التوق إلى بناء تونسالجديدة المرتقبة، البلد الذي يكفل لكل تونسي العيش الكريم والمواطنة الحرة بما يمهد لأرضيات الإبداع والخلق والإنتاج... ويشجع على ذلك بعيدا عن الصورة الرديئة والهشة التي لعب عليها النظام السابق من العوامل التي تشغل بال كل فرد مسكون بهذا الهاجس في هذه المرحلة الانتقالية الحساسة. هذا- تقريبا- ما اعتبرته الممثلة والكاتبة المسرحية ليلى طوبال من أوكد اهتمامات كل مواطن غيور على هذا الوطن لا سيما في ظل التجاذبات والحراك الذي ما انفك يطفو على سطح الأحداث في بلادنا ليلقي بظلاله على المشهد السياسي والثقافي والاقتصادي. الفعل السياسي حق مكتسب كما أكدت أن القائمين على النشاط في هذا الفضاء يحدوهم عزم كبير وبكل ثقة في النفس على تحدي كل الصعوبات ومحاولات التهميش من سلطة الاشراف خاصة وذلك بالاصرار على التمسّك والدفاع عن جملة المطالب بما فيها المشاركة في وضع القوانين والهياكل المنظمة للقطاع الثقافي عامة والفن الرابع خاصة. في إجابتها عن سؤال ماهو المطلوب من الفنان في هذه الفترة بالذات، استغربت استنكار البعض خوض أهل الثقافة والفن في المسائل السياسية، تحت داعي أنه أجدى بهؤلاء الاكتفاء بالنشاط في قطاعات المسرح والسينما والغناء والتمثيل لا غير وترك المسائل السياسية لأهلها، معتبرة الدعوة إلى ذلك إقصاء علني وتهميش لهذه الفئة حيث تقول:» وفي ذلك مواصلة للسياسة المعتمدة في العهد البائد» والذي تعتقد أن وزارة الثقافة تعمل على مواصلته من خلال ما أسمته بلامبالاتها برموز القطاعات وعدم تشريكهم في مسار إعادة الهيكلة والتأسيس واعتبرت أن الفنان هو مواطن من حقه المشاركة الايجابية في المشغل اليومي لكل تونسي الذي يتجسد تحديدا في الحراك السياسي وذلك من خلال المشاركة الفعلية في الحركة الديمقراطية موضحة أن الحرية مكسب لا يُهدى ومن حق الجميع المشاركة في وضع أسسه وحيثياته. في المقابل دعت إلى ضرورة الوعي الجماعي وتفهم حاجة وطننا إلى وقفة جماعية والاتفاق على وضع قواعد صحيحة لهيكلته باختلاف الحساسيات السياسية والمصالح الخاصة. مبادرة إيجابية وبينت أن انخراط فضاء الحمراء في هذا الاطار يتجلى من خلال المبادرة ببعث نادي « بلا حزب من أجل وطن» الذي تتولى إدارته نورة برصالي باعتبارها عضوة في المجلس التأسيسي وذلك بتخصيصه لإنارة الرأي العام حول أهمية الممارسة السياسية وكيفية المساهمة في الانتخابات وغيرها من المسائل الحافة بالمستقبل السياسي للبلاد وكيفية التعامل مع الظرفية الاستثنائية ومسايرة الوضع القائم بعيدا عن الفوضى والتهديم والفساد... واعتبرت ما يشهده الفضاء من اقبال كبير لمواطنين من مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية دليل على أهمية هذه البادرة التي لا تقل قيمة عن أي نشاط ثقافي. من جهة أخرى اعتبرت أن راهن البلاد يستوجب ضرورة سياسة ثقافية واضحة المعالم تتجلى في خطاب يتناول ماهو موجود ويحمل أجوبة مقنعة عن استفهامات المواطن. مسائل ذات أولوية وفي ما يتعلق بواقع الفعل الثقافي والفني والقائمين عليه قالت ليلى طوبال:» أعترف أنه في هذه المرحلة الاستثنائية ليس هناك فرق بين الأنشطة الثقافية والفنية باختلاف القطاعات التي تنتمي إليها، لأن الأهم هو التأسيس لهياكل وقوانين قادرة على تنظيمها في المستقبل لأن موعد 24 جويلية هو الحاسم بالنسبة للجميع لذلك أستغرب كيف يقر وزير الثقافة أنه تم تخصيص خمس مليارات كميزانية للمهرجانات الصيفية في حين أن الوضع والظرفية الآن لا تسمح بإقامة المهرجانات بل تتطلب ضرورة فتح ملف المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية لتقييمها من ناحية وبحث ما يطلبه المواطن أين ما كان وأعتقد أن ذلك من أولويات هذه المرحلة التي تتجه فيها اهتمامات الجميع الى البحث عن حزب أو فكر أو برنامج سياسي يضمن مواطنته وحقوقه .» نزيهة الغضباني