شهد صباح أمس الشارع الرئيسي بالعاصمة مسيرة عارمة شارك فيها العديد من عائلات شهداء الثورة، إضافة إلى بعض مكوّنات المجتمع المدني، من أحزاب وجمعيات، كما شارك فيها بعض الحقوقيين والمحامين.. هذه المسيرة، ابتدأت قبل انطلاقها، بتجمّع كبير أمام المسرح البلدي بالعاصمة، وقد رفع المتجمّعون صورا كبيرة الحجم لعديد الشهداء تجسّم كيفية قنصهم، وصورا عديدة أخرى تجسّم ما قام به بعض أعوان الأمن من تعذيب وقمع لبعض المتظاهرين إبان الثورة، كما ردد المتظاهرون شعارات مختلفة من بينها «ارتاح يا شهيد ارتاح.. سنواصل الكفاح» و«السلطة للشعب.. ثم الشعب.. ثم الشعب».
تقصير الحكومة...
وتداول عدد من المشاركين في هذا التجمّع الكلمة، عبر مضخّم صوت، منددين جميعهم بتقصير الحكومة المؤقتة في آدائها، وعدم ارتقائه إلى مطامح ومطالب الثورة، وخاصة في ما يخص محاكمة رموز العهد البائد، ومن لفّ لفّهم وتواطأ معهم من قريب أو من بعيد، كما طالب المتدخلون بضرورة الكشف عن القنّاصة، والتعجيل بمحاكمتهم، مقارنين بين النتائج الضحلة التي حققتها ثورتنا، والنتائج المهمة والكبيرة والثورية فعلا التي حققتها الثورة المصرية في كل المجالات، ولاسيما في ما يهم محاكمة رموز العهد المصري الهالك، وعلى رأسها «المخلوع» مبارك وأبناه جمال وعلاء.. هذه المظاهرة، على حدّ تعبير المتدخلين، ردّ على الوقفات الاحتجاجية لأعوان الأمن المنددين بما جاء في الندوة الصحفية لرئيس لجنة تقصّي الحقائق توفيق بودربالة وكشفه لبعض حقائق القنص والتعذيب اللذين مورسا من طرف بعض أعوان الأمن على الشهداء، وعديد الجرحى، وكذلك ردّ على مطالبة بعض أعوان الأمن بإطلاق سراح زملائهم الموقوفين، المورّطين في قضايا مختلفة..
وقفة إجلال
وقد نادى المشاركون في هذه المظاهرة/الردّ، بحق الشهداء وبمحاكمة أي مورّط في قتل العديد من شباب الثورة، مهما كان موقعه، مرددين: «أوفياء.. أوفياء لدماء الشهداء»... وإثر التجمّع الكبير، أمام المسرح البلدي، توجّه المتظاهرون في مسيرة سلمية صامتة رافعين الصور المشار إليها آنفا، نحو وزارة الداخلية، وأمامها وقفوا زهاء نصف ساعة ثم رددوا مرتين نشيد الثورة رافعين العلم التونسي، وقد وقف أعوان الجيش الموجودون هناك في حالة استعداد إجلالا لراية الوطن ولنشيد الثورة، وهذا الموقف جعل أحد المشاركين يتوجّه بتحية تقدير وشكر لأعوان الجيش الوطني..