قال نجم الراب وجدي ماسكوت ان الراب لابد ان يحافظ على استقلاليته في ظل سعي بعض الاحزاب الى توظيفه وتحويله الى بوق للدعاية لايديولوجياتهم وافكارهم المسمومة على حد وصفه. مضيفا "من غير المعقول ان نشهد تهافت بعض الاحزاب على تحقيق هذا الهدف لغايات سياسية للاستقطاب والتعبئة لان الفن عموما ينبغي ان يظل مستقلا وبعيدا عن لعبة السياسة.
وقد لا يشعر البعض بخطورة هذه المسالة التي يتحتم محاربتها قبل الدخول في منعرجات مجهولة باعتبار ان للسياسة مسارها ومبادئها وللراب غاياته السامية واهدافه النبيلة كفن يعبر عن الواقع عموما بشكل موضوعي ونزيه» الغربلة قادمة كما اطلق ماسكوت صيحة فزع بشان ازدياد الدخلاء في الميدان الذين سعوا الى الركوب على الثورة وحولوا الراب الى موسيقى ثورية ليدعوا الثورية في الوقت الذي يشهد التاريخ على حقيقتهم ويعرف الوسط غاياتهم. مشددا على «ان للفنان مرتكزاته الفكرية التي تضمن له مواصلة مسيرته الفنية أما بقية الاصناف الدخيلة فانها ستتغربل بطبيعتها مع مرور الايام ولن يبقى الا الصحيح والفنان الحقيقي. ومع ذلك فاني اؤكد انه يتوجب علينا الحفاظ على المكتسبات التي اهدتها لنا ثورة الحرية والكرامة وهو ما يتطلب من كل المنتمين الحقيقيين الى هذا النمط الفني تحمل مسؤولياتهم ومواصلة رسالتهم بنفس الروح والحماس». وعن التجاوزات التي طفت على سطح الاحداث بين الحين والآخر بسبب عدم التزام بعض الاسماء بالمبادئ الحقيقية للراب اكد محدثنا ان كل فنان يتحمل مسؤوليته باعتبار ان تجاوزات البعض قد شوهت القطاع وهي ناتجة من وجهة نظره «تدني المستوى المعرفي والثقافي لبعض الدخلاء الذين ارادوا الظهور كثوريين لا يعترفون بحدود معينة ينبغي عدم تجاوزها مهما كانت التبريرات. وفي هذه الحالة قد يسقط البعض في نشر افكار مسمومة من شأنها الاضرار بفئة معينة من مجتمعنا كان من المفروض التوجه اليها بخطاب فني يراعي مختلف الجوانب دون القفز على بعض المبادئ في سبيل تحقيق مصالح شخصية او شهرة زائفة ستمحوها الايام» افكار متطرفة ورجعية قلت له لكن ما اتاه مثلا «بسيكو-آم' مثّل تجاوزا لكل الخطوط الحمراء بعد تهديده للمخرج النوري بوزيد بالقتل لتتحول المسألة الى أروقة المحاكم وضجة كان يمكن تلافيها ؟.فاجاب هنا «ماحصل ان البعض فقد الوسطية التي كنا نتحلى بها ليدخل في دائرة التطرف وانا بطبعي ارفض هذا التطرف بجميع اشكاله .ورغم ان «بسيكو-آم» يتحمل مسؤويليته فاني تحدثت معه في اكثر من مرة وحاولت اقناعه بافكاري الوسطية والمعتدلة واكدت له انه لا اكراه في الدين وليس لاشخاص ان يفرضوا عليك ممارسة او معتقد لان المسالة تتحول وقتها الى قمع ثم ان الدين يمارس عن قناعة دون غايات اخرى لكننا اليوم نجد انفسنا نواجه تطرفا فكريا ورجعيا .وليس من المعقول ان يدخل «بسيكو-آم» تحت هذه المظلة او يكون بوق دعاية لايديولوجيات معينة .» كما شدد محدثنا على ان المرحلة الدقيقة التي تمر بها بلادنا تحتم على الجميع تجنب التجاذبات السلبية والمهاترات التي من شانها ان تسمم العلاقات وتشحن الاجواء خاصة انه لابد من التفكير في مصلحة تونس قبل كل الاعتبارات الاخرى من اجل بناء مستقبلها في هذا الظرف الصعب الذي يتطلب وقفة حازمة من كل الاطراف .وتابع «واذا كان من حق «بسيكو- آم» من حقه تبليغ افكاره فانه عليه التحلي بروح المسؤولية « «انتخبوني» وحول البومه الجديد «انتخبوني» اوضح ماسكوت انه يحتوي على 12 اغنية منها «نظام حرية عدالة» ،»وين ماشين» و»انتخبوني» التي تحكي على احد ناشطي الانترنات يكشف حقائق خفية واسلامي متطرف يعلن وعوده المتضاربة حيث يعد بالديمقراطية لكنه يقدم مشروع دولة اسلامية لتظهر هذه الازدواجية في الخطاب جلية. وتابع «وانا هنا لم انقد الدين وانما اشخاصا روجوا لافكار رجعية .» كما اشار ماسكوت الى انه بصدد وضع اللمسات على انتاجات اخرى الى جانب اعداده للمهرجانات الصيفية بعد النجاحات التي حققها في الصائفة الماضية.