حذر رئيس الهيئة العليا لحماية الثورة والانتقال الديمقراطي والإصلاح السياسي عياض بن عاشور من خطر الثورة المضادة وقوى الجذب الى الخلف التي قد يتعرض لها المسار الديمقراطي في تونس, لأن الشعب تمكن من إزاحة الدكتاتور ولكن بقاياه مازالت موجودة, ورأى أنه من أولويات الثورة النجاح في تغيير نوعية الوعي وذلك بتثبيت الرسالة والمضامين التي جاءت بها ثورة الكرامة وتحويلها الى حقيقة مجسمة. وأضاف في مداخلته في الملتقى التونسي الفرنسي لمؤسسات المجتمع المدني أمس في مدينة العلوم حول المجتمع المدني, أن الوقت حان لخلق وعي مدني جديد ولا يمكن حماية "ثورتنا" الا بتطوير وتقوية الفعل المدني فمستقبل الثورة وعمرها مرتبط بهذا الهيكل الذي سيكون طرفا في الوعي السياسي والمدني والاجتماعي ودون ذلك ستعود الثورة الى الصفر. وفي نفس السياق واصل مدير وكالة الخدمات المدنية الفرنسي "مرتان هيرسش" فقال أن مؤسسات المجتمع المدني عليها أن تكون في مواجهة القوى التي تجذب الى الخلف ونبه أساسا الى ضرورة وضع قانون يحمي هذه المنظمات والجمعيات مع ضمان استقلالياتها المادية والعقائدية (الدينية). وعبر عن استعداد الضفة الأخرى للمتوسط لمساندة جميع مكونات المجتمع الدمني التونسي. من ناحيته أفاد مدير برنامج التعاون جنوب جنوب "جون لويس فيلاجوز" أن الثورة التونسية قد غيرت الصورة التي كانت لدى الأوروبيين عن الدول العربية, وأوروبا اليوم في حاجة لنجاح هذا المثال الذي سيكون فيه لمؤسسات المجتمع المدني المبادرة في الفعل, وأوضح أن برنامج جنوب جنوب مستعد لتقديم التوجيه والتعاون بكل أصنافه. وتجدر الاشارة إلى أن الفترة المسائية للملتقلى الفرنسي التونسي قد انقسمت الى ورشات عمل اهتمت بتمويل في شكل قروض صغرى ومتوسطة وأشرفت عليها منظمة "اندا" وقد قدمت خلالها منتوجها الجديد وهو "وطني " والذي خصت به التونسيين العائدين من ليبيا من أجل ضمان مورد رزق لهم. وورشة ثانية اهتمت بمنظمات المجتمع المدني باشراف منظمة "صوتي" وثالثة دارت حول البيئة وورشة عمل رابعة حول المرأة والصحة باشراف منظمة "أمل".