كشفت الضربة الجوية لمنزل يقطنه الزعيم الليبي في طرابلس ومقتل أحد أبنائه، قدرة استخبارات حلف الأطلسي على تتبع تحركات القذافي داخل محيط العاصمة طرابلس. وتظهر الضربة الجوية التي استهدفت منزلاً في منطقة قرقارش الراقية والبعيدة نسبياً عن باب العزيزية المقر الرسمي للقذافي، عن وجود عملاء ينقلون المعلومات الى قوات حلف الاطلسي عن تحركات الزعيم الليبي. وتقع منطقة قرقارش على ضفاف البحر المتوسط (غرب العاصمة طرابلس) وتحوي منازل فخمة وعدد من السفارات، وتبعد بضعة كيلو مترات عن باب العزيزية المقر الرسمي للقذافي وعائلته. واعلن المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم السبت ان منزل سيف العرب (29 عاماً) اصغر الابناء الستة للزعيم الليبي "تعرض لهجوم من وسائل قوية" ادى الى "استشهاد الاخ سيف العرب بالاضافة الى ثلاثة من احفاد القائد". ورأى الناطق الليبي ان "الهدف من العملية كان اغتيال قائد هذا البلد مباشرة". واضاف ان "القائد (معمر القذافي) وزوجته كانا في المنزل مع اصدقاء ومقربين" لكن لم يصابا بأذى. وكان المتحدث رافق الصحافيين الى المنزل الذي تعرض للقصف في طرابلس حيث يبدو حجم الدمار كبيراً جداً. ولم يكن سيف العرب الذي يكنى بعروبة يشغل اي منصب. وقد جاء من المانيا حيث كان يدرس، في بداية الاحداث. وكان القذافي فقد ابنة بالتبني في قصف اميركي لطرابلس في 1986. وتعرضت سفارتا ايطاليا وبريطانيا في طرابلس لهجمات الاحد. وعلى الاثر، اعلنت متحدث باسم الاممالمتحدة ان المنظمة الدولية قررت سحب طواقمها من طرابلس. وفي بروكسل اعلن حلف شمال الاطلسي انه شن ضربات جوية في قطاع باب العزيزية في طرابلس لكنه لم يؤكد مقتل ابن القذافي، موضحاً انه لا يستهدف اشخاصاً في ضرباته. واكد الحلف في بيان انه "واصل ضرباته الدقيقة ضد المنشآت العسكرية لنظام القذافي في طرابلس هذه الليلة بما فيها ضربات على مبنى قيادة ومراقبة معروف في قطاع باب العزيزية السبت". واكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان ضربات الحلف الاطلسي "تتماشى وقرار الاممالمتحدة" رافضاً التعليق على "معلومات غير مؤكدة" حول مقتل نجل القذافي. وصرح الجنرال شارل بوشار قائد عملية الحلف في ليبيا "نأسف لخسارة ارواح خصوصا ارواح مدنيين ابرياء". واكد في الوقت نفسه ان "جميع اهداف الحلف الاطلسي طبيعتها عسكرية ومرتبطة بشكل واضح بالهجمات التي يشنها نظام القذافي على الشعب الليبي وعلى المناطق المأهولة بالسكان ونحن لا نستهدف اشخاصاً". ونددت روسيا باستخدام التحالف القوة "المفرطة" في ليبيا مشككة في الا تكون ضربات الحلف الاطلسي تستهدف القذافي. واكد السفير البابوي في ليبيا المونسنيور جيوفاني مارتينيلي الاحد في اتصال هاتفي مع قناة التلفزيون الايطالية "سكاي تي جي 24"، مقتل احد انجال الزعيم الليبي معمر القذافي سيف العرب. واظهرت مشاهد عرضها التلفزيون الليبي وعاودت القناة الايطالية عرضها السفير البابوي الى جانب رجال دين آخرين امام اربع جثث مغطاة باكفان واعلام. ومنذ بداية التدخل العسكري الدولي في ليبيا في 19 آذار/مارس، اكد معظم المسؤولين السياسيين في البلاد المشاركين فيه ان تفويض الاممالمتحدة ينص على حماية المدنيين وعدم قتل القذافي وان كانوا يطالبون برحيله. لكن بعضهم تبنوا مواقف غير واضحة مثل وزير الدفاع البريطاني وليام فوكس الذي قال في 20 آذار/مارس ان استهداف القذافي "ممكن". وبعد ساعات على غارات الحلف الاطلسي على طرابلس اكدت لندن وروما تعرض مباني سفارتيهما في العاصمة الليبية الى هجمات. واعلنت وزارة الخارجية الايطالية الاحد ان "العديد من السفارات الاجنبية في طرابلس" تعرضت "لاعمال تخريب بينها السفارة الايطالية". واعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاحد ان لندن قررت طرد السفير الليبي في بريطانيا "اثر الهجمات على بعثات دبلوماسية في طرابلس" بينها "السفارة البريطانية". وأضرم متظاهرون النار الاحد في مباني السفارة الايطالية ومقري اقامة سفيري ايطاليا وبريطانيا. ووجه العقيد معمر القذافي السبت تهديدات مباشرة ب"نقل المعركة" الى ايطاليا، القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا والتي كانت حتى الامس القريب شريكاً رئيسياً للنظام الليبي ووقعت معه معاهدة صداقة في ايلول/سبتمبر 2008. الى ذلك، افاد شهود عن اشتعال النيران الاحد في ميناء مدينة مصراته المتمردة التي تحاصرها قوات معمر القذافي، بعد قصف عنيف اسفر عن سقوط قتيلين على الاقل. ويعتبر الميناء اساسياً لامداد المدينة بالمؤن لا سيما ان القوات الحكومية تحاصره منذ شهرين وقد قطعت عنه كل المنافذ البرية. واصيب الميناء بسلسلة من القذائف الاحد لكنها لم تخلف خسائر كثيرة ولا ضحايا. ولكن قبل ذلك سقطت عشرات القذائف ودمرت خصوصاً مدخل الميناء الذي كان يحرسه ثوار مقاتلون قتل احدهم على الاقل كما افاد شهود بين سكان مصراته والصحافيين الغربيين. وعلى الحدود التونسية (غرباً) ما زال الثوار يسيطرون على معبر الذهيبة حيث استمر تدفق اللاجئين الاحد وسجلت الشرطة التونسية عبور 4970 شخصاً وهو رقم قياسي في يوم واحد. وأخلى الجيش التونسي المنتشر قرب الحدود مع ليبيا ثلاثة مواقع بعد انفجار قذيفة اطلقت من ليبيا. وسقطت القذيفة على بعد حوالى 1500 متر من موقع الذهيبة الحدودي الأحد من دون ان توقع اصابات.