"سرت" ستكون ام المعارك قبل موقعة طرابلس في الوقت الذي تبدو فيه الوقائع على ميدان الجبل الغربي ضبابية بين الثوار وكتائب القذافي في ظل الكر والفر وتغير موازين القوى بين يوم وآخر اكد محمد البوجديدي احد قادة الثوار بجبل نفوسة ل"الاسبوعي" ان كتائب القذافي لن تصمد اكثر من ثلاثة اسابيع باعتبار بداية ظهور بعض المؤشرات التي تؤكد ان كتائب القذافي بدات تفقد قوتها يوما بعد يوم وهو ما يلمسه الثوار على ميدان المعارك على حد تعبيره. كما شدد على ان احتضان تونس للاّجئين الليبيين بتلك الحفاوة يعد وقفة حقيقية لن ينساها الليبيون مهما مرت المحن وانقضت السنوات. وقال البوجديدي -الذي قصد السفارة القطرية بتونس لاتمام اجراءات السفر الى بنغازي - انه واحد من قياديي الثوار بجبل نفوسة حيث ساهم في قيادة وهندسة اغلب عمليات الثوار باعتباره كان عسكريا سابقا بالوحدات الخاصة قبل ان يقدم استقالته سنة 2002 بسبب ما اسماه بالضغوطات. ورغم دراسته بقبرص في السبعينات فانه اختار الانضمام الى القوات المسلحة سنة 1977 ليخضع الى تدريبات في دورة «الصاعقة» ثم العمليات الخاصة والمظلات. كما شارك في عملية تحرير نجامينا التشادية في سنتي 1980 و1981 وتحرير مدينة فايا سنة 1985 وزوزو سنة 1987 والى حد خروج حسين حبري وتسلم ادريس دبي لمقاليد رئاسة تشاد. ولئن اشار الى انه عمل تحت امرة القائد عبد الفتاح يونس فانه اضطر الى الاستقالة على غرار المئات من العسكريين بسبب تفكيك معمر القذافي للجيش في اواخر سنة 1987. تنسيق مع ضباط الزنتان وعن الدور الذي لعبه في ثورة «17 فبراير» كشف انه الى جانب هندسته للانتفاضة في الرجيبات مع بعض العسكريين السابقين وتشجيعه الشباب للثورة على القهر والاستبداد فانه سخر جهوده في مرحلة اولى في تكذيب الاشاعات التي نشرتها الاستخبارات الليبية بشان استيلاء الزنتان على الجبل الغربي أي الامازيغ. وتابع قائلا «تطوعت للذهاب الى الزنتان وهناك استقبلني عديد الضباط بكل حفاوة واتفقنا على ضرورة مساندتنا للثورة. وكنت اكدت على منبر قناة «الجزيرة» في 20 فيفري الماضي ووجهت لي خديجة بن قنة سؤالا حول دور القوات الخاصة وقلت لها ان هذا الدور سيكون حاسما في ما بعد. وفعلا قمنا بتدريب الثوار على كيفية استعمال الاسلحة وطرق القتال وهذا الحشد مكننا من الاستيلاء على اسلحة كتائب القذافي في الزنتان والقلعة ونالوت والرجيبات.كما استولينا على بعض الاسلحة الثقيلة من بينها بعض الراجمات والدبابات وصواريخ «الآربي جي «. السيطرة على معبر «وازن» ولئن اعترف للموقع الاستراتيجي لمعبر «وازن» الحدودي ودوره الحيوي فقد شدد على ان انسحاب الثوار منه في المعركة الاخيرة كان تكتيكا خاصة امام رغبة الكتائب في السيطرة على المعبر. اذ لم يبقوا سوى على عدد قليل من الثوار ليفسح المجال للكتائب للسيطرة عليه وكانت غايتهم الاساسية من هذه العملية التكتيكية هو الاستحواذ على اسلحة كتائب القذافي لان بقية الثوار كانوا يترصدونهم من الجبل المحاذي للمعبر. وهي عملية مكنتهم من السيطرة على المعبر من جديد بعد معارك طاحنة غنموا منها عديد الاسلحة على حد تاكيده .وواصل حديثه قائلا» لقد اعطينا اوامرنا للثوار للهروب الى الاراضي التونسية والجبال المحاذية وبعد سيطرة الكتائب الذين كانوا يعدون حوالي 120 بين عسكريين وضباط هاجمناهم ليهربوا فارين مذعورين الى مدينة ذهيبة ومنهم من فر الى مدينة رمادة .واذا كان الجيش التونسي قد قبض على اغلبهم واعادهم الى التراب الليبي فاننا تمكنا من اسر بعضهم واستسلم لنا البعض الآخر الى جانب قتل عدد منهم. والغريب ان الكتائب اتهمتنا بقصف ذهيبة والحال ان الجيش التونسي يعلم اننا لا نملك الاسلحة الثقيلة.» واضاف محدثنا ان منطقة الجبل الغربي ستظل بعيدة عن متناول كتائب القذافي مؤكدا ان ام المعارك ستكون بمدينة سرت بعد السيطرة على الوادي الاحمر «وبحول الله سيكون التلاحم بين الثوار في سرت ليتم الزحف نحو طرابلس. واعتقد ان القذافي لن يصمد اكثر من ثلاثة اسابيع اخرى لتكون ليبيا حرة بالكامل. والصور التي ابرزت الكتائب تدرب في النساء والاطفال دليل على بداية نهاية القذافي» لم نعثر على أشلاء الجثث واجابة عن سؤال حول اسلحة كتائب القذافي اوضح انها تصله عبر مدينة سبهة عن طريق الفريات وغريان حيث تاكد المجلس الانتقالي انه لاعلاقة لاسرائيل بالاسلحة الاسرائيلية التي هربها محمد دحلان عبر مالطا واليونان. وعن ابرز العمليات التي حقق خلالها الثوار انتصارات ساحقة بالجبل الغربي اكد الاستيلاء على معسكر «جوبية» وحجز 350 دبابة روسية «بي بي آر» .ورغم انها كانت غير صالحة للاستعمال فقد تمكن الثوار بالاستعانة بالعسكريين من اصلاح حوالي 15 دبابة وتذكر ان صديقه خالد اغني استشهد وهو يقود إحدى هذه الدبابات بعد اصابته بصاروخ «قراد» من مسافة 20 كلم. وتابع قائلا « لن انسى كذلك معركة «الكشاف» في الزنتان يوم 12 مارس الماضي حيث تمكنا من دحر كتائب القذافي بعد قتل عشرات الجنود واسر البعض الآخر مع الاستيلاء على عديد الاسلحة. والمشكلة التي تواجهنا في المعارك هي عدم تقيد الثوار بالتعليمات مما تسبب في تلك المعركة من خسارتنا لثمانية شهداء تحولوا الى اشلاء الى حد ان احدهم لم نعثر على ساقه والثاني لم نجد رأسه « دربت المرتزقة في السابق وحول المرتزقة الذين كثر الكلام حول جنسياتهم اشار الى انهم اسروا العشرات منهم واستطرد قائلا « انا شخصيا دربت في السابق ما اصطلح على تسميته بالقوات الصديقة وهي تتكون من المرتزقة الذين استوطنوا بسبهة وهؤلاء اصبح لابنائهم الجنسية العربية وهم من سوريا والنيجر ومالي والطوارق .لقد اسرنا دبابة حاملة جنود بالزنتان وكان قائدها برتبة عقيد ومعه ضباط اماالجنود المرتزقة التشاديين فانهم يجلسون من الخلف لاطلاق النار على كل عسكري او ضابط ليبي يرفض تطبيق الاوامر.وهذه السياسة التي يعتمدها القذافي هي التي تدفع العسكريين الليبيين الى اطلاق النار عشوائيا وهو ما تاكدنا منه بانفسنا من خلال حديثنا مع الاسرى» مجموعات لقتل الحيوانات وكشف محدثنا مفاجأة من العيار الثقيل وهي تخصيص بعض الكتائب لقتل الحيوانات من مواشي وابل حيث عثر صحبة الثوار على 350 شاة مفتتة باستثناء خروف وحيد كان يقف الى جانب القطيع المفتت وكأنه يبكي على حد وصفه. محمد صالح الربعاوي