توافق رغم النقاش والجدال تبلغ أشغال مؤتمر حركة البعث يومها الثالث وقبل الأخير، حيث تم أمس صياغة اللوائح السياسية والثقافية بعد أن تم توزيع المؤتمرين على 3 لجان كبرى اهتمت الأولى بصياغة البرنامج السياسي والثانية بصياغة البرنامج الثقافي والثالثة بصياغة القانون الأساسي والنظام الداخلي. ويتوقع أن أتم المؤتمرون تثبيت النيابات ونقاش اللوائح أمس مساء، وأن يمروا اليوم إلى مرحلة الانتخاب التي تتواصل إلى حدود غد الاثنين اليوم الاختتامي للمؤتمر. وعودة إلى الجلسة الافتتاحية والمفتوحة للمؤتمر، فقد امتلأت قاعة المؤتمرات أول أمس بمناضلي حركة البعث، وبضيوفها من مختلف المشارب الفكرية والسياسية الوطنية وأيضا بضيوف عرب معروفين بتوجههم القومي والعروبي. ومن بين الضيوف، حضر كل من فاروق القدومي المناضل الفلسطيني وعبد الجبار الدوري القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي بالعراق، وافتتح المؤتمر بكلمة ألقاها عثمان بالحاج عمر الأمين العام للحركة. وتواصلت فعاليات المؤتمر بحضور 200 مؤتمر تقريبا، وأكدت المعلومات الواردة من قاعة الفعاليات بأحد نزل العاصمة أن الوفاق كان مسيطرا على مجرى الأشغال وذلك لطبيعة المؤتمر الذي يعد تأسيسيا للحركة وكان كل خميس الماجري والحبيب الكراي القياديين بالحركة توقعا أن تكون ل "طبيعة المؤتمر التأسيسية، تأثير على خلق وفاق بين المؤتمرين، غير أنه لن يخلو أيضا من نقاش وجدال حول عديد القضايا المطروحة".
وطنيا
وجدد الأمين العام للحركة في تلاوته في افتتاح المؤتمر للبيان السياسي عرض موقف الحركة المعارض للحكومة الانتقالية حيث اعتبرها "منصبة دون تشاور أو توافق" وعرض موقف الحركة المعارض للهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي التي كان الهدف من بعثها "الالتفاف على فكرة إنشاء المجلس الوطني لحماية الثورة" حسب ما جاء في البيان. واعتبر من ناحية أخرى أن الثورة التي أنجزها التونسيون "هي ثورة الحرية والكرامة" وأكد أن المحافظة عليها وانجاز مهامها "تفرض حماية للوحدة الوطنية والإيمان بالديمقراطية كحتمية تاريخية، فهي الحامية لحق الاختلاف ضمن الثوابت الوطنية والقومية" وقال بالحاج عمر أن "أي التفاف على الديمقراطية، التفاف على الثورة وسبيل للاستفراد بالسلطة والإجهاز عليها". ومن ناحية أخرى ورد بالبيان السياسي للحركة أن العمل الجبهوي هو من المهام الآنية والمرحلية التي تعمل الحركة على انجازها وفي سياقات مختلفة أي سياسية حيث جددت الحركة تمسكها في الانخراط في جبهة 14 جانفي اليسارية، وأيضا باشتراك مع حراك منظمات المجتمع المدني.
قوميا وعالميا
وشددت الحركة في بيانها السياسي، رفضها كل أشكال "التطبيع مع العدو الصهيوني" وعبرت عن الدعم الكامل للقضية الفلسطينية ومختلف القضايا العربية العادلة و"انخراطها اللامشروط في إطار العمل على تحقيق وحدة الوطن العربي". وعبرت أيضا على مساندتها لكل حركات التحرر الوطني في العالم ضد الاستعمار والصهيونية والهيمنة الامبريالية ودعمها "كل المبادرات القومية في العالم" وأكدت سعيها للعمل على "ربط علاقات في جميع المجالات معها تأكيدا للبعد الإنساني الذي يقوم عليه فكر البعث". وكانت حركة البعث اضافة الى عدد من القوى السياسية، تعمل في السرية، أي أنها كانت محرومة من العمل العلني والقانوني. وعرف البعثيون في عدد من الأطر منها الاتحاد العام التونسي للشغل، وبعض الأطر الثقافية والجمعياتية، وفي الحركة الطلابية. ويعتبر البعثيون من المشارب السياسية التقليدية التي ظهرت في تونس حيث يصل امتدادها إلى أكثر من 50 سنة من العمل في تونس.