يكتبه كمال بن يونس كنا في السيارة في طريق المدرسة صباح الاثنين قبل الثامنة صباحا بحوالي ربع ساعة : ابني الصغير وابنة الجيران وأنا.. كان المذياع موجها إلى قناة " اكبريس اف ام"..وكان المتحدث "كاتب الدولة سليم عمامو" ( أو السيد" الوزير") كما يحلو لبعضهم تسميته.. أعلن المتحدث عن نيته الاستقالة من الحكومة وعن أشياء أخرى..ليس هذا مجال التعليق عليها..من بينها نشره أخبارا وصورا عن اجتماعات وزارية لأصدقائه عبر" تويتر".. ؟ فتلك "التلقائية " لا تعنيني وإن ذكرتني ب"الوزير" الذي تحدث على شاشة التلفزة عن سرقة معطفه وجهاز هاتفه "الجوال" من مكتبه..فأعجب كلامه بعض المراهقات والمراهقين.. كما لم أتوقف كثيرا عند دعواته الى فتح لامشروط لكل المواقع الاباحية..بالرغم من القرارات التي اتخذتها اتحادات البث الاذاعي والتلفزي والالكتروني الاوربية والأمريكية فيما يخص منع الصور الاباحية عن الأطفال.. لكن أن يتحدث السيد سليم عمامو وهو رسميا عضو في الحكومة بإطناب عن "ضرورة " إلغاء القوانين التي تمنع "المخدرات الخفيفة " ( بميزان من ؟ ) مثل " الزطلة " ( اي "الكانابيس" او " الحشيش " او الخشخاش ) فالامر يثير نقاط استفهام عملاقة.. وما أثار نقاط الاستفهام أكثر في جمجمتي أن لا أحد علق على مثل هذه الدعوات الصادرة في إذاعة عمومية في ساعة الذروة عن شخص يفترض أنه " مسؤول " عن كلامه..و"مسؤول" في الحكومة..؟؟ لقد اشتكى الجميع من " الفلتان الإعلامي"..لكن أن يصل الأمر إلى حد الاستهتار بملايين الشباب والأطفال والمواطنين عبر الدعوة إلى استهلاك المخدرات فهو أمر لم يعد مقبولا..خاصة عندما يصدر عن " مسؤول " في اذاعة عمومية..يفترض انها لا تريد مزيد تدمير شباب تونس بالزطلة التي يحاكم عماد الطرابلسي وشركاؤه بتهم استهلاكها وترويجها.. فلتعط الكلمة الى علماء النفس والاجتماع والخبراء في الجريمة المنظمة ليكشفوا للشباب والشعب الى اي حد تسبب انتشار استهلاك المخدرات "الخفيفة " في تونس في ترويج " المخدرات الثقيلة " ( و" المتوسطة ") وكيف أصبح ما لايقل عن عشر الشباب التونسي من بين المدمنين على " الزطلة " و" الكوكايين " و"الهيروين"..وغير ذلك من البلاوى التي تدمر شبابنا وعائلاتهم.. فلنصح من غلفتنا.. وليتحمل السيد سليم علولو ومن روج كلامه في اذاعته مسؤولية الدعوة للمخدرات..