فروا من نيران الحرب على ليبيا وجاؤوا من جبل نفوسة ونالوت ويفرن وزليطن والزنتان والزاوية وغيرها من المدن عبروا متخذين مسالك صحراوية صعبة ليصلوا الى نقطة العبور بالذهيبة من ولاية تطاوين. الاستعدادات لاستقبال وفود جديدة من العائلات الليبية الهاربة من جحيم ونيران الحرب في ذاتها تلك التي شهدتها مدن الجنوب الشرقي مثل بن ڤردان وجرجيس وجربة لكن هذه المرة عبر الذهيبة التي كان أهلها في الموعد لاستقبال الوافدين من العائلات الليبية كميات من الأكلات الخفيفة والماء والحليب للتخفيف من الجوع والعطش تنفسوا الصعداء حال دخولهم التراب التونسي وجاؤوا بأعداد كبيرة جعلت المشرفين على المخيمات يهيئون لتوسيع مخيم اللاجئين بمدينة الذهيبة التي تضم أكثر من 800 لاجئ فضلا عن تهيئة مخيم يتسع لحوالي 60 فردا من قبل الهلال الاحمر الإماراتي هذا المخيم به المستلزمات الطبية والمواد الغذائية وغيرها من ظروف الاقامة المريحة. أما في رمادة وعلى مساحة الملعب البلدي تم تركيز مخيم من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين لاستقبال الأشقاء الليبيين وتم توفير الأغذية والأدوية بكل المخيمات، الكرم هو ذاته بمدن الجنوب التونسي فالعائلات بتطاوين عبرت عن استعدادها التام لإيواء العائلات الليبية في أزمتها مجانا، مبادرات تضامنية انطلقت منذ تردي الاوضاع بليبيا فحجم التبرعات وتوفير مختلف المستلزمات من أغطية وحشايا وحفاظات وحليب الرضع فاقت التوقعات بدعم كبير وتنسيق محكم من طرف اللجان الجهوية والمحلية لحماية الثورة بتطاوين هذه الهبة الشعبية تغني عن اي وصف، من جانبها وبالتعاون مع الجيش الوطني أقامت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين مخيما بمدينة رمادة لاحتضان المئات من العائلات الليبية وبمركز التخييم بالدويرات بتطاوين الجنوبية تم ايواؤها أكثر من مائة لاجئ أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن. خدمات طبية وعلى المستوى الطبي حرصت المصالح الصحية على العناية بالوافدين خاصة منهم النساء الحوامل والأطفال وكبار السن وتم اجراء عيادات طبية بالدائرة الصحية بالذهيبة لفائدة العائلات المقيمة بالمخيم المنتصب بدار الشباب بالمكان والذي يضم حوالي 400 لاجئ وتولى الهلال الاحمر الإماراتي تزويد مخيمات المنطقة بكميات من أدوية الأمراض المزمنة والمواد الغذائية كما سخر الهلال الاحمر التونسي أطباء وإطارات شبه طبية بمراقبة الحالة الصحية للأشقاء الليبيين. تجاوز عدد السيارات الليبية مختلفة الأنواع والأحجام 500 سيارة عبرت المناطق الحدودية بولاية تطاوين وكانت محملة بالحشايا والأغطية ومؤن قد تكفي لمدة طويلة عائلات نسوة وعجائز ومسنين وأطفال غادروا مقاعد الدراسة عائلات منها من فضل البقاء بمدينة الدويرات السياحية ومنها من تحول الى جرجيس وجربة.