بنفس النسق الذي عرفه نزوح الأشقاء الليبين عن بلادهم قبل حوالي شهر تحت صوت الرصاص ودوي المدافع الذي يبيت ويصبح عليه متساكنو مختلف مدن الجبل الغربي او ما يعرف بجبل نفوسة من نالوت الى يفرن وزنتان التي تمطرها كتائب القذافي بشتى أنواع القذائف الخطيرة منها والعاديةتواصل تدفق رتل سيارات الأسرالليبية اللاجئة الى بلادنا. وطبيعي ان تكتظ مختلف المدن بولاية تطاوين بالأشقاء الذين أراد أغلبهم بل جميعهم الاستقرارفيها لاقترابها من وطنهم وعلاقاتهم بمتساكنيها فضلا عن قربهم من الجبهات التي يشارك فيها اغلبهم بعد الاطمئنان على أهلهم. وفي ذات المدينة التقينا عددا من أصحاب السيارات المتوقفة على حافة إحدى الطرقات وتحدثنا لبعض أصحابها... التهجير سيشمل نصف سكان الزنتان عن الوضع في الزنتان أفادنا خالد الزنتاني بالقول :»القصف بصواريخ «جراد» شديدة الدمار متواصل كما ان التشريد عم الجميع. وأفاد أيضا ان التهجير سيشمل ما لا يقل عن نصف متساكني الزنتان المقدر عددهم بحوالي 50 الف ساكن فيما يبدو أن جميع متساكني القرى والمدن الأخرى هاربون من هول الحرب على غرار مناطق الحرب الأخرى مثل «كبا و جادو ويفرن». حسن الاستقبال عبد الله الزنتاني حل منذ أيام وقد فتح له بيت هبة من متساكني أبناء المدينة عبر مكتب استقبال لأنه لم يجد حلا إلا المجيء إلى تونس ليطمئن على صغاره وخاصة على جده الشيخ المريض حيث قال :»لا يناسبني المخيم لأن عائلتي وفيرة العدد .» وتوجه محدثنا بالشكر الصادق لكل التونسيين وأبناء ولاية تطاوين على حسن استقبالهم لكل الليبيين دون استثناء وفتح بيوتهم وقلوبهم لهم إذ قاسموهم الخبز والدواء. مؤكدا أن الحرب ستحط اوزارها قريبا وان الليبين لن ينسوا لأشقائهم هذه الوقفة الرائدة والتاريخية. طلب شديد على المواد الاستهلاكية وجود أكثر من 30 الف لاجئ ليبي في ولاية تطاوين ادى الى ضغط على المواد الاستهلاكية فحتى البنزين فقد من 7 محطات وقود بالمدينة نتيجة كثرة السيارات الليبية التي تستهلك كميات كبيرة منه . ليبيون في مدارسنا في ولاية تطاوين يتجلى الاحتضان الأخوي الصادق لكل العائلات الوافدة عليها من خلال ادماج ابنائها في المدارس التونسية جنبا الى جنب مع اقرانهم التلاميذ وبالمثل في الرياضة والنشاطات الشبابية في دورالشباب والمراكز الشبابية وفي السهرات والأمسيات الثقافية للتخفيف وطاة الحرب والضغط النفسي عليهم فضلا عن العلاقات التي اصبحت تبنى بين الأسرالتونسية والليبية المتجاورة وفي الأسواق والمحلات العمومية وغيرها. الضغط متواصل رغم ... في انتظار الدعم الذي وعدت به وزيرة الصحة العمومية لولاية تطاوين شهد المستشفى الجهوي وقبله الدائرة الصحية بذهيبة -إثر الاشتباك الذي جرى يومي الخميس والجمعة الماضيين بالمعبر الحدودي من طرفي النزاع- ضغطا شديدا طيلة يومين استقبل خلالهما عشرات الجريحى. محمد هدية