جاهر عدد من المواطنين الليبيين في شوارع العاصمة طرابلس برغبتهم في التخلص من نظام القذافي مع نفاد صبرهم من ندرة المواد الاستهلاكية في وقت تتواصل فيه المعارك بين كتائب القذافي والثوار في مدن بالشرق. وقال صاحب مشروع صغير طلب عدم نشر اسمه متحدثا عن الثوار «سيأتون من الشرق الى هنا، ربما بعد أسبوعين»، وأضاف «لكن الآن الناس يشعرون بالخوف». وقد أثارت هذه الصراحة في التعبير الدهشة في مدينة مازالت تعتبر قلعة القذافي الحصينة. نفاد صبر ومع أن أنصار القذافي يتجمعون يوميا في الميدان الأخضر وسط المدينة وهم يلوحون بالأعلام فإن الحشد تضاءل بشكل ملحوظ عما كان عليه الشهر الماضي. ولا تزال اللافتات في الميدان مهشمة بعد اشتباكات عنيفة بين المحتجين وقوات القذافي بطرابلس قبل أكثر من شهر... والآن تبدو المدينة حسب تقرير ل«رويترز» مهزومة ويتحدث الناس همسا عن اعتقالات واسعة النطاق في بعض الضواحي الأكثر اضطرابا. غير أن سكان طرابلس أصبحوا أكثر جرأة في التعبير وأكثر انتقادا للأوضاع منذ بدء الغارات الجوية الغربية يوم 19 مارس الماضي، على الأقل في أحاديثهم الخاصة عندما لا يكون هناك أحد من مسؤولي الحكومة يستمع. وقال رجل عجوز يجلس أمام متجره انه يتوقع سقوط القذافي خلال أسبوعين مشيرا الى أن البلاد تعرضت الى مصاعب أكبر أثناء الحرب العالمية الثانية عندما تقاتلت قوات التحالف وقوات المحور على الأراضي الليبية. ويقول أحد سكان طرابلس ان أعمال الشغب تندلع خارج محطات البنزين حيث ينتظر السائقون المحبطون في طوابير من مئات السيارات محاولين الحصول على كمية من الوقود الذي أصبح نادرا. كروفر متواصل في الأثناء قالت تقارير اعلامية ان معارك طاحنة لازالت متواصلة حول مدينة البريقة النفطية بين الثوار وكتائب القذافي التي تقدمت شرقا. وقال مراسل «الجزيرة» ان كتائب القذافي تتقدم شرق البريقة بعد مباغتتها للثوار الذين تراجعوا الى 30 كلم شرق البريقة تحت وابل من القصف لكتائب القذافي. ونقل عن الثوار قولهم ان امدادات من الأسلحة لم تستعمل من قبل وصلت الى قوات القذافي بالبريقة وان سيارات استطلاع تابعة للقذافي قصفها الثوار. ونفى المراسل أنباء تحدثت عن قصف نفذته أمس طائرات تابعة للتحالف الدولي على كتائب القذافي في البريقة مشيرا الى أن الطائرات كانت تحلق في الأجواء فقط ولم تقصف أي أهداف. من جانبه انتقد علي العيساوي، مسؤول الشؤون الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا حلف شمال الأطلسي للتسويف والبيروقراطية وما قد يترتب عن ذلك من تداعيات على معركة الثوار مع النظام الليبي. وفي مصراتة، الى الشرق من طرابلس تواصل منذ أول أمس حصار كتائب القذافي للمدينة من جهاتها الثلاث الشرقيةوالغربية والجنوبية وحاولت اقتحام المدينة من الجهة الغربية عبر شارع طرابلس.