائم الحرب الإسرائيلية خلال العدوان الحربي على قطاع غزة في شتاء 2008/2009.
وقد شغلت أزمة الإضراب والاحتجاجات في وزارة الخارجية الإسرائيلية، حيِّزاً من التغطيات، بخاصّة مع ما يصحبها من إحراجات للدبلوماسية الإسرائيلية.
فها هي سوزانا كناوْل تستعرض في صحيفة "دي برسّه" النمساوية ذات التوجّه المحافظ، ردود الأفعال الإسرائيلية وفي العالمين العربي والغربي، على نشر مجنّدة إسرائيلية صوراً "تُخلّد" ذكريات فترة خدمتها العسكرية عند معابر قطاع غزة، وتحتوي على لقطات لها إلى جوار موقوفين فلسطينيين مكبّلين ومعصوبي العينين. وبينما يؤكِّد الجيش الإسرائيلي أنّ "الصور المشينة" لا تمثل إلاّ حالة فردية لمجندة – لا ترغب بالندم على فعلتها -، تؤكد منظمة "كسر الصمت" التي تفضح انتهاكات جنود الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أنّ الصور لا تمثل إلاّ جزءاً من انتهاكات تمثل "سمة عامة" بين الجنود الإسرائيليين، الذين أصبحوا، لطول مدّة خدمتهم العسكرية بين الفلسطينيين، لا يتعاملون معهم كآدميين.
ثمّ تعرض صحيفة "بازلر تسايتونغ" السويسرية فضيحة صور المجندين الإسرائيليين على المواقع الاجتماعية، حيث تشير إلى خيبة الأمل التي اعترت مجندة إسرائيلية من ردة فعل الجيش الذي كانت تخدم فيه على فضيحة الصور التي نشرتها عن التنكيل بالمواطنين الفلسطينيين عند الحواجز العسكرية. كما تشير الصحيفة إلى تأكيد المجندة أنها لم تكن تقصد الإساءة إلى أحد بصورها، وأنها تتمنى أن تجد من التقطت صوراً معهم من الفلسطينيين على موقع "فيس بوك"، مؤكدة أنها لم تكن تتعامل إلاّ بصورة آدمية معهم، وأنها لم تقم يوماً بإهانتهم أو البصق عليهم.
وفي إطار فضيحة نشر صور مجندة إسرائيلية على موقع اجتماعي، يُشبّه غِل يارون في صحيفة "نوردسيه تسايتونغ"، الصور التي التقطتها المجندة الإسرائيلية، بالصور المروِّعة الشهيرة التي التقطتها عدسات جنود الاحتلال الأمريكيين داخل سجن أبو غريب العراقي. ويُعرب الكاتب في هذا الإطار عن اعتقاده أنّ المجندة إيدين أبرغيل، والتي أدّت خدمتها العسكرية في وحدة كانت موكلة بتأمين الحدود مع قطاع غزة، وكان من مهامها توقيف الفلسطينيين المتسللين؛ أنها كانت تستمتع بذلك؛ حيث أطلق على ألبوم الصور: "فترة الخدمة العسكرية.. أفضل أوقات حياتي". وتبدو في عدد من الصور وهي سعيدة كما لو أنّ المدنيين المقيدين خلفها، تذاكارت لصيدها الخاص.
وفي تناول صحفي آخر؛ فإنّ أطلال مطار غزة الدولي تمثل شاهداً على ما يعانيه سكان القطاع من بطالة وندرة في مواد البناء والعثرات الاقتصادية التي تواجه الأسرة الفلسطينية التي يكدح عائلها ساعات طوال للحصول على أجور زهيدة؛ تكفي بالكاد لإعاشة الأطفال. هذه هي الصورة التي رصدتها صحيفة "بازلر تسايتونغ" التي تصدر من مدينة بازل السويسرية، لأعمال التفتيش التي يقوم بها عمال فلسطينيون بين أنقاض المطار الدولي في غزة، بحثاً عما يمكن أن يصلح للاستخدام كمواد للبناء؛ حيث يقضون ساعات طويلة في التنقيب، ثم يبيعون ما يستخرجون للتجار مقابل أجور زهيدة.
ثمّ تأتي مقابلة مع جبر وشاح، وهو نائب رئيس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة، والمولود في مخيم البريج للاجئين في قطاع غزة، وناضل سياسيا وعسكريا ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان معتقلا في السجون الإسرائيلية منذ عام 1985 وحتى عام 1999. ويؤكد وشاح في مقابلة أجرتها معه كارين لويكفيلد، ونشرتها صحيفة "نويس دويتشلاند" الألمانية، أنّ قطاع غزة ما زال واقعاً تحت احتلال سياسي واقتصادي وتشريعي من قبل الجانب الإسرائيلي. ويشدِّد وشاح على ضرورة وحدة الصف الفلسطيني، والتي بدونها لن يكون هناك أمل في تحقيق الاستقلال أو إقامة الدولة الفلسطينية.
ومن جانبها؛ ترصد إنغى غونتر في صحيفة "باديشه تسايتونغ" الألمانية، الحياة على شاطئ البحر المتوسط في قطاع غزة المحاصر، موضحة أنه الملاذ الأخير للتنفس للسكان، والذي لولاه لاستحالت الحياة هناك. وتصوِّر الكاتبة بقلمها مشاهد الحياة على الشاطئ ما بين السعادة والحزن، والبراءة والقمامة، والأطفال والنساء والرجال، وأعين "حُماة الآداب العامة" التابعين لحركة "حماس"، وفق تعبيرها.
ثمّ ترصد كارولينا ماينرت في صحيفة "دي فيلت" التي تصدر في برلين، جانباً من الأوضاع الاقتصادية الصعبة في فلسطين، مستشهدة بمصنع لإنتاج الأوشحة الفلسطينية (الكوفيات)، كدليل على تردي الأوضاع الاقتصادية لسكان الضفة الغربية المحتلة. فمع حالة الاختناق الاقتصادي تراجع إنتاج المصنع الشهير في مدينة الخليل، بعد أن استعاض الناس عن إنتاجه بما يتمّ استيراده من الصين من أوشحة رخصية الثمن ورديئة الصنع.
وتعرب سوزانا كناول في صحيفة "دي برسِّه" النمساوية، عن شكوكها في إمكانية أن تفضي المفاوضات المباشرة الوشيكة بين الجانب الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية برعاية أمريكية وأوروبية، إلى الإعلان عن قيام دولة في فلسطينية في الموعد الذي حدّدته الحكومة الفلسطينية بعام 2011. وأشارت الكاتبة إلى أنه ورغم الترتيبات التي تجري على قدم وساق لإنهاء إعداد مؤسسات الدولة المرتقبة؛ إلاّ أنّ المستوطنات الإسرائيلية في أراضي الضفة الغربية تبقى حجر عثرة أمام تلك الأحلام. وفي المقابل؛ يأمل الفلسطينيون بمشاركة أوروبية فعّالة في المفاوضات؛ خاصّة وأنّ المفاوضات الحالية تعدّ الفرصة الأخيرة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لاستعاده توازنه السياسي الداخلي.
وكانت المحاولات المستمرة لتهويد القدس الشرقية محور تقرير كلاوديا كونر في صحيفة "تاغز أنتسايغر" السويسرية؛ حيث تتابع مآلات الأسر الفلسطينية المقدسية التي تهدم سلطات الاحتلال منازلها في أحياء القدس، وتعنّت السلطات الإسرائيلية في منح تراخيص بناء للفلسطينيين هناك، بينما تعاني أحيائهم من إهمال تام من الجانب الإسرائيلي. وفي المقابل تمنح السلطات تراخيص البناء للمستوطنين اليهود، ويتمّ العمل على توطين أكبر عدد منهم داخل القسم العربي من المدينة. وتشير الكاتبة إلى أنه ورغم أنّ وضع القدس ما زال محلّ تفاوض؛ إلاّ أنّ هناك مخططاً موسّعاً تقوم به الحكومة الإسرائيلية من أجل التعجيل بتهويد المدينة من خلال طرد السكان العرب، وتوطين سكان يهود.
ويرصد دومينيك بيترز في مجلة "دير شبيغل" الألمانية، حالة الصراع على فلسطين، والذي ينتقل إلى شبكة الإنترنت أيضاً، من كلا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. حيث ما تزال الساحة الإلكترونية ميداناً لانتصارات الفلسطينيين والمؤيِّدين لهم من الناشطين على مستوى العالم، في الوقت الذي تحاول فيه منظمات صهيونية متطرِّفة الدخول على الخطّ لتغيير المعادلة، ونشر وجهة النظر الصهيونية في ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط، مستخدمة في ذلك مخطّطات بعيدة المدى لتغيير محتويات الموسوعة الإلكترونية "ويكيبيديا"، أو إدخال كتابات جديدة تتبنّى وجهة نظر المنظّمات الصهيونية والمزاعم التي تروِّج لها.
وتشير صحيفة "نويه تسورشر تسايتونغ" السويسرية، إلى التقارير التي رفعها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي إلى منظمة الأمم المتحدة، للردّ على ما ورد في تقرير ريتشارد غولدستون بشأن العدوان الحربي التي شنته القوات الإسرائيلية على قطاع غزة في شتاء 2008/2009، والتي أشار التقرير إلى انتهاكات للقانون الدولي تمّت خلالها من كلا الجانبين. وأوضح التقرير الإسرائيلي حدوث بعض الخروق أثناء الحرب من جانب جنود الاحتلال، وكذلك ذكر التقرير الفلسطيني – الصادر عن سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية في رام الله – أنّ هناك انتهاكات ارتكبتها حركة "حماس" أثناء الحرب.
ثمّ تتابع صحيفة "دي برسّه" التي تصدر في فيينا، المحاولات التي تبذلها القيادة الإسرائيلية لاجتذاب شريك جديد لها في المنطقة؛ بديل عن الحليف السابق تركيا. ويأتي في هذا السياق اختيار الجانب الإسرائيلي لليونان – الصديق المفترض للعرب والعدوّ اللدود لتركيا – من أجل فتح قنوات اتصال استراتيجية تتيح للجانب الإسرائيلي إمكانية إجراء مناورات عسكرية لقواتها في المنطقة.
وبدوره؛ يعرض بوريس كالنوكي في صحيفة "دي فيلت"، المنحازة تقليدياً للاحتلال الإسرائيلي المحاولة التركية للانتقام من الجانب الإسرائيلي "فنياً" ردا على اقتحام القوات البحرية الإسرائيلية سفينة مافي مرمرة، ومقتل تسعة نشطاء أتراك كانوا على متنها ضمن أسطول الحرية الذي أبحر صوب غزة واعتدت عليه القوات الإسرائيلية بقرصنة ومجزرة في أعالي البحر المتوسط، يوم 31 أيّار/ مايو الماضي. ويتمثل الردّ التركي في جزء جديد من السلسلة التلفزيونية والسينمائية التركي "وادي الذئاب"، والتي يصوِّر الجزء الجديد منها تمكّن البطل التركي من اعتقال الضابط المسؤول عن تنفيذ عملية الاقتحام الأسطول.
وتنقل صحيفة "نوية تسورشر تسايتونغ" التي تصدر في زيوريخ، الادعاءات التي تروِّجها السلطات الإسرائيلية، متمثلة في لجنة "التحقيق" العسكرية الإسرائيلية في تفاصيل عملية القرصنة والمجزرة ضد أسطول الحرية الذي أبحر صوب غزة. وترى اللجنة أنّ الناشطين الذين كانوا موجودين على السفينة بادروا إلى استخدام العنف، وأنهم كانوا عازمين على القتل أو أن يُقتلوا على أيدي القوات الإسرائيلية.
أمّا شتيفان بيندر فيتابع في صحيفة "كورير" النمساوية الأزمة الدبلوماسية التي تضرب أركان وزارة الخارجية الإسرائيلية، والتي يحتجّ موظّفوها عن تدنِّي رواتبهم مقارنة بالجهات السيادية الإسرائيلية الأخرى. ويشير الكاتب إلى تحوّل هذه الاحتجاجات إلى أزمة دبلوماسية أثناء زيارات قام بها مسؤولون دوليون إلى فلسطين المحتلة. كما كادت أن تحدث أزمة دبلوماسية أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، غير أنه تم تداركها بعد التوصّل إلى اتفاق مؤقت مع الموظفين.
ثمّ تأتي صورة من صور التمييز والعنصرية في الواقع الإسرائيلي ترصدها صحيفة "دير ستاندرد" الليبرالية النمساوية، حيث تتبابع مأساة مترتبة على قرار حكومي إسرائيلي بترحيل أبناء العمال الأجانب، المقيمين "بصورة غير شرعية" داخل فلسطين المحتلة. وتشير الصحيفة إلى التعنّت الذي بدا عليه وزير الداخلية الإسرائيلي، وتصريحه بأنه يتمنّى أن يتمّ ترحيل جميع من ينطبق عليهم القرار، بدعوى الحفاظ على "هوية إسرائيل كدولة يهودية".

صُوَر خاصّة مع موقوفين عرب تثير فضيحة
الكاتبة/ معدّة التقرير: سوزانا كناوْل Susanne Knaul
النمسا صحيفة "دي برسّه" اليومية
Die Presse
الإصدار المطبوع
18 آب/ أغسطس 2010

تستعرض سوزانا كناوْل في صحيفة "دي برسّه" النمساوية ذات التوجّه المحافظ، ردود الأفعال الإسرائيلية وفي العالمين العربي والغربي، على نشر مجنّدة إسرائيلية صوراً "تُخلّد" ذكريات فترة خدمتها العسكرية عند معابر قطاع غزة، وتحتوي على لقطات لها إلى جوار موقوفين فلسطينيين مكبّلين ومعصوبي العينين. وبينما يؤكِّد الجيش الإسرائيلي أنّ "الصور المشينة" لا تمثل إلاّ حالة فردية لمجندة – لا ترغب بالندم على فعلتها -، تؤكد منظمة "كسر الصمت" التي تفضح انتهاكات جنود الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أنّ الصور لا تمثل إلاّ جزءاً من انتهاكات تمثل "سمة عامة" بين الجنود الإسرائيليين، الذين أصبحوا، لطول مدّة خدمتهم العسكرية بين الفلسطينيين، لا يتعاملون معهم كآدميين.

لم تعد إيدين أبرغيل تفهم الدنيا. فبين عشيّة وضحاها صارت الشابّة الإسرائيلية الرقيقة محلّ استهجان من الأمّة. وذلك فقط بسبب بعض الصور التذكارية التي عرضتها على الموقع الاجتماعي "فيس بوك" من فترة الخدمة في الجيش. إنها تظهر في هذه الصور وهي تضحك، وإلى جوارها فلسطيني مقيّد اليدين ومعصوب العينين، وفي صورة أخرى تبدو في المشهد نفسه ولكن مع عدد من المعتقلين والذين يبدون من كبار السنّ.
وتبرِّر أبرغيل موقفها في حديث يوم الثلاثاء مع محطة راديو الجيش: "إنني لم أرتكب خطأ، فقد تمّ التقاط الصور دون أيّة نوايا سيئة". وكانت المرأة التي تبلغ من العمر 20 عاماً قد تركت الجيش بعد تأدية الخدمة المعتادة. وعلى "فيس بوك" عنوَنت الصور محل الجدل بجملة: "الجيش – أفضل أيّام حياتي". بينما وصفها أحد الأصدقاء في تعليق له بأنها تبدو "جذّابة" في وضع الحارس.
وقد أثارت هذه الصور موجة من الغضب العام ونأى الجيش (الإسرائيلي) بنفسه على الفور عن هذا الأمر. حيث وصف متحدِّث باسم الجيش مسلك إيدين أبرغيل بأنه "حقير وبشع". حقيقة أنّ الشابة قد تمّ تسريحها من الجيش قبل عام، يجعل على من يبدو من الصعب اتخاذ إجراءات قانونية ضدها اليوم.

أسف دون ندم
التُقطت صور إيدين أبرغيل المثيرة للجدل في غزة؛ حيث قضت جانباً من خدمتها العسكرية. وكتبت أبرغيل لصديقة لها، كنوع من التبرير: "إنني أتساءل ما إذا كان شاب فلسطيني قيد الاعتقال مسجّل أيضاً على الفيس بوك. أرغب أن أحدِّد اسمه على الصورة".
وعلى خلفية الضجّة الإعلامية؛ تقدّمت الشابّة بالاعتذار لكل من جرحت مشاعرهم. غير أنها لم تُبْدِ ندماً، بل العكس؛ حيث تؤكد أنها كانت مُجنّدة جيدة وأنها عاملت الفلسطينيين دائما بصورة جيدة، قائلة: "إننا لم نقم أبداً بسبِّهم أو البصق عليهم". والآن فإنها تتلقّى تهديدات بالقتل، كما سحب الجيش منها الرتب كافّة، بينما يبحث محام فلسطيني رفع دعوى للحصول على تعويضات.
وتقول أبرغيل: "إنّ الجيش ناكر للجميل.. لقد خاطرت بحياتي وأُصِبت"، وشكرا لذلك يتمّ التخلي عنها الآن. إنها لم تتوقع حتى في الحلم أنّ الصور يمكن أن تسبِّب مشكلة، حسب ما قالت لراديو الجيش.

النقاش العام مفقود
نظرات الاتهام مُوَجّهة حتى الآن إلى المجنّدة الشابّة فقط. ولكن لا يوجد نقاش عامّ، يتعرض في الأساس للمفاهيم القيمية في الجيش (الإسرائيلي). ويذكر أنها ليست المرة الأولى التي يصدم فيها مجنّد إسرائيلي الجمهور بمزحة غير مستساغة. فبعد الحرب على غزة منذ سنة ونصف سنة تعرّض الجيش الذي يفتخر بتعامله الأخلاقي، لخدش في سمعته. فقد قام جندي آنذاك بطباعة عبارة على قميصه (تي شيرت) "قتيلين بطلقة واحدة"، وتحتها صورة سيدة فلسطينية حامل تقف في مواجهة بندقية. وطبع على قميص آخر: "استخدميDurex (واقي ذكري) أفضل، تعليقاً على صورة امرأة باكية تحمل رضيعا مقتولاً.
وترى المخرجة تامار ياروم أنّ كلتيْ الظاهرتين تُعدّان محاولة من الجنود للتعامل مع وضع الاحتلال. وتقول السيدة البالغة من العمر 39 عاماً: "عندما يتمّ وضع شخص يوميّاً لمدة طويلة عند نقاط التفتيش، يتمّ التوقف عن التعامل مع الفلسطينيين على أنهم بشر"، وتُعِدّ ياروم فيلما وثائقيا من واقع خبرتها كمجندة.

"هذه سمة في الجيش"
وقد تعاملت ياروم قبل ثلاث سنوات مع "التحوّلات النفسية"، التي تتعرّض لها كثير من الفتيات خلال فترة الخدمة العسكرية. وتقول إنه ما من أحد يُصَدِّق أنّ صور إيدين أبرغيل مجرد حالة فردية. فهناك الكثير غير المحدود، والكثير منها أسوأ.
ومن أجل توثيق هذه الممارسات اليومية عرضت مبادرة "كسر الصمت" الإسرائيلية يوم الثلاثاء بعض الصور المأساوية على "فيس بوك"، ومن بينها صور لجنود يقفون إلى جوار جرحى فلسطينيين بإصابات خطيرة. وكتبت المجموعة أنّ صور أبرغيل "لا تمثل السلوك القبيح من قبل شخص واحد، بل سمة داخل الجيش ونتيجة للحكم العسكري على المجتمع المدني". ومبادرة "كسر الصمت" هي مبادرة من جنود سابقين يهدفون إلى لفت الانتباه إلى انتهاكات في الجيش من خلال وثائق وتقارير.
وترى المخرجة ياروم أنه في داخل الجيش لا ينزعج أحد من مثل هذه الأشياء، غير أنه "لا يتناسب مع المعايير الأخلاقية في العالم الخارجي". على موقع "فيس بوك" يلتقي العالمان العسكري والمدني فجأة. وبذلك يكون قد تمّ انتهاك القاعدة غير المكتوبة، والتي تنصّ على أنه لا يتمّ إعلام غير المنتمين. وردود الأفعال العنيفة على صور أبرغيل تُثبِت "عمى المجتمع عمّا يعتبر سمة في الجيش"، حسب ياروم، والتي طلب منها الجيش أن يتمّ استخدام فيلمها لأغراض تعليمية. ولن يتمّ ظهور سوى ضباط التدريب فقط، وليس الجنود العاديين. أيضاً في الحلقات الدراسية التمهيدية للجيش؛ فإنّ فيلمها ليس محل قبول، لأنه "يمكن أن يؤثر على تحفيز الشباب، وهو ما لا يريده أحد".

"نحن لم نبصق عليهم"
سويسرا صحيفة "بازلر تسايتونغ" اليومية
Basler Zeitung
الموقع الإلكتروني
17 آب/ أغسطس 2010

تعرض صحيفة "بازلر تسايتونغ" السويسرية فضيحة صور المجندين الإسرائيليين على المواقع الاجتماعية، حيث تشير إلى خيبة الأمل التي اعترت مجندة إسرائيلية من ردة فعل الجيش الذي كانت تخدم فيه على فضيحة الصور التي نشرتها عن التنكيل بالمواطنين الفلسطينيين عند الحواجز العسكرية. كما تشير الصحيفة إلى تأكيد المجندة أنها لم تكن تقصد الإساءة إلى أحد بصورها، وأنها تتمنى أن تجد من التقطت صوراً معهم من الفلسطينيين على موقع "فيس بوك"، مؤكدة أنها لم تكن تتعامل إلاّ بصورة آدمية معهم، وأنها لم تقم يوماً بإهانتهم أو البصق عليهم.

التقطت المجندة الإسرائيلية إيدين أ. صوراً لها إلى جوار معتقلين فلسطينيين، ونشرت الصور على موقع "فيس بوك". وقد تسبّب نشر هذه الصور في موجة من الغضب، بينما أوضحت المجندة أنها "تلقت تهديدات بالقتل عبر الفيس بوك"، حسب ما ذكرت في تصريح لها للموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
وقد تقدّمت (المجنّدة) بالاعتذار لكلّ الذين شعروا بالإساءة من الصور، ولكنها برّرت في الوقت ذاته عملها، قائلة: "لقد كنت أرعى السجناء". فقد كانوا يعاملون الفلسطينيين بشكل جيِّد، وكانوا يمدّونهم بالغذاء والمشروبات. وتتابع: "إننا لم نسبّهم أو نبصق عليهم، ناهيك عن لمسهم".

"أود أن أسجِّل اسمه"
وتُعَدّ الصور المنشورة على موقع "فيس بوك" جزءاً من "خبرتها العسكرية" وأنها "غير مؤذية"، حيث تقول: "لقد ضخّم الناس من الأمر. إنني أحترم جميع الناس. لقد خدمت بلدي".
وكانت إيدين قد عنونت الصور بالكلمات: "الجيش.. أفضل وقت في حياتي". وتعليقاً على صورة تظهر فيها المجندة إلى جوار فلسطيني معصوب العينين، كتبت إحدى صديقاتها عبر "فيس بوك": "تبدين جذّابة حقاً"، وردّاً على ذلك كتبت إيدين: "أتساءل ما إذا كان (الفلسطيني الذي في الصورة) أيضاً له حساب على الفيس بوك. أودّ أن أسجِّل اسمه".
ومن جهته؛ نأى الجيش الإسرائيلي بنفسه من "السلوك المشين" للمجندة. فالعمل يبدو "قبيحاً وقاسياً". غير أنّ إيدين لا ترغب بالحديث عن أفضل وقت في حياتها مجدّداً، قائلة: "لقد خذلني الجيش. تمنّيت لو أني لم أخدم فيه قطّ". لقد تمّ التقاط الصور في غزة، حيث كانت إيدين تؤدي الخدمة العسكرية قبل عام.

"مجندة نموذجية"
وأعربت المجندة عن دهشتها من ردود الفعل العنيفة، غير أنها لن تبدي ندمها؛ حيث تقول: "من المدهش حقاً أن كثيرين يريدون السلام وأنا الشخص الذي دمّر كل شيء. ولكني أعلم أنني لم أرتكب خطأ". وأوضحت إيدين لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أنّ الجيش أعفاها من جميع الرتب.
وتقول: "إنّ الجيش لا يشكر. لقد خاطرت بحياتي وجُرحت. لقد كُنت مجنّدة جيدة". ومن شأن الجيش الإسرائيلي أن يضع نفسه في خدمة الولايات المتحدة عبر سلوك كهذا إزاء جنوده؛ حيث تقول إيدين: "إنّ الجيش يجعلنا نحن الجنود نظهر في صورة سيئة ويعملون على إظهار البلاد فقط بشكل جيد، فقط حتى يترك أوباما إسرائيل في سلام. إنها لسنا حتى دولة مستقلة. الناس يخافون من الصور".

استبعاد تبعات قانونية
أعلن جواد العماوي، مسؤول تقديم الدعم القانوني للسجناء الفلسطينيين، عن اتخاذ إجراءات قانونية ضد المجندة السابقة؛ حيث يقول: "وقع الأمر أثناء الخدمة العسكرية. وبنظرة إلى الوراء فإنّ الاحتلال الإسرائيلي هو المسؤول عن سلوكهم. فالأمر هنا يُعَدّ انتهاكاً للقانون الدولي، ومن الواضح أنّ ذلك يشكِّل أيضاً انتهاكاً لحقوق الانسان".
ووفق صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية؛ فإنّ الجيش الإسرائيلي مُقيّد. فلكوْن إيدين لم تعد في الخدمة، فإنّ الجيش لا يستطيع منعها من نشر الصور على "فيس بوك". وفي العام الماضي فقط حدّدت وزارة الدفاع قواعد أكثر صرامة لنشر صور عسكرية. وقد تمّ رفع الصور من موقع "فيس بوك"، غير أنّها انتشرت بالفعل كالنار في الهشيم على شبكة الإنترنت.

القليل من سجن أبو غريب في إسرائيل
الكاتب/ معدّ التقرير: غل يارون Gil Yaron
ألمانيا - صحيفة "نوردسيه تسايتونغ" اليومية
Nordsee-Zeitung
الموقع الإلكتروني
18 آب/ أغسطس 2010

في إطار فضيحة نشر صور مجندة إسرائيلية على موقع اجتماعي، يُشبّه غل يارون في صحيفة "نوردسيه تسايتونغ"، الصور التي التقطتها المجندة الإسرائيلية، بالصور المروِّعة الشهيرة التي التقطتها عدسات جنود الاحتلال الأمريكيين داخل سجن أبو غريب العراقي. ويُعرب الكاتب في هذا الإطار عن اعتقاده أنّ المجندة إيدين أبرغيل، والتي أدّت خدمتها العسكرية في وحدة كانت موكلة بتأمين الحدود مع قطاع غزة، وكان من مهامها توقيف الفلسطينيين المتسللين؛ أنها كانت تستمتع بذلك؛ حيث أطلق على ألبوم الصور: "فترة الخدمة العسكرية.. أفضل أوقات حياتي". وتبدو في عدد من الصور وهي سعيدة كما لو أنّ المدنيين المقيدين خلفها، تذاكارت لصيدها الخاص.

يتحدث ناطق باسم الجيش الاسرائيلي عن "حالة استثنائية مُخجِلة"، لا يمكن منها استخلاص أيّة استنتاجات بشأن سلوك الجنود الإسرائيليين. وفي المقابل؛ تزعم منظمات حقوقية أنّ المشاهد التي تظهر فيها القوّات المقاتلة تهين فلسطينيين موقوفين، أصبحت قاعدة.
الصور التي التقطتها مجنّدة إسرائيلية سابقة خلال فترة خدمتها، والتي تظهر فيها مع معتقلين فلسطينيين مقيّديين، وتنتشر هذه الصور الآن على الإنترنت؛ تُذّكر بالصور المروعة من سجن "أبو غريب" العراقي، والتي يقوم فيها الجيش الأمريكي بتعذيب المسجونين.
ويعلِّق أحد الأصدقاء على الصور بالقول: "إنك تبدين جذّابة للغاية". الشابة البالغة من العمر 21 عاما إيدين أبرغيل تبدو وهي مرتدية الزي العسكري وتنظر من طرف، ومن خلفها فلسطينيان يجلسان معصوبي العينين. وتردّ أبرغيل على ذلك وكأنّ المعتقلين أحد معارفها: "سيكون شيقا أن يكون مسجلا هو أيضاً (الفلسطيني المختطَف) على الفيس بوك".
خدمت أبرغيل في وحدة كانت موكلة بتأمين الحدود مع قطاع غزة. وكان من مهامها توقيف الفلسطينيين المتسلِّلين. ويبدو أنّ أبرغيل كانت تستمتع بذلك. فقد سمّت ألبوم الصور: "فترة الخدمة العسكرية.. أفضل أوقات حياتي". وتبدو في عدد من الصور وهي سعيدة كما لو أنّ المدنيين المقيّدين خلفها، تذاكارت لصيدها الخاص.
غير أنّ الجيش شجب نشر الصور فقط، ولم يشجب الظروف التي يمكن أن تنشأ عنها؛ حيث قال ضابط رفيع: "لقد كانوا متسللين تمّ إلقاء القبض عليهم. إنّ مهمتنا هي حماية الحدود". ولا تستوعب أبرغيل سبب كلّ هذا الغضب؛ حيث تقول في مقابلة إذاعية: "ما الخطأ في ذلك؟ لا توجد أي رسالة سياسية وراء ذلك".

"زلّة خاصة"
حرص الجيش (الإسرائيلي) على وصف القضية على أنها "زلّة" لأبرغيل. غير أنّ منظمة "كسر الصمت"، والتي تريد الكشف عن جرائم الجنود الإسرائيليين، نشرت مجموعة من الصور عرضها مجنّدون خلال السنوات الماضية على شبكة الإنترنت. فتبدو قوّات تقف للتصوير إلى جانب معادين جرحى ومصابين بأعيرة نارية، بينما يقف آخرون للتصوير إلى جوار مقيّدين. وورد في تعليق على ذلك (من جانب منظمة "كسر الصمت"): "إنّ تلك سمة عامة تنشأ عندما يتمّ احتلال شعب ما لفترة طويلة من الزمن". فلم يعد يتمّ النظر إلى الفلسطينيين على أنهم بشر، بل كائنات للمشاهدة والمعالجة.

ماذا تبقى من المطار الدولي في غزة
سويسرا - صحيفة "بازلر تسايتونغ" اليومية
Basler Zeitung
الموقع الإلكتروني
21 آب/ أغسطس 2010

أطلال مطار غزة الدولي تمثل شاهداً على ما يعانيه سكان القطاع من بطالة وندرة في مواد البناء والعثرات الاقتصادية التي تواجه الأسرة الفلسطينية التي يكدح عائلها ساعات طوال للحصول على أجور زهيدة؛ تكفي بالكاد لإعاشة الأطفال. هذه هي الصورة التي رصدتها صحيفة "بازلر تسايتونغ" التي تصدر من مدينة بازل السويسرية، لأعمال التفتيش التي يقوم بها عمال فلسطينيون بين أنقاض المطار الدولي في غزة، بحثاً عما يمكن أن يصلح للاستخدام كمواد للبناء؛ حيث يقضون ساعات طويلة في التنقيب، ثم يبيعون ما يستخرجون للتجار مقابل أجور زهيدة.

يومياً قبل الفجر يُعمل العشرات من الرجال معاولهم ومطارقهم في مدرج المطار وصالة السفر. فهم يفتشون بين أطلال المطار الدولي في غزة عن أحجار ومعادن تصلح لبيعها كمواد بناء. وأعمال النهب في المشروع الذي كان عملاقاً، وتم بناؤه بتمويل ألماني أيضاً، وتمّ الترحيب به باعتباره خطوة هامّة على طريق إقامة دولة فلسطينية، ولكنه سُويّ بعد ذلك بالأرض؛ تُظهِر الحالة الرديئة التي يعايشها الفلسطينيون في غزة الآن.
يأتي عمّال الهدم من تلقاء أنفسهم يومياً ويكدحون ساعات طويلة ويعودون في المساء بما يعادل أحد عشر يورو إلى ديارهم، لأنهم لا يجدون عملاً آخر. وعن ذلك يقول حلمي عيساويد: "ليس لدي عمل آخر سوى أن أكدح طوال النهار تحت الشمس لأتمكن من إطعام أطفالي". في هذا اليوم يعمل نحو 120 عاملاً في درجة حرارة تصل إلى 37 درجة في أوجّ الصيف. يفتِّش بعضهم عن الأحجار ويضرب بعضهم مخلفات جدران مبنى المطار بحثاً عن الدعامات المعدنية. ويمتنع كثيرون منهم عن الطعام والشراب – فالآن شهر رمضان، شهر الصوم.

مكان العمل تعرض أيضا للقصف
عيساويد وأربعة أصدقاء آخرين موجودون هنا منذ الساعة الثالثة صباحاً، حسب ما ذكر الرجل البالغ من العمر 34 عاماً. إنهم يرفعون قطع الأسفلت الثقيلة ويجرفون الأحجار ويضعونها في شوالات. وفي المساء يمكنهم بيع نحو خمسة أطنان للتجار أمام مبنى المطار.
فالحطام الناتج يتمّ خلطه بالأسمنت المُهرّب. ويصلح الخليط لإجراء إصلاحات بسيطة، ولكنه لا يصلح لأعمال البناء الكبرى.
ويقول عيساويد إنه في أفضل الأحوال يعود كلّ منهم بعد يوم من العمل الشاقّ بما يعادل حوالي عشرين يورو. وكان الأب لستة أطفال يكسب أكثر من عمله ميكانيكياً في المنطقة الصناعية في شمال قطاع غزة. غير أنّ المنطقة الصناعية أيضاً قد تمّ قصفها مثل المطار خلال الحرب التي شنّتها إسرائيل، ثم تمّ نهبها حتى لم يعد فها ما يمكن الانتفاع به.
وبعد سيطرة "حماس" على القطاع في عام 2007 فرضت كلّ من مصر وإسرائيل حصاراً على قطاع غزة. وتمّ مؤخراً تخفيف حظر الاستيراد، غير أنّ إسرائيل تواصل منع دخول مواد البناء باستثناءات قليلة للغاية جداً، بدعوى أنه يمكن أن يُساء استخدامها من قبل الإسلاميين المتشددين في بناء خنادق. ولذلك لا يتمكّن السكان من إعادة بناء آلاف المنازل التي تضرّرت أو دُمِّرت خلال العدوان الإسرائيلي في شتاء 2008/09. كما عطبت الحرب من الورش والمصانع وهو ما زاد من نسبة البطالة.

انعكاس للتراجع
يعكس مصير المطار تراجع كلّ المنطقة (قطاع غزة) إلى عقد كامل من الزمن. وكان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قد رحّب بعلامة النصر لدى هبوط أول طائرة خلال مراسم افتتاح المطار في عام 1998، وأوضح آنذاك أنّ "هذه الخطوة هي تمهيد لإعلان الدولة الفلسطينية".
وقد تكلّف بناء المطار 75 مليون دورلار أي نحو 58 مليون يورو ، وشاركت في التمويل دول أوروبيّة وعربيّة واليابان. وكان المطار يشتمل على مبنى على الطراز المغربي، وصالة لكبار الزوار، ومدرج كافٍ لجميع الطائرات؛ حتى الطائرات العملاقة. وكانت آخر رحلة من المطار في سنة 2001، أي عام بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأعقب ذلك قصف الجيش الإسرائيلي للمطار، ودخلت (قواته) بالدبابات وحطمت السور الخارجي والبرج. ومنذ اختطاف جندي إسرائيل على يد القوات المسلحة المرتبطة ب"حماس" في عام 2006؛ كان يتمّ قصف المكان بصفة مستمرة، وهو ما ألحق أضراراً كبيرة بصالات السفر والقطاع الأكبر من المدرج.
وتابع الناهبون، ومن بينهم نساء وشباب أعمال التدمير خطوة خطوة. وفي البداية قاموا باقتلاع الأبواب والنوافذ، والبلاط وأجهزة التكييف، والآن يستخرجون المواسير من الحوائط والحجارة من تحت الأسفلت. فأرض المطار هي آخر أنقاض ذات قيمة – حيث أنّ بقية الأنقاض قد نُهبت تماماً.

"ما زلنا تحت الاحتلال" (مقابلة مع جبر وشاح)
الكاتبة/ معدّة التقرير: كارين لويْكفيلد Karin Leukefeld
ألمانيا صحيفة "نويس دويتشلاند" اليومية
Neues Deutschland
الموقع الإلكتروني
16 آب/ أغسطس 2010

جبر وشاح، هو نائب رئيس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة، والمولود في مخيم البريج للاجئين في قطاع غزة، وناضل سياسياً وعسكرياً ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان معتقلا في السجون الإسرائيلية منذ عام 1985 وحتى عام 1999. ويؤكد وشاح في مقابلة أجرتها معه كارين لويكفيلد، ونشرتها صحيفة "نويس دويتشلاند" الألمانية، أنّ قطاع غزة ما زال واقعاً تحت احتلال سياسي واقتصادي وتشريعي من قبل الجانب الإسرائيلي. ويشدِّد وشاح على ضرورة وحدة الصف الفلسطيني، والتي بدونها لن يكون هناك أمل في تحقيق الاستقلال أو إقامة الدولة الفلسطينية.

نويس دويتشلاند: فيم تفكر عندما تتذكر انسحاب القوات الإسرائيلية والمستوطنين من قطاع غزة؟
جبر وشاح: أريد أن أقول بكل وضوح إننا لا نتحدّث عن "انسحاب". فما حدث آنذاك كان مجرد نقل لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يؤكده الواقع اليوم. فالفلسطينيون ما يزالون تحت احتلال إسرائيلي قانونياً وسياسياً ونفسياً.

نويس دويتشلاند: هل كنت تأمل آنذاك بحدوث تغييرات إيجابية؟
جبر وشاح: لم تكن لدى أيّ منّا توقّعات كبيرة. لقد كانت هناك تلك الخطة الإسرائيلية لفكّ الارتباط من جانب واحد، ولم نفاجأ عندما نفّذوا ذلك. ولكن لا توجد حرِّيّة للفلسطينيين، أو دولة، أو إدارة متماسكة. فإسرائيل ما تزال سلطة احتلال، ندخل في مواجهات يومية معها. فحتى اليوم يتمّ تفتيشنا في البرّ والبحر، كما أننا معزولون عن العالم. ومطارنا في هنا غزة دُمِّر تماماً. وسوف يكون الحال أسوأ.

نويس دويتشلاند: هذا يبدو متشائماً جداً.
جبر وشاح: لا يحدث أيّ شيء، لا شيء على الإطلاق. فما الذي من شأنه أن يدفع إلى التفاؤل. إنّ شيئاً إيجابياً لم يحدث؛ لا على المستوى المحلي أو من ناحية الأسرة الدولية على المستوى الدولي.

نويس دويتشلاند: الاتحاد الأوروبي، وخاصة ألمانيا يمنحون كثيراً من المال للسلطة الفلسطينية. فهل لا تصل تلك المساعدات بالمرّة؟
جبر وشاح: نحن مع أيّة مساعدة دولية، والتبرّعات والدعم موضع تقدير كبير. ولكن طالما لا يتمّ وضع كلّ المال في مشاريع التنمية، وتمّ تجاوز مستوى "المساعدة"؛ فستظل النتيجة المرجوّة بعيدة المنال. بالطبع؛ هناك حاجة إلى دعم، ولكن في الوقت نفسه يجب القيام بشيء من أجل دعم قدرات الفلسطينيين على إطعام أنفسهم وتطوير اقتصادهم المستقلّ. فيتعيّن على المجتمع الدولي الضغط من أجل إقرار العدل، وإنهاء الاحتلال. وعندئذ يمكن أن نكون أكثر تفاؤلاً.

نويس دويتشلاند: ما هو أكثر ما يقلقك هذه الأيام في غزة؟
جبر وشاح: بشكل عام حالة انعدام الأمن السياسي والاجتماعي والاقتصادي، والتي تؤثر على كل ركن من أركان الحياة اليومية. فحالة انعدام الأمن أكثر خطورة من أي خطر، فهي التربة التي يزدهر فيها التطرّف. على وجه التحديد فإنّ مثار قلقنا الأساسي هو النزاع القائم بين "فتح" و"حماس"، وهو ما يجب أن يتوقّف. يجب عليهم أن يشكلوا حكومة وحدة وطنية وأن يعملوا على توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية والقدس الشرقية. ففقط عندما نكون شعباً فلسطينياً موحّداً يمكننا أن نطالب بحرِّيّتنا واستقلالنا. ولا يمكن إلاّ بهذه الطريقة أن نرسم ملامح المستقبل الآمن؛ ليس فقط لأطفالنا، ولكن أيضا لأطفال جيراننا الإسرائيليين. هذا هو حلمنا، ونحن لدينا الحق في ذلك الحلم.

نويس دويتشلاند: هل يمكن أن تحقق المحادثات المباشرة بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل هذا الحلم؟
جبر وشاح: لقد قضيتُ 5262 يوماً في السجون الإسرائيلية، أي 14 سنة وثلاثة أشهر وعشرة أيّام. وذلك الوقت كافٍ للتعرف على الإسرائيليين. وخبرتي تقول إنهم لا يريدون سوى السيطرة على الأزمة، وليس حلّها. فسوف يتفاوضون ويتفاوضون، في حين أنهم يفرضون علينا واقعاً. الجدار، والمستوطنات، وتهويد القدس – إنهم يحتلون الجبال والمناطق في الضفة الغربية وغور الأردن، ممّا يجعل من إقامة دولة فلسطينية "مهمّة مستحيلة". فحتى اليوم لا تبدو الحكومة الإسرائيلية أو الشعب جادِّين بشأن السلام. كما أنّ القيادة الفلسطينية ضعيفة، والمفاوضات مستمرّة منذ عقود، وسوف يستمر ذلك حتى حدوث تغيير جذري في المنطقة يدفع كل شيء إلى الخلفية.

قليل من الحرية على شاطئ غزة
الكاتبة/ معدّة التقرير: إنغى غونتر Inge Günther
ألمانيا صحيفة "باديشه تسايتونغ" اليومية
Badische Zeitung
الموقع الإلكتروني
16 آب/ أغسطس 2010

ترصد إنغى غونتر في صحيفة "باديشه تسايتونغ" الألمانية، الحياة على شاطئ البحر المتوسط في قطاع غزة المحاصر، موضحة أنه الملاذ الأخير للتنفس للسكان، والذي لولاه لاستحالت الحياة هناك. وتصوِّر الكاتبة بقلمها مشاهد الحياة على الشاطئ ما بين السعادة والحزن، والبراءة والقمامة، والأطفال والنساء والرجال، وأعين "حُماة الآداب العامة" التابعين لحركة "حماس"، وفق تعبيرها.

الجنوح على الشاطئ في قطاع غزة. هكذا يبدو إبراهيم من مخيم الشاطئ، بينما كان يجلس وحده لساعات طويلة فوق شبكة على ضخرة شديدة الانحدار يصطاد ويحدِّق في البحر. مشهد يُذكر بأغنية أوتيس ريدينغ الحزينة "الجلوس على حوض الخليج" – غير أنه لا توجد سفن يمكن لإبراهيم أن يراقب دخولها وخروجها.
الفلسطيني البالغ من العمر 19 عاماً يهزّ كتفيه، فهو لا يعرف الأغنية ولا يحلم أيضاً بالعالم الفسيح. فقط "يحلم بأبو ظبي" حيث سمع أنّ هناك فرصاً للعمل والمال. إنه يزور البحر يومياً، دون سبب محدّد. ليس لأنّ المخيم ضيِّق عليه؛ بل لمجرد أنه اعتاد ذلك. فهو ليس له حياة أخرى أو مكان آخر يمكنه أن يذهب إليه.
ففي غزة لا يُسمح بالرومانسية على الشاطئ. ليس فقط لأنّ شرطة "حماس" تفحص بطاقات هويات الأزواج بشكل عشوائي، لمعرفة ما إذا كانوا متزوِّجين أم لا. حيث يحظر عناصر شرطة الآداب الإسلاميين منذ عام على الرجل والمرأة التنزّه على شاطئ البحر دون أن يكونا متزوجين.
ورغم ذلك؛ فإنّ الشاطئ يُعَدّ ملاذاً من البؤس اليومي. على سبيل المثال؛ سهير التي تنعم مع شقيقتها بالانتعاش بعد ظهر اليوم من مدينة غزة. نسمة ريح تداعب حجابها، وتسقط خصلة من الشعر الرطب على وجهها. سهير تترك ذلك ضاحكة. كما أنه لا يزعجها الرمل الرطب الذي يلتصق بمعطفها الأسود الطويل. وتقول سهير إنها تشعر على الشاطئ على الأقل بإحساس الحياة. رغم أنها لا تنسى في أيِّ مكان ما وقع بأسرتها. إنه يدفعها إلى الحديث عن فقدان الأخ وأقارب رجال آخرين، الذين قُتلوا في الفتنة التي ضربت عشائر فلسطينية - محاولة يائسة لتقاسم الحزن.
فبدون البحر لكانت المعاناة في قطاع غزة أمراً غير مُحتَمل. يبلغ طول ساحل غزة أربعين كيلومتراً، وهو يتكوّن في معظمه من رمل أصفر ناعم، يستقبل أمواج شرقي البحر المتوسط بلطف.
فمدينة غزة بشواطئها المتسخة يبدو أن يندر جمع قمامتها في ظلّ حكومة "حماس"، على عكس ما كان يحدث في ظل حكومة "فتح" السابقة. الرائحة النفاذة التي تزكم الأنوف؛ حيث تُصرف المجاري البنية غير المرشحة في البحر. كما أنّ نقاط التفتيش المصنوعة من الكتل الأسمنتية، حيث الرجال الملتحين التابعين ل"حماس" يرتدون الزيّ العسكري، ويقتلون الوقت، ولا يتحمّلون الحب الصيفي البريء.
ورغم ذلك يبرق البحر تحت شمس المساء، كما لو أنه مشبّع بالذهب. الأكواخ الغريبة المتناثرة على الشاطئ لتوفير الظلّ للعائلات الكبيرة وحماية نسائهم من نظرات الرجال؛ تبدو مرّة واحدة وكأنها رسم تصويري. وممّا يزيد من الاكتئاب ما تبدو عليه البلد من الداخل. الزجاجات البلاستيكية والعلب الصدئة تتكدّس فوق المتنزه المترب. وبين ذلك توجد أكشاك من الخرق يعرض من خلالها الباعة الأطفال تيناً مرصوصاً بصورة فنية. فما من مكان في غزة مليء بالتناقضات بشدّة مثل شاطئها، الذي يمنح سكانها المسجونين خيال الفضاء – الحريّة الصغيرة على الشاطئ.
"ابتسموا فأنتم في الغروب"؛ هذه العبارة موجودة على لافتة عند منتجع الشاطئ، الذي استأجره رمضان ملكه من إدارة المدينة. كلمة غروب تعني مغيب الشمس. وتحت سقف واحد من سعف النخيل يتمّ تقديم عصير المانجو والشيبس والحمّص، في حين تلوح في الأفق البعيد كرة نار حمراء تنغمس في البحر. في السابق كان المكان في المطعم ممتلئاً في العطلات. أمّا اليوم فمعظم الطاولات موضوع عليها المقاعد البلاستيكية؛ حيث يشكو ملك من أنّ "الناس ليس معهم مال.. إنني أرى أنه ما من أحد سعيد، حتى هنا على الشاطئ."
وكانت "حماس" قد حظرت منذ فترة قريبة تدخين الشيشة على النساء في الأماكن المفتوحة – تبغ الشيشة بمذاق التفاح وأنواع الفواكه الأخرى، التي كانت تمثل المتعة الأخيرة للفلسطينيين. ولم يتمّ الحظر لأسباب صحية؛ ولكن لأن مظهر المرأة وهي تمسك بالشيشة يستفز الرجال، وهو ما قد يؤدِّي إلى الخيانة الزوجية. ولا يخفي ملك مرارته من إملاءات الإسلاميين. حيث يقول: "أوّلاً يرفعون الضرائب على التبغ، حتى أنه يكلفني ثلاثة أضعاف التكلفة في الماضي، ثم يحظرون بيع الشيشة".
ولكن ما زالت أعمال تأجير أكواخ الشاطئ قائمة. وفي بعض الأكواخ تبدو بعض الخيام كقماش الستائر حتى يمكن دخول نسيم البحر. وفي الداخل يتمّ الطهي والأكل. فالفلسطينيون لا يحملون معهم لباس البحر فقط، وهم متوجِّهون إلى الشاطئ، بل يصطحبون أيضاً رقائق الشواء المعدنية والصحون واللحم الطازج وكميات من الطماطم والخيار والبطيخ. وتقول عفاف قدور، 56 عاماً، والتي تعدّ السلطة مع ابنتها، وتضع قطع الدجاج على الفحم: "لدينا كهرباء في المنزل". فالكهرباء غير متاحة لمعظم سكان غزة سوى ثماني ساعات في اليوم. كما أنّ الخمول يوتر الأعصاب، "فهذه ليست حياة.. المرء يشعر كما لو أنه يختنق. هنا يوجد على الأقل هواء لنتنفسه".
أمّا السباحة في البحر فهي بالمجان – وهي تمثل عامل الجذب الرئيس للأطفال. وكذلك في المخيمات الصيفية التابعة لمنظمة مساعدة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وحتى قبل عام كان يتمّ الاختلاط بين المجموعات. ولكن الآن لا يريد أحد أن يستفزّ الميليشيات الإسلامية المتشددة. وتقول المديرة إسلام النواشلة: "إنّ هذا المكان للاستمتاع للأطفال". فهم يتعلّمون السباحة في حوض بلاستيكي، كما تتعلّم الفتيات أيضاً. ومن ثم يأخذون خطواتهم الأولى نحو البحر – بالقمصان (تي شيرت) والجينز وسترات النجاة. أمّا لباس البحر فهو أمر ليس محل تفكير في قطاع غزة. فالبحر للكثيرين حتى الآن يمثل خبرة محظورة جديدة. والبعض يتسمون بالوقار بينما البعض الآخر يلقون بأنفسهم بشجاعة بين الأمواج.
ويستغرق الأمر فترة حتى تُعلِّم مدربة السباحة سناء خلف العشرين طفلاً تكوين دائرة في الماء بتشابك الأيدي. فعليهم أن يتعلّموا أنه بهذا التشكيل يمكن الافتراش فوق المياه المالحة. فالاسترخاء هنا والآن – وبدون ذلك فالحياة مستحيلة في غزة.

الأوشحة الفلسطينية .. قريباً من الصين فقط؟
الكاتبة/ معدّة التقرير: كارولينا ماينرت Carolina Meinert
ألمانيا صحيفة "دي فيلت" اليومية
Die Welt
الموقع الإلكتروني
15 آب/ أغسطس 2010

جانب من الأوضاع الاقتصادية الصعبة في فلسطين ترصده كارولينا ماينرت في صحيفة "دي فيلت" التي تصدر في برلين، مستشهدة بمصنع لإنتاج الأوشحة الفلسطينية (الكوفيات)، كدليل على تردي الأوضاع الاقتصادية لسكان الضفة الغربية المحتلة. فمع حالة الاختناق الاقتصادي تراجع إنتاج المصنع الشهير في مدينة الخليل، بعد أن استعاض الناس عن إنتاجه بما يتمّ استيراده من الصين من أوشحة رخصية الثمن ورديئة الصنع.

بيت صغير مبنيّ من الحجر يقع على بعد عشر دقائق سيراً على الأقدام من مركز مدينة الخليل. لون الجدران الأبيض يبرز من مشهد الريف. أشجار الزيتون تحيط بالمكان. في هذا المصنع يتمّ إنتاج الكوفية – الوشاح الفلسطيني. المصنع ملك لياسر حرباوي وأبنائه. إنه مصنع الأوشحة الوحيد في فلسطين، واستمراره معلّق بخيوط واهية.
فمنذ اتفاق أوسلو الموقع في عام 1993، وما صاحبه من فتح الأسواق الفلسطينية أمام الاستيراد؛ أدّى ذلك إلى تراجع مستمرّ في الزبائن. ويقول جودة أحد الأبناء (45 عاماً): "الكوفية الصينية أرخص من التي لدينا، لأنه يتمّ صنعها هناك بالألياف الصناعية بدلاّ من القطن. فالجودة لم تعد مهمة لدى الناس". والد جودة أنشأ المصنع في عام 1961 - وكان جودة يبلغ من العمر أربع سنوات. وآنذاك كان ياسر عرفات في أولى خطواته مع الحركة التي يتزعمها. وفي وقت لاحق جعل الكوفية مشهورة في العالم؛ حيث أصبحت رمزاً وطنياً لفلسطين. أمّا اليوم فهي علامة للإرهاب، بينما يعتبرها آخرون شكلاً من أشكال الموضة بطريقة ما، من دون أي مدلول سياسي.
في السابق كان كثير من الفلسطينيين يبتاعون الكوفية من هنا، أمّا اليوم فالغالبية من السياح (هي من يفعل ذلك). كما يحاول بعضهم تقديم المساعدة عن طريق الكتابة عن المصنع في الإنترنت، ولكن لا يعود ذلك بالكثير. ويقول جودة إنه تمّ طلب المساعدة حتى من الحكومة وآخرين، ولكن دون طائل. ويضيف: "إنني أحبّ هذا المصنع ولن أغلقه أبداً". في قاعة الإنتاج توجد خمسة عشر مقعد نسيج آلية، وجميعاً متوقفة عدا أربعة. وقد تحوّلت الأحاديث التي كانت تهدر في القاعة إلى همهمة خافتة اليوم، فمن بين العمال الخمسة عشر، لم يعد سوى اثنين فقط لساعات معدودة في اليوم.
في بداية التسعينيات كانت الأسرة تنتج 150 ألف كوفية في العام، أمّا اليوم فيتم إنتاج عشرة آلاف قطعة. ولا يريد جودة أن يكشف عن كمية الأموال التي تعود عليه من الشركة، ولكنها تكفي لمواصلة الحياة؛ حيث يقول: "نعتقد أنّ الله معنا دائماً وأنه لن ينسانا أبداً".

إعلان الدولة الفلسطينية ما زال في عام 2011؟
الكاتبة/ معدّة التقرير: سوزانا كناوْل Susanne Knaul
النمسا - صحيفة "دي برسّه" اليومية
Die Presse
الإصدار المطبوع
21 آب/ أغسطس 2010

تعرب سوزانا كناول في صحيفة "دي برسِّه" النمساوية، عن شكوكها في إمكانية أن تفضي المفاوضات المباشرة الوشيكة بين الجانب الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية برعاية أمريكية وأوروبية، إلى الإعلان عن قيام دولة في فلسطينية في الموعد الذي حدّدته الحكومة الفلسطينية بعام 2011. وأشارت الكاتبة إلى أنه ورغم الترتيبات التي تجري على قدم وساق لإنهاء إعداد مؤسسات الدولة المرتقبة؛ إلاّ أنّ المستوطنات الإسرائيلية في أراضي الضفة الغربية تبقى حجر عثرة أمام تلك الأحلام. وفي المقابل؛ يأمل الفلسطينيون بمشاركة أوروبية فعّالة في المفاوضات؛ خاصّة وأنّ المفاوضات الحالية تعدّ الفرصة الأخيرة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لاستعاده توازنه السياسي الداخلي.

يعاود الإسرائيليون والفلسطينيون المحادثات المباشرة في ما بينهم خلال قمة الشرق الأوسط في الثاني من شهر أيلول/ سبتمبر. وفي الوقت ذاته تواصل القيادة الفلسطينية التحضيرات لإقامة دولة.

يبدو أنّ الضغط من البيت الأبيض على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية قد آتى ثماره. ففي مطلع شهر أيلول/ سبتمبر يتمّ استئناف محادثات السلام المباشرة. والهدف هو التوصّل إلى اتفاق في غضون عام. وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يتمّ الشروع في الحوار "بدون شروط مسبقة". ومن المقرر أن يتوجّه – إلى جانب رئيس الوزراء نتنياهو - الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى واشنطن لحضور القمة، وسيكون الرئيس الامريكى باراك أوباما موجوداً بنفسه مع بدء المفاوضات في الثاني من أيلول/ سبتمبر (2010).
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مساء يوم الجمعة إنه تمّت دعوة كلّ من العاهل الأردني الملك عبد الله، والرئيس المصري حسني مبارك، لحضور القمة. وقالت كلينتون في واشنطن إنه "كانت هناك صعوبات في الماضي، وستظلّ هناك صعوبات في المستقبل أيضاً. ولكنني أحثّ طرفي التفاوض على مواصلة المفاوضات من أجل العمل على إقرار سلام عادل ودائم".
ووفق الخطط الأخيرة؛ فمن المتوقع أن تُستكمل المحادثات خلال اثني عشر شهراً. ومن جهتها ستكمل السلطة الفلسطينية بحلول منتصف عام 2011، جميع الشروط اللازمة لإقامة دولة فلسطينية. وإذا ما فشلت المحادثات؛ سيكون هناك احتمال إعلان قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد، بحسب دبلوماسيين نقلت تصريحاتهم يومية "هآرتس" الإسرائيلية.
وفي حين تعتمد إسرائيل على البيت الأبيض؛ يتطلع الفلسطينيون إلى مشاركة أكبر للاتحاد الأوروبي. وكان أوباما قد خيّب ظنون الفلسطينيين، عندما طالب بعد وقت قصير من تولِّيه منصبه بتجميد الاستيطان، ولكنه بدا بعد ذلك مستعدّاً للتوصّل إلى تسوية مع إسرائيل. ومن أجل تسهيل عودة الرئيس الفلسطيني عباس إلى المحادثات المباشرة؛ تدخّلت اللجنة الرباعية للشرق الاوسط التي تضمّ الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة وروسيا. حيث يبدو أنّ هناك ضمانات بأن يتمّ تمديد التجميد المؤقت للبناء في مستوطنات الضفة الغربية، والذي ينتهي في شهر أيلول/ سبتمبر. ويطالب عباس دوماً بالتجميد الكامل للبناء، بما في ذلك مستوطنات القدس الشرقية.

المستوطنات كحجر عثرة
مخطط بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في إحدى مستوطنات القدس الشرقية، والذي أُعلن عنه في شهر آذار/ مارس هذه السنة كان البداية لوقف المحادثات غير المباشرة. وبعد شهرين ممّا هو مخطط؛ عاود مبعوث البيت الأبيض في الشرق الأوسط جورج ميتشل، في شهر أيّار/ مايو مساعيه الدبلوماسية المكوكية بين القدس ورام الله.
وكانت المفاوضات المباشرة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية السابقة بزعامة ايهود أولمرت قد توقفت في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2008، مع بداية الحرب على غزة. ومنذ مطلع عام 2009 يحكم ائتلاف يميني محافظ متمثل في الحكومة الإسرائيلية. ولا يرفض شركاء نتنياهو في المجلس الوزاري وحدهم التوصّل إلى تسوية إقليمية ووقف البناء في المستوطنات؛ بل أيضاً كثيرون من زملائه في الحزب يعارضون ذلك. وفي يوم 26 أيلول/ سبتمبر المقبل تنتهي مدّة التجميد في بناء المستوطنات والذي دام عشرة أشهر، وهو التجميد الذي أقرّه نتنياهو بعد ضغط من الرئيس الأمريكي أوباما. ولكن من غير الواضح ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي سيمدِّد المهلة دون حدوث تشقّق داخل الائتلاف.
ويتعرّض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لانتقاد دائم من حركة "حماس". ولذلك فقد حصل على الدعم اللازم من جامعة الدول العربية؛ حيث تؤيِّد غالبية الدول الأعضاء في الجامعة الشروع في مفاوضات السلام المباشرة، ولكن تمّ ترك القرار النهائي لبدء المفاوضات بيد الفلسطينيين. وتسعى جامعة الدول العربية إلى التوصّل إلى إطار زمني واضح.
وبالنسبة لمحمود عباس تُعدّ الجولة المقبلة من المفاوضات بمثابة الفرصة الاخيرة لاستعادة التوازن السياسي الداخلي. ففي حالة حدوث فشل آخر؛ فإنه سيواصل فقد مصداقيته، لأنه قد انحرف عن شروطه المسبقة. وبالتوازي مع الشروع في المفاوضات ولكن بعيداً عنها؛ يواصل رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض خطّته الرامية إلى إقامة الدولة. وفي صيف عام 2011 تنتهي مدة العامين التي تمّ تحديدها لبناء مؤسسات الدولة. ويتناسب هذا الإطار مع تصوّرات اللجنة الرباعية في الشرق الأوسط، والتي تكرِّس نفسها لمدة عام من أجل الجولة الجديدة من المفاوضات.

خطة رئيسة ضد فلسطين: القدس الشرقية ستكون يهودية
الكاتبة/ معدّة التقرير: كلاوديا كونر Claudia Kühner
سويسرا - صحيفة "تاغز أنتسايغر" اليومية
Tagesanzeiger
الموقع الإلكتروني
21 آب/ أغسطس 2010

المحاولات المستمرة لتهويد القدس الشرقية كانت محور تقرير كلاوديا كونر في صحيفة "تاغز أنتسايغر" السويسرية؛ حيث تتابع مآلات الأسر الفلسطينية المقدسية التي تهدم سلطات الاحتلال منازلها في أحياء القدس، وتعنّت السلطات الإسرائيلية في منح تراخيص بناء للفلسطينيين هناك، بينما تعاني أحيائهم من إهمال تام من الجانب الإسرائيلي. وفي المقابل تمنح السلطات تراخيص البناء للمستوطنين اليهود، ويتمّ العمل على توطين أكبر عدد منهم داخل القسم العربي من المدينة. وتشير الكاتبة إلى أنه ورغم أنّ وضع القدس ما زال محلّ تفاوض؛ إلاّ أنّ هناك مخططاً موسّعاً تقوم به الحكومة الإسرائيلية من أجل التعجيل بتهويد المدينة من خلال طرد السكان العرب، وتوطين سكان يهود.

صدر قرار بهدم ما يزيد على 22 منزلا في حي سلوان بالقدس الشرقية، كما صدر تصريح بناء ل 32 شقة في (مستوطنة) "بسغات زئيف" شرق القدس. الحيّ الأول هو حيّ عربي والثاني هو حيّ يهودي. في حيّ السلوان تخطِّط إدارة المدينة لأمر كبير، فمن المقرّر أن يُقام متنزه أثري مزوّد بشقق سكنية، ولكن لليهود حصراً. أمّا الفلسطينيون فيجب أن يرحلوا. في هذا الحي الواقع على الحدود مع سور المدينة القديمة كانت ذات يوم "مدينة داود"؛ هذا هو الادعاء القائم عليه وجوب قيام حياة يهودية هنا مجدّداً.
ولكنّ هذا ليس سوى مشروع صغير في إطار أكبر اتساعاً، المتمثل في الخطة الرئيسة للقدس والتي وضعت مؤخراً. إنها الخطة الأولى منذ خمسين سنة، والأولى التي تشتمل القدس الشرقية، رغم أنّ مستقبلها من المفترض أنه محلّ تفاوض. وتم إعداد هذه الخطة من قبل لجنة التخطيط بإدارة مدينة القدس، ويتمّ حالياً الانتظار للمصادقة عليها على المستوى الوطني.

عاصمة إلى الأبد
ويترجم مخطط المشروع ما ترمي إليه السياسة الإسرائيلية الرسمية منذ عام 1967، رغم بعض عروض المفاوضات: تحديد كل القدس "كعاصمة أبدية وموحدة لإسرائيل". وهذه هي السياسة المُعلَنة للحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو بشكل خاصّ. ومن جانبهم يفترض الفلسطينيون دائماً، مدعومين في ذلك بالجانب الدولي، أنه ينبغي أن تكون القدس الشرقية العربية عاصمة لدولة فلسطينية في المستقبل. ولا تعترف أيّة دولة في العالم بضمّ إسرائيل للقدس الشرقية في عام 1967.
وتستهدف "خطط السلام" حتى الآن تقسيما على طول الأحياء اليهودية والفلسطينية. والآن أصبحت المساعي الإسرائيلية واضحة المعالم على نحو متزايد في القدس الشرقية، فهي لا تريد حيّاً يهودياً فقط؛ ولكن كلّ المدينة، وليس كما كان الحال منذ سنة 1967 –، وكما أنّ "بسغات زئيف" حيّ واحد – ولكنّ توطين مستوطنين يهود بكثافة في المنطقة السكنية العربية (هو المطلوب). ولا يتضح ذلك في حيّ سلوان فقط؛ بل أيضاً في حيّ الشيخ جراح؛ حيث يحتدم الصراع منذ السنة الماضية ويحتج ناشطون إسرائيليون هناك بصورة أسبوعية. فاليهود المتشدِّدون يطالبون بحقوق تاريخية في حيّ الشيخ جراح، الذي تم فيه طرد عائلتين من ديارهما، واندلعت المظاهرات في شوارع الحي منذ ذلك الحين.

عشرون ألف منزل عربي غير قانوني
وتنوي دائرة السياسة دفع الفلسطينيين إلى مغادرة المدينة، أو في أحسن الأحوال توطينهم في ضاحية خارج الحيّ. وتحقق السلطات ذلك من خلال عدم إصدار تراخيص بناء في الحيّ العربي التقليدي، وكذلك عبر هدم المساكن المبنية بصورة غير قانونية أو التهديد بهدمها. ومنذ سنة 1967 تم إصدار أربعة آلاف ترخيص بناء، ونحو 20 ألف منزل عربي تُعدّ غير قانونية وفق هذه المعايير، حسب "عير عميم" (مدينة الشعوب)، وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية معنية بشؤون القدس.
ووفقاً ل"عير عميم"؛ فإنّ الخطة الرئيسة غير مملاة من "قلق صادق على احتياجات ثلث السكان، ولكن من مصلحة إسرائيل في السيطرة على المناطق الاستراتيجية وطرد الفلسطينيين من هناك". وتنسف هذه الخطة التوصّل إلى حلّ لأنها تحول دون التوصل إلى تسويات في المناطق (الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967).

شروط غير معقولة
ويحصل الفلسطيني على ترخيص بناء في القسم الغربي (من القدس) بصورة أقلّ، وفي أحسن الأحوال يتمكن من استئجار شقة في بصورة فردية، ويجب أن يضع في الحسبان الاحتجاجات من قبل الجيران. أمّا الممتلكات الفلسطينية في القسم الغربي من المدينة، والتي ترجع إلى فترة ما قبل تأسيس الدولة (الاحتلال الإسرائيلي سنة 1948)؛ فلا يمكن المطالبة باستردادها. فالوضعية القانونية تمنع ذلك.
أمّا الخطة الرئيسة الجديدة فتحدِّد جزءاً فقط من تراخيص البناء، بما يتوافق مع نموِّهم (المقدسيين العرب). ومن المتوقع أن يتمّ بناء 13.550 شقة سكنية حتى عام 2030، ولكن سيكون هناك احتياج لنحو 90 ألف وحدة. وبذلك لا تترك لهم الخطة الرئيسة سوى الخيار المعروف؛ وهو الحياة في ظروف ظالمة وغير معقولة، وأن يقيموا خارج حدود المدينة، وهو ما يجعل من العودة أمراً مستحيلاً بالنسبة لهم، أو أن يقومون بالبناء بصورة غير قانونية.

ندرة شبكات الصرف الصحي
تتعرّض الأحياء العربية للإهمال تماماً، وينسحب ذلك على البنية التحتية بأكملها. فهناك الآن عدد قليل للغاية من شبكات الصرف الصحي، كما أنه لم يتمّ رصف أي طريق منذ عام، وهناك نقص في ألف وخمسمائة فصل دراسي، على سبيل المثال لا الحصر. وبينما تعلن إسرائيل أنّ "القدس موحّدة"؛ فإنها في الواقع ما زالت مدينة مُقسّمة.
وهناك العديد من المجموعات والمنظمات اليهودية التي تحتجّ علانية وبصورة متكرِّرة ضد هذه السياسة. وتمنعهم الشرطة دائماً، مقابل السماح للناشطين اليمينيين (بممارسة نشاطاتهم). وفي المقابل تتزايد الاحتجاجات من كتّاب، ومدّعين عامين سابقين، وفلاسفة، ومحامين ونواب في الكنيست.

الصراع الشرق الأوسط على الشبكة.. ناشطون إسرائيليون يريدون إعادة كتابة "ويكيبيديا"
الكاتب/ معد التقرير: دومينيك بيترز Dominik Peters
ألمانيا – مجلة "دير شبيغل" الأسبوعية
Der Spiegel
الموقع الإلكتروني
22 آب/ أغسطس 2010

يرصد دومينيك بيترز في مجلة "دير شبيغل" الألمانية، حالة الصراع على فلسطين، والذي ينتقل إلى شبكة الإنترنت أيضاً، من كلا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. حيث ما تزال الساحة الإلكترونية ميداناً لانتصارات الفلسطينيين والمؤيِّدين لهم من الناشطين على مستوى العالم، في الوقت الذي تحاول فيه منظمات صهيونية متطرِّفة الدخول على الخطّ لتغيير المعادلة، ونشر وجهة النظر الصهيونية في ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط، مستخدمة في ذلك مخطّطات بعيدة المدى لتغيير محتويات الموسوعة الإلكترونية "ويكيبيديا"، أو إدخال كتابات جديدة تتبنّى وجهة نظر المنظّمات الصهيونية والمزاعم التي تروِّج لها.

هل القدس عاصمة لإسرائيل؟ هل الضفة الغربية ومرتفعات الجولان جزء من الدولة اليهودية؟ وماذا حدث حقيقة عند اقتحام سفينة الإغاثة إلى غزة "مافي مرمرة"؟ هذه الأسئلة وغيرها تريد اثنتان من المنظمات الإسرائيلية اليمينية إعطاء إجابات عليها في "ويكيبيديا، الموسوعة الإلكترونية على شبكة الإنترنت.
منظمة المستوطنين "مجلس يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وغزة" والمجموعة المتشددة المحافظة "إسرائيلي شِيلّي" (إسرائيل التي لي)، أطلقتا مبادرة "الكتابة وفقاً للصهيونية" من مدينة القدس هذا الأسبوع. وخلال ورش العمل يتمّ تعريف المشاركين بكيفية تعديل كتابة إدخالات "ويكيبديا" بفاعلية.
ويقول نفتالي بينّيت، مدير مجلس مستوطني الضفة وغزة، في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية اليومية: "لا نريد تغيير ويكيبيدا أو أن نحوِّلها إلى سلاح دعائي". فالهدف هو إظهار زاوية الرؤية الأخرى؛ حيث يواصل القول: "الناس يعتقدون أنّ الإسرائيليين يتميّزون بالوضاعة وأنهم أشرار لا هم لهم سوى إيذاء العرب فقط طوال اليوم".

انتقادات للحكومة وتحدٍّ للمعارضين
وترى المجموعتان أنّ الموسوعة التفاعلية الافتراضية هي أنسب أداة لتنفيذ مسعاهما، فكل فرد يمكنه إكمال الملايين من إدخالات "ويكيبديا" أو أن يعدِّلها أو يغيِّرها – وذلك بمائتين وستين لغة. علاوة على ذلك؛ فإنّ الموسوعة الإلكترونية تُعَدّ على مستوى العالم واحدة من أول مصادر استقاء المعلومات وأسرعها.
ويقول مطلقو مبادرة "الكتابة تبعاً للصهيونية"؛ إنه حتى الآن ينتصر الناشطون المؤيِّديون لفلسطين في المعركة حول ساحة الرأي الرقمية، فهم أسرع وأكثر فاعلية. ويرجع سبب ذلك أيضاً إلى حكومتهم (الإسرائيلية): ففي القدس "لم يتمّ القيام بعمل جيِّد حتى الآن"؛ عندما يتصل الأمر بتوضيح صورة إسرائيل وأعمالها بصورة إعلاميّة مؤثِّرة للعالم.
في حين أنّ هناك قسم خاص على موقع "يوتيوب" للمقاطع المصوّرة خاصّ بالجيش الإسرائيلي، ومن خلاله يتمّ تقديم معلومات باللغات العبرية والعربية والإنكليزية عن عمليات الجيش وإجراءاته. ومن خلاله يتمّ عرض وجهة نظر إسرائيل بشأن الصراع في الشرق الأوسط مباشرة. ولكنّ نفتالي بينيت لا يبدو مقتنعاً كثيراً بهذا العمل؛ حيث يقول في مقابلة مع يومية "هآرتس" الإسرائيلية إنّ عرض صورة إسرائيل على الإنترنت بصورة عامّة وعلى موقع "ويكيبيديا" بصورة خاصّة، هو أمر "مخيف".
وشكا نفتالي من أنه، وعلى سبيل المثال عندما تطوّر الأمر يوم 31 أيّار/ مايو إلى قتال دموي في أعالي البحار حول أسطول إغاثة غزة؛ كانت وجهة النظر الإسرائيلية في البداية يصعب العثور عليها، ويقول: "في الساعات الأولى أدخل الملايين عبارة "أسطول إغاثة غزة" على موقع ويكيبيدا، وقرأوا ما كتبه الكتّاب من منتقدي إسرائيل". كما أنّ حقيقة أنّ القدس لا يتمّ الاعتراف بها عاصمةً لإسرائيل وعدم وجود الضفة الغربية المحتلة ومرتفعات الجولان التي تمّ ضمها إلى إسرائيل، على خريطة الدولة في "ويكيبيديا"؛ هي أمور يصفها بينيت بأنها وضع غير مقبول، ويجب أن يتم تغييره مستقبلا.

قوّة ردّ افتراضية بهدف بعيد المدى
وتتفق عجيليت شاكيد، من منظمة "إسرائيلي شيلي"، مع وجهة النظر تلك؛ حيث تقول لصحيفة "الغارديان": "لا نريد أن نترك هذه الساحة للجانب الآخر". ورغم ذلك فلا يجب أن تقوم قوّة الردّ بتنفيذ عمليات سطو. فمن خلال ورشة العمل "الكتابة تبعاً للصهيونية"؛ يتم تعريف المشاركين بكيفية الفوز في ساحة الرأي على عالم "ويكيبيديا" الرقمي على المدى الطويل، وكذلك كيفية التعامل مع منتديات الفيديو وغرف الدردشة والشبكات الاجتماعية مثل "فيس بوك".
وقد تمّ إدراك أنّ التغيير الشامل والواضح للنصوص لم يصادفه التوفيق؛ حيث أنّ إدارة موقع "ويكيبيديا" متشككة للغاية. ففي عام 2008 أرادت مجموعة يمينية مؤيِّدة لإسرائيل إعادة كتابة إدخالات على "ويكيبيديا"، وحظرت الإدارة إدخالاتها.
وهناك رغبة لوقف ذلك؛ ولكنّ العمل (في التغييرات يتمّ) بقوّة أيضاً. ومن أجل تحفيز المشاركين في ورشة عمل "ويكيبيديا"؛ أعلن المنظمون عن جائزة. فكلّ من يستطيع تغيير أكبر قدر من المقالات خلال الأعوام الأربعة المقبلة؛ سيتم تنصيبه "كأفضل كاتب صهيوني" – وسيحصل على جولة بالمنطاد فوق إسرائيل.

النقد الذاتي في كلا الجانبين
سويسرا - صحيفة "نويه تسورشر تسايتونغ" اليومية
Neue Zürcher Zeitung
الموقع الإلكتروني
19 آب/ أغسطس 2010

تشير صحيفة "نويه تسورشر تسايتونغ" السويسرية، إلى التقارير التي رفعها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي إلى منظمة الأمم المتحدة، للردّ على ما ورد في تقرير ريتشارد غولدستون بشأن العدوان الحربي التي شنته القوات الإسرائيلية على قطاع غزة في شتاء 2008/2009، والتي أشار التقرير إلى انتهاكات للقانون الدولي تمّت خلالها من كلا الجانبين. وأوضح التقرير الإسرائيلي حدوث بعض الخروق أثناء الحرب من جانب جنود الاحتلال، وكذلك ذكر التقرير الفلسطيني – الصادر عن سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية في رام الله – أنّ هناك انتهاكات ارتكبتها حركة "حماس" أثناء الحرب.

نشرت الأمم المتحدة يوم الأربعاء تقريرين من إسرائيل والسلطة الفلسطينية حول الحرب على غزة، التي وقعت منذ سنة ونصف سنة. وأوضحت القوات المسلّحة الإسرائيلية أنه تمّ إجراء العديد من التحقيقات عقب الاتهامات الموجّهة إليها بارتكاب جرائم حرب، خلال القتال الذي استمر ثلاثة أسابيع في شتاء 2008/ 2009.

القانون الدولي
واتهم الفلسطينيون الحكومة الإسرائيلية بانتهاك القانون الدولي. ودعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إسرائيل والفلسطينيين في شهر تشرين الأول/ نوفمبر الماضي إلى الردّ على الاتهامات التي وجّهتها لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة برئاسة القاضي جنوب الأفريقي ريتشارد غولدستون.
وكان تقرير غولدستون قد توصّل إلى استنتاج مفاده أنه خلال القتال الذي دار بين القوات الإسرائيلية وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تحكم قطاع غزة، قد ارتكب الجانبان جرائم حرب.

أكثر من ألف قتيل
وقد أسفرت الحرب التي دامت ثلاثة أسابيع عن مقتل ثلاثة عشر إسرائيلياً وألف وأربعمائة فلسطيني. وأوضح الجيش الإسرائيلي في ردِّه أنه تم اختبار 150 حالة يشتبه فيها أنّ جنوداً (إسرائيليين) قد أساؤوا التصرّف أو أنهم انتهكوا القانون الدولي. وقد تمّ اتخاذ إجراءات جنائية في سبع وأربعين حالة.

نقد ل"حماس" أيضاً
وفي التقرير الفلسطيني تمّ توجيه النقد إلى كلّ من إسرائيل و"حماس"، والتي تولّت السلطة في عام 2007 في قطاع غزة بدلاً من السلطة الوطنية الفلسطينية. وقد أُعِدّ التقرير من قبل الهيئة التي لجنة شكلتها سلطة الحكم الذاتي في الضفة الغربية.

الشرق الأوسط: إسرائيل تبحث عن شريك جديد بديل لتركيا
النمسا صحيفة "دي برسّه" اليومية
Die Presse
الإصدار المطبوع
17 آب/ أغسطس 2010

تتابع صحيفة "دي برسّه" التي تصدر في فيينا، المحاولات التي تبذلها القيادة الإسرائيلية لاجتذاب شريك جديد لها في المنطقة؛ بديل عن الحليف السابق تركيا. ويأتي في هذا السياق اختيار الجانب الإسرائيلي لليونان – الصديق المفترض للعرب والعدوّ اللدود لتركيا – من أجل فتح قنوات اتصال استراتيجية تتيح للجانب الإسرائيلي إمكانية إجراء مناورات عسكرية لقواتها في المنطقة.

بعد الخلافات المحتدمة مع تركيا؛ تبحث إسرائيل عن شريك استراتيجي جديد لها في منطقة البحر المتوسط. وللمرّة الأولى يتوجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) يوم الاثنين إلى اليونان؛ حيث يجري نتنياهو خلال زيارته التي تدوم يومين محادثات مع نظيره جيورجيوس باباندريو، وخاصة حول الوضع في منطقة الشرق الأوسط. وكان باباندريو قد زار الدولة اليهودية في الشهر الماضي.
أمّا الهدف الرئيس من زيارة نتنياهو: فتقول وسائل الإعلام الإسرائيلية إنها تأتي بعد النهاية مع الحليف السابق تركيا؛ حيث تبحث القوات الجوية الإسرائيلية عن منطقة تدريبات جديدة في المنطقة. وشهدت العلاقات الإسرائيلية مع أنقرة توتراً شديداً عقب الهجوم الاسرائيلي على أسطول المساعدات إلى قطاع غزة، والذي قُتل فيه تسعة أتراك. وقامت تركيا بسحب سفيرها لدى تل أبيب، كما أغلقت مجالها الجوي أمام القوات الجوية الإسرائيلية، كما تطالب (أنقرة) إسرائيل بالاعتذار. وليس من قبيل المصادفة أن تسعى إسرائيل الآن إلى مغازلة اليونان، العدو اللدود التقليدي لتركيا.
ومن جهتها؛ أبدت أثينا مؤخّراً رغبة في التقارب مع إسرائيل، وأن تلعب دور الوسيط في عملية السلام. ولم يكن الحال كذلك دائماً: فاليونان تُعَدّ منذ زمن حليفاً تقليدياً للدول العربية، وبدأت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في عام 1990، في وقت متأخر كثيراً عن بقية الدول الأوروبية.

توبيخ لتركيا من واشنطن
وفى الوقت نفسه أبدى (الرئيس الأمريكي) باراك أوباما غضبه من تركيا. ووفقاً لصحيفة "فاينننشال تايمز"؛ فقد دعا الرئيس الأمريكى رئيس الوزراء (التركي) رجب طيب إردوغان إلى إعادة النظر في موقفه تجاه إسرائيل وإيران. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية رفيعة المستوى قولها إنه "إذا ما ارتابت الولايات المتحدة في حليفتها تركيا؛ فمن شأن ذلك أن يعرقل بيع الأسلحة الأمريكية لها". وكانت الولايات المتحدة قد أبدت خيبة أمل كون تركيا صوّتت في مجلس الأمن ضد فرض عقوبات على إيران. كما طالب أوباما إردوغان باختيار "كلمات معتدلة" خلال تعامله مع إسرائيل.

الانتقام ل"مافي مرمرة"
الكاتب/ معد التقرير: بوريس كالنوكي Boris Kálnoky
ألمانيا - صحيفة "دي فيلت" اليومية
Die Welt
الموقع الإلكتروني
18 آب/ أغسطس 2010

يعرض بوريس كالنوكي في صحيفة "دي فيلت"، المنحازة تقيدياً للاحتلال الإسرائيلي المحاولة التركية للانتقام من الجانب الإسرائيلي "فنياً" ردا على اقتحام القوات البحرية الإسرائيلية سفينة مافي مرمرة، ومقتل تسعة نشطاء أتراك كانوا على متنها ضمن أسطول الحرية الذي أبحر صوب غزة واعتدت عليه القوات الإسرائيلية بقرصنة ومجزرة في أعالي البحر المتوسط، يوم 31 أيّار/ مايو الماضي. ويتمثل الردّ التركي في جزء جديد من السلسلة التلفزيونية والسينمائية التركي "وادي الذئاب"، والتي يصوِّر الجزء الجديد منها تمكّن البطل التركي من اعتقال الضابط المسؤول عن تنفيذ عملية الاقتحام الأسطول.

في نهاية شهر أيّار/ مايو سعى "اسطول إغاثة" يقوده ناشطون إسلاميون إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وأبدت مجموعة مسلّحة مكوّنة من نحو خمسين فرداً على متن السفينة مافي مرمرة، تابعين للحركة الأصولية "ميلي غوروش" والمؤسسة "الخيرية" المنبثقة عنها IHH مقاومة عنيفة، عندما صعدت قوات كوماندوز إسرائيلية على متن السفينة، وهو ما أسفر عن مقتل تسعة أتراك والكثير من الجرحى، وانتقادات دولية غاضبة لإسرائيل.
ومنذ ذلك الحين لم تتوقف القضية عن شَغلْ الرأي العام. وفي ألمانيا تم حظر نشاط IHH ، ويتم التفكير حالياً في فرض حظر على نشاطاتها في الولايات المتحدة. بينما يتمّ التحقيق في الحادث بصفة مستقلة في كل من إسرائيل وتركيا والأمم المتحدة.
وقريباً سيتصاعد لهيب الغضب العام التركي إلى السماء؛ حيث أنه وحتى منتصف شهر أيلول/ سبتمبر تعتزم تركيا تقديم نتائجها إلى لجنة الأمم المتحدة، قبل أن يتم نشر التقرير المبدئي. ومن المُقرّر أن يتمّ في 18 أيلول/ سبتمبر تسيير أسطول جديد إلى قطاع غزة، مكوّن من ثلاث سفن. ويعقب ذلك عرض الفيلم الذي طال انتظاره "وادي الذئاب.. فلسطين"، والذي يسيطر فيه عميل تركي بعد معركة حامية على جنرال إسرائيلي، الذي كان مسؤولاً، وفق القراءة التركية، عن "مذبحة" مافي مرمرة.
موشيه بن أليعازر هو اسم الشخصية الوهمية في الفيلم، ووفقاً لشركة الإنتاج السينمائي بانا؛ فإنه يبدو الشرير اليهودي الذي لا يترك شيئاً إلاّ ويفعله: فنهمه إلى الدم لا يشبع، ويفضِّل قتل الأطفال الفلسطينيين الأبرياء. إنه الشرير الذي يضع العراقيل في طريق البطل التركي بولات ألمدار وفي النهاية يتم إلقاء القبض عليه.
وكانت الحلقات السابقة من مسلسل "وادي الذئاب"، والتي كانت حلقات تليفزيونية وفيلماً سينمائيا،ً جاذباً شديداً لشبّاك التذاكر في البلاد الواقعة على مضيق البوسفور، وتسبّبت في أزمات دبلوماسية؛ حيث احتجّت إسرائيل على مسلسل تليفزيوني يسرق فيه عملاء "موساد" (المخابرات الخارجية الإسرائيلية) أطفالاً أتراكاً، ويُصوَّر فيه الجنود اليهود على أنهم قتلة الأطفال.
أمّا الفيلم الجديد فيمكن أن يكون النجاح العالمي الأول للسلسلة. فقد تجاوز الفيلم الروائي "وادي الذئاب..العراق" حاجز الثلاثين مليون دولار، وهي نتيجة مثيرة للإعجاب. وكذلك يعتمد هذا الفيلم على الاستفزاز السياسي من أجل تحقيق أرباح. حيث يبدو فيه جنود أمريكيون معذِّبين أشراراً، وكذلك لا يغيب اليهودي الشرير عن المشهد؛ خاصة في صورة طبيب يتاجر في الأعضاء البشرية. وتأمل الشركة المنتجة للفيلم "أن يلفت الانتباه إلى غزة التي يواجه فيها الناس مآسٍ إنسانية عظيمة" – والمقابل يمكن أن يكون الكثير من المال – حيث من المُقرّر أن يتمّ عرض الفيلم في مائة دولة. ولمّا صارت تركيا بطلاً في كل أنحاء العالم الإسلامي؛ فيمكن أن يكون ذلك جيداً حتى يحقق الفيلم نجاحاً في الكثير من الدول.

"كانوا مصمِّمين على القتل أو التعرض للقتل"
سويسرا صحيفة "نويه تسورشر تسايتونغ" اليومية
Neue Zürcher Zeitung
الموقع الإلكتروني
16 آب/ أغسطس 2010

تنقل صحيفة "نوية تسورشر تسايتونغ" التي تصدر في زيوريخ، الادعاءات التي تروِّجها السلطات الإسرائيلية، متمثلة في لجنة التحقيق العسكرية الإسرائيلية في تفاصيل عملية القرصنة والمجزرة ضد أسطول الحرية الذي أبحر صوب غزة. وترى اللجنة أنّ الناشطين الذين كانوا موجودين على السفينة بادروا إلى استخدام العنف، وأنهم كانوا عازمين على القتل أو أن يُقتلوا على أيدي القوات الإسرائيلية.

وجّه رئيس لجنة التحقيق التابعة للجيش الإسرائيلي اتهامات خطيرة ضد الناشطين الذين كانوا موجودين أثناء الاقتحام الدموي لأسطول التضامن مع غزة في نهاية شهر أيّار/ مايو. حيث قال الجنرال المتقاعد غيورا أيلاند، في مقابلة أجراها معه راديو "بي بي سي" (هيئة الإذاعة البريطانية) وتمّ بثّها يوم الاثنين، إنّ الناشطين على متون السفن كانوا مستعدِّين لاستخدام العنف، "فقد كانوا عازمين على القتل أو التعرّض للقتل"، مشيراً إلى أنّ المقاومة التي أبداها الناشطون المؤيِّدون للفلسطينيين كانت "سمة عامة"، و"أكبر بكثير ممّا كان متوقعاً". ومن المثير للعجب أنه لم يقع المزيد من القتلى.
وكان تسعة ناشطون أتراك قد لقوا مصرعهم عند اقتحام سفن الأسطول، الذي كان يحمل مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل، يوم 31 أيّار/ مايو.
وكانت التحقيق الذي صدر من قبل الجيش الإسرائيلي في منتصف تموز/ يوليو قد توصّل إلى استنتاج أنّ تخطيط العملية وتنفيذخا واكبتهما "أخطاء مهنية". وكان استخدام الأسلحة النارية من قبل الجنود أمراً مبرّراً، لأنه كان بغرض الدفاع عن النفس.
وكان الحادث قد تسبّب بغضب دولي وتوتّر في العلاقات بين إسرائيل وتركيا إلى حدّ كبير. وتحقِّق العديد من الجهات حالياً، ومن بينها الأمم المتحدة، في عملية للجيش الإسرائيلي.

"إضراب" الدبلوماسيين في إسرائيل
الكاتب/ معدّ التقرير: شتيفان بيندر Stefan Binder
النمسا صحيفة "كورير" اليومية
Kurier
الإصدار المطبوع
16 آب/ أغسطس 2010

يتابع شتيفان بيندر في صحيفة "كورير" النمساوية الأزمة الدبلوماسية التي تضرب أركان وزارة الخارجية الإسرائيلية، والتي يحتجّ موظّفوها عن تدنِّي رواتبهم مقارنة بالجهات السيادية الإسرائيلية الأخرى. ويشير الكاتب إلى تحوّل هذه الاحتجاجات إلى أزمة دبلوماسية أثناء زيارات قام بها مسؤولون دوليون إلى فلسطين المحتلة. كما كادت أن تحدث أزمة دبلوماسية أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، غير أنه تم تداركها بعد التوصّل إلى اتفاق مؤقت مع الموظفين.

لا يتمّ الحديث عن الرواتب، ليس في منطقتنا على الأقل. ولكن يبدو الأمر مختلفاً بين مسؤولين إسرائيليبن. لأنّ موظفي الدولة الذين عادة ما يحاولون أن تكون علاقات جيدة واتفاقات دولية جيدة، لا يتحدّثون حالياً بصورة جيدة عن رواتبهم. السبب أنّ دبلوماسيين إسرائيليين نما إلى علمهم أنّ الزملاء في وزارة الدفاع الإسرائيلية وأجهزة المخابرات يحصلون على ضعف رواتبهم.
ولكوْن عدم المساواة لم تُطرَح حتى الآن على طريق المفاوضات؛ فقد بدأ الموظفون في اتخاذ "إجراءات للنضال". ولكن يخطئ من يعتقد أنّ الدبلوماسيين توقفوا عن عملهم ببساطة. فبدلاً من ذلك تخلّى بعض الدبلوماسيين والموظفين عن ارتداء الحلّة ورباط العنق في مكان العمل، وارتدوا بدلاً من ذلك الجينز والصنادل، بغرض إظهار الاحتجاج على الرواتب غير المتكافئة وغير الكافية من وجهة نظرهم. وقال رئيس لجنة العمل في تصريح لصحيفة "جيروزاليم بوست" (الإسرائيلية التي تصدر بالإنجليزية): "لقد حان الوقت لأن تكفّ الدولة عن التعامل معنا كموظفين من الدرجة الثانية".

فضيحة دبلوماسية
خلال الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن في مطلع تموز/ يوليو؛ أمكن تجنّب موقف محرج تامّ في آخر لحظة. فحفاظاً على هيبة الدولة تمّ الاتفاق على أن يتمّ الظهور مجدداً بالحلل لفترة مؤقتة خلال مدّة الزيارة، وأن يتم وقف الاحتجاجات. ومضت الزيارة بسلاسة.
ولكن الآن امتد الإضراب الغريب ليصل إلى قسم البروتوكول. وهو ما أدّى إلى حدوث أوّل فضيحة دبلوماسية. فحسب تقارير إعلامية؛ ترك سائق بوزارة الخارجية الإسرائيلية قرينة رئيس إستونيا الذي كان في زيارة إلى إسرائيل، في مطعم وغادر.
وعندما قام وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بزيارة إسرائيل في أواخر حزيران/ يونيو، لم تتمّ مراسم الاستقبال الإلزامية في المطار، لأنّ أحداً لم يقم بتنظيمها، كما لم توجد سجادة حمراء.

لا مساعدة للموساد
الصراع العمّالي الدائر في إسرائيل من أكثر من ستة أشهر آخذ في التزايد، بما يمثل إحراجاً لقيادات الدولة.
فبعد أن امتنع موظفو وزارة الخارجية عن المشاركة في إعداد زيارة قام بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين إلى اليونان؛ قرّروا الآن الامتناع عن تقديم أيّة مساعدات دبلوماسية على مستوى العالم لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي "موساد". وهو ما يعني عدم دفع تكلفة العملاء التابعين للجهاز الاستخباراتي الشهير، الموجودين في الخارج. وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أنه لن تكون هناك أيّة صورة من صور التعاون مع الموساد إلا في حالة "الحياة أو الموت".

احتجاج على ترحيل أطفال العمّال الأجانب
النمسا صحيفة "دير ستاندرد" اليومية
Der Standard
الإصدار المطبوع
17 آب/ أغسطس 2010

صورة من صور التمييز والعنصرية في الواقع الإسرائيلي ترصدها صحيفة "دير ستاندرد" الليبرالية النمساوية، حيث تتبابع مأساة مترتبة على قرار حكومي إسرائيلي بترحيل أبناء العمال الأجانب، المقيمين "بصورة غير شرعية" داخل فلسطين المحتلة. وتشير الصحيفة إلى التعنّت الذي بدا عليه وزير الداخلية الإسرائيلي، وتصريحه بأنه يتمنّى أن يتمّ ترحيل جميع من ينطبق عليهم القرار، بدعوى الحفاظ على "هوية إسرائيل كدولة يهودية".

خرج آلاف الإسرائيليين في نهاية الأسبوع إلى شوارع مدينة تل أبيب، وكان هناك متحدِّثون بداية من إيلي فيزيل الحائز على جائزة نوبل للسلام وصولا إلى سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء. فمناهضة اعتزام ترحيل أربعمائة من أبناء العمال الأجانب، تتنامى. إلاّ أنّ الحكومة ترفض التخفيف، ولكنها مدّدت الفترة الزمنية للعمال الأجانب الذين يريدون توفيق أوضاعهم. ولكن، وكما يزعم ممثلو المعنيين بالأمر؛ فإنّ هذا التمديد ليس سوى خدعة. كما يتمّ أيضاً بحث تقديم حوافز مالية للعائدين إلى أوطانهم.
ومن وجهة نظر الحكومة الإسرائيلية؛ فقد تمّ بالفعل تقديم تنازلات على نطاق واسع. فالقائمة كانت تحتوي على أسماء ألف ومائتي طفل في البداية، وقد تمّ توفيق أوضاع ثمانمائة منهم حتى الآن بعد أن استوفوا المعايير المُحدّدة، وهي الإقامة أكثر من خمس سنوات في إسرائيل، الإلمام باللغة العبرية، التعليم. ومن بين الأطفال الأربعمائة غير المسموح لهم بالبقاء؛ أطفال وُلدوا في إسرائيل، وهؤلاء يمثل دخول آبائهم غير الشرعي مشكلة.
ومن كلا الجانبين، المؤيدين للترحيل والمعارضين له؛ جرى نقاش عنيف جداً أحياناً. فقد أصرّ وزير الداخلية إيلي يشاي، وهو في الوقت نفسه زعيم حزب "شاس" (البيت السياسي للمتدينين الشرقيين)، على الترحيل كوسيلة وحيدة من أجل منع العمال الأجانب من استغلال أطفالهم "كدروع بشرية".
وقال يشاي في جلسة خاصة للكنيست، تم وصفه خلالها بأنه عنصري وساذج - إنّ الأجانب يستخدمون الأطفال ك"بيبي فيزا". وخلال هذه الجلسة قال يشاي أيضاً أنه لو كان الأمر بقرار منه لأمر بترحيل جميع الأطفال الألف ومائتين مع أسرهم.
كما بدا يشاي غير مُهذّب أيضاً حتى مع سارة نتنياهو (زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي)، حيث قال إنها يجب أن تتوجّه إلى اللجنة المختصة. وكانت سارة نتنياهو قد كتبت في خطاب وجّهته إلى يشاي أنها تدعوه بصفتها أم لابنين ومختصة في علم النفس (...) أن يتمّ السماح ببقاء غالبية الأطفال على الأقل.
وبدوره ناشد ايلي فيزل "الروح اليهودية، والقلب اليهودي والمواساة اليهودية"، مشيراً إلى أنه "قلق ومندهش" لكونه اعتقد أنّ اليهود سيكونون أكثر حساسية في التعامل مع معاناة الآخرين، والتي ذاقوها هم أنفسهم. وانضمّت منظمات أخرى إلى المناشدة، ومن بينها مركز الناجين من المحرقة في إسرائيل (COSHI). وتحاول الحكومة بهذه الطريقة "حلّ المشكلات الاقتصادية والعمالة في الدولة"، حسب ما ورد في أحد الرسائل.
وتتحدّث الأرقام الرسمية عن حوالي مائتي ألف من العمّال الأجانب غير اليهود القادمين إلى إسرائيل من دول آسيا وأفريقيا، ولكن يُتوقّع أن يكون العدد أكبر من ذلك. ولذلك فقد تحدّث يشاي عن "تهديد لوجود الدولة اليهودية". أمّا الانتقادات المُوجّهة للقرار - ووسائل الإعلام التي نشرت تلك الانتقادات – فقد وصفته بأنه "منحاز" و"منافق".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.