أورد وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان ردا على سؤال الصباح في لقاء صحفي ظهر امس ان باريس طرف في مفاوضات سياسية تجري حاليا مع مسؤولين ليبيين في تونس من اجل ايجاد مخرج سياسي للازمة الحالية في ليبيا. وردا على سؤال يهم تواجد عدد من الرسميين والمعارضين الليبيين في تونس وما تردد عن اجراء بعضهم محادثات مع مسؤولين غربيين وعرب اكد الوزير الفرنسي للداخلية وجود محادثات سياسية في هذا الاتجاه لكنه رفض تقديم مزيد من التفاصيل رغم تاكيده للاخبار التي وقع تداولها امس واول امس بشان عبور مسؤولين ليبيين كبار لبوابة راس الجدير بينهم احد ابناء العقيد معمر القذافي وشخصيات تحملت مسؤوليات عليا في الحكومة واجهزة الامن الليبية . من جهة أخرى نوه الوزير الفرنسي بنتائج محادثاته في تونس والتي شملت خاصة لقاء مع الوزير الاول السيد الباجي قائد السبسي ومع وزير الداخلية الحبيب الصيد ونخبة من الوزراء المكلفين بملفات التنمية الجهوية والتعاون الثنائي . وأعلن في هذا الصدد عن توقيع اتفاقية تونسية فرنسية لبناء مركز للتدريب العسكري في جهة قفصة ومركز للتعاون المدني مع قوات الانقاذ البحري. ورداعلى الاسئلة الخاصة بملف الهجرة تمسك الوزير الفرنسي بموقف حكومته واليمين الفرنسي المتطرف الرافض لكل صيغ تسوية وضعيات ال20 الف مهاجر غير قانوني الذين مكنتهم ايطاليا من تاشيرات شانغن مؤقتة . كما اعلن ان حكومة باريس ستعمل على اعادة الغالبية الساحقة من المهاجرين غير القانونيين الموجودين على ترابها الى بلدانهم معلنا في نفس الوقت عن تمسكها باتفاق افريل 2008 بين تونسوفرنسا الذي يسمح بترفيع عدد المهاجرين التونسيين القانونيين . من جهة اخرى اقر الوزير الفرنسي ان حكومته فوجئت بالثورة التونسية والثورات العربية بسبب التقارير الخاطئة التي كانت تقدمها الانظمة الديكتاتورية والشمولية العربية والتي كانت تبرر استبدادها ب"الخطر الاسلامي" فيما اتضح ان الهوة عميقة جدا بين غالبية الانظمة العربية وشعوبها .وقد قررت فرنسا ان تقف الى جانب الشعوب وحقها المشروع في الاصلاح السياسي والتحرر."