سوسة الصباح: شهد الاقتصاد العالمي خلال العشر سنوات الأخيرة حركية سريعة على جميع المستويات تقودها الاقتصاديات الآسيوية وخاصة الصينية والتي حققت مستوى نمو هو الأعلى في العالم لا يقل عن 10% وقد رافق هذا النمو اجتياح الاسواق العالمية بالسلع الآسيوية والصينية خاصة وهو شبيه بالاغراق نظرا لتنافسية هذه السلع على مستوى الأسعار بفضل التكلفة المنخفضة لكلفة اليد العاملة وانخفاض مستوى العملة الاسيوية امام العملات الرئيسية خاصة الأورو والدولار. «التساؤل هنا يكمن في اذا ما كانت مصالح المؤسسات المغاربية تتضارب مع تلك الآسيوية؟ أو هل يمكن الاستفادة من المؤسسات الآسيوية لصالح تلك المغاربية؟» ذلك ما صرح به السيد محمد الغنوشي الوزير الاول لدى افتتاحه الدورة 22 لأيام المؤسسة حول موضوع «المؤسسات المغاربية وآسيا: الرهانات والفرص» بتنظيم من المعهد العربي لرؤساء المؤسسات. كما أفاد السيد محمد الغنوشي قائلا «عندما نتطلع الى النمو المسجل في البلدان الآسيوية يجري في اعتقادنا بأن هذا النمو مسجل على حسابنا وتلك نظرة جامدة الى الوضع لأننا على عكس ذلك يمكننا أن نستفيد من هذا النوم بما أنه يغذي النمو في العالم ويوسع فرص الاستثمار في العالم...» وقد دعا الغنوشي المشاركين في الدورة 22 لأيام المؤسسة بالنظر الى المؤسسات الآسيوية من خلال هذه المقاربة. كما بين بأن لا خيار لمؤسساتنا سوى التأقلم مع حاجيات السوق واستغلال الامتيازات التي توفرها الأسواق الخارجية للوقوف أمام المنافسة الآسيوية. وصرح كريستيان دي بواسيو الرئيس المفوض لمجلس التحليل الاقتصادي التابع لحلقة الاقتصاديين الفرنسيين بأن هناك خيار امام المؤسسات المغاربية والأوروبية ازاء المؤسسات الآسيوية وهما، اما العمل جنبا الى جنب (بين المؤسسات المغاربية والأوروبية) بدون اهمال المنافسة بينها لاستغلال منافعها والمتمثلة في العمل المتواصل لتحسين تنافسيتها والعمل كل على حدة، وهذه الطريقة ستجعل من المؤسسات المغاربية والأوروبية ضعيفة امام المؤسسات الآسيوية. كما عرج دي بواسيو في مداخلته على المنظومة المالية الآسيوية وخاصة الصينية التي تعرف نموا سريعا في سوق الأسهم لديها والذي ناهز ال100% وتقوم المؤسسات الصينية غالبا (50%) بالتمويل الذاتي بينما تؤمن البنوك ما بين 20 و25% من الاحتياجات التمويلية للاقتصاد الصيني. وفيما يخص البلدان المغاربية، بين دي بواسيو بأن الصعوبات الرئيسية التي تعترض اقتصادياتها تتمثل في قلة حاملي أفكار المشاريع الجديدة رغم توفر الموارد المالية لتمويلها. وأفاد معز بن خيرية الرئيس المدير العام ل«ب.س.ب.» تويوتا بأن المؤسسات الآسيوية تبعث على الانبهار من جانب ومخيفة من جانب اخر حيث بين بأن الصين مصنفة الثانية عالميا امام الهند من ناحية حجم الصادرات واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وحجم الناتج المحلي الاجمالي. وفي اختتام الحصة الاولى لأيام المؤسسات صرح عفيف شلبي وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة بأن مستقبل الضفة الجنوبية للمتوسط ليس مهددا، بل ان ظاهرة الزحف الاقتصادي الآسيوي يهم المؤسسات الاوروبية بدرجة اولى. ودعا الاتحاد الاوروبي لدعم عمليات انتصاب المؤسسات الاوروبية في البلدان المغاربية والنظر الى امكانية بعث علامة منشإ موحد أورومتوسطية ودعم البحث والتطوير بالبلدان المغاربية من قبل الاتحاد الأوروبي حيث تمثل المساندة المالية التي يقدمها الاتحاد الاوروبي للمغرب العربي أقل من 1% مقارنة بتلك المقدمة لبلدان شرق أوروبا. كما دعا السيد عفيف شلبي من ناحية اخرى البلدان المغاربية الى مزيد العمل نحو الاندماج الاقتصادي المغاربي ووضع اهداف تنموية مغاربية موحدة. كما تمثل الاسواق الآسيوية فرصة هامة للمؤسسات المغاربية لتزويدها بالسلع والمواد الأولية حسب السيد عفيف شلبي وعلى المؤسسات المغاربية استغلال الطلب الآسيوي على المواد الأولية والخيرات.