كنّا نتمنّى بعد الثورة أن يوضع حدّ لظاهرة التّعذيب سواء في مراكز الشّرطة أو السّجون باعتبار أنّ الحكومة الوقتية أبدت حسن نيتها خاصّة من خلال إعلان مصادقتها على البروتوكول التّكميلي لاتفاقية مناهضة التّعذيب التي أمضت عليها تونس في 1989 كما وجّه وزير العدل في الحكومة الانتقالية الحالية في وقت سابق مراسلة الى مدراء السّجون بضرورة احترام حقوق الانسان في السّجون..غير أن الوقائع أثبتت أن الهياكل التي مارست التّعذيب لسنوات لم تقطع بعد مع هذه الممارسات السّيئة.. بعد الأحداث التي شهدها سجن برج الرومي دعت الضرورة الى توزيع الكثير من السّجناء على سجون أخرى ومنها سجن المرناقية من "سعير" برج الرومي إلى "جحيم"» المرناقية غير أنّ أحداثا جساما جدّت على خلفية نقل هؤلاء النّزلاء وفي هذا الغرض يقول الأستاذ منذر الشارني كاتب عام منظمة مناهضة التعذيب « وجّهت الى المنظمة رسالة من عائلتي السّجنيين نور الدين القاسمي ولسعد القاسمي في 22 مارس المنقضي مفادها انه عندما نقل السجينان الى سجن المرناقية تعرّضا الى الانتهاك الجسدي فما ان وطأت أقدامهما الاستقبال بالسجن المذكور حتّى انهال عليهما بالركل والضرب بالهروات والعصي بدون موجب ولا مبرر وهو ما نتج عنه سقوط أسنان لسعد بحيث أنه لا يستطيع تناول الا السوائل كذلك نتج عن اعتصام القصبة 3 انتهاكات مؤسفة طالت عبد اللطيف الرقيقي الذي أسفر الاعتداء عليه من طرف بعض الأعوان 10 «غرز» في رأسه وياسين عوينة الذي أصيب في ساقه اصابة بالغة وصبري بن يونس الذي حسب ما صرّح لنا به تعرّض للتعنيف الشديد الذي نتج عنه 7 «غرز» في رأسه وكال له طابور الأعوان بالقصبة لكمات متتالية..» "معوق" ينتهك جسديا.. حسب ما أفادنا به منذر الشارني كاتب عام المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب فانه «اتصل بالمنظّمة يوم 24 مارس 2011 الشاب م.ص حليمي من مواليد القصرين وذكر أنّه لدى عودته من اعتصام القصبة 2 تمّ ايقافه يوم 4 مارس..ونقل الى مكان معلوم وأدخل إحدى الغرف بعد أن جرّد تماما من ملابسه ووجه ناحية الحائط انهال عليه أعوان ملثمون ضربا وركلا ولكما في كامل أنحاء جسمه كما علّق بأسلوب الدجاجة المصلية كما ذكر للمنظمة أن مسؤولا أمنيا يعرفه أصابه على مستوى جهازه التّناسلي مما أدّى الى فقدانه الوعي تماما فحمل الى مصحّة الثكنة العسكرية وبعد أن استفاق هدّده المسؤول الأمني المذكور بالمزيد وقد أمضى حليمي- حسب شهادته التي أدلى لنا بها- سبعة أيام موقوفا وتعرّض للضرب والتعذيب عديد المرات ونقل الى المصحة 4 مرّات..»وأضاف كاتب عام المنظمة «أنه بحوزة المنظمة صور لحليمي تظهر فيها اثار انتفاخ على مستوى إحدى العينين وعلى مستوى الشفتين كما ذكر للمنظمة أنه يعاني من نزيف دموي على مستوى المؤخرة و أنه بطلب من طبيبه بمستشفى الحبيب ثامر بتونس سيجري تحليلا في الغرض كما أنه ما زال يعاني من مخلّفات الاصابة على مستوى الجهاز التناسلي.." توصيات المنظمة.. أصدرت منظمة مناهضة التعذيب توصيات منها خاصّة حسب ما أفادنا به الكاتب العام ا تلك المتعلقة بالعدالة الانتقالية التي ننشدها وذلك بأن يصدر قانون عن الدولة للاعتذار والاعتراف بحدوث تعذيب بتونس من الاستقلال الى اليوم..كما نطالب بانشاء غرف جنائية مختصّة صلب المحاكم التونسية لمقاضاة مرتكبي أفعال التعذيب المشينة.. وانشاء صندوق للتعويض للضحايا والتنصيص في قانوننا الوطني على أن جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم.."