ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق أشغال مؤتمر حركة الديمقراطيين الاشتراكيين الذي ستحتضنه مساء اليوم ضاحية قرطاج أميلكار. وقد تكون الصدفة وحدها هي التي جعلت مؤتمر الانشقاق الذي تم في مارس سنة 2001 ومؤتمر التوحيد الذي ينطلق اليوم ينعقدان في نفس المكان بل في نفس النزل. ويذكر الجميع مؤتمر مارس 2001 الذي تغيبت عنه مجموعة مواعدة وانشقت فيه مجموعة الطيب المحسني التي أعلنت حينها عن تكوين هياكل موازية وأعلن المحسني نفسه أمينا عاما للحركة. والحقيقة أن أحداث مؤتمر مارس 2001 حدثت بسبب الفشل في فرض الوفاق وفشلت كل المباحثات لتحدث القطيعة بين الأمين العام اسماعيل بولحية وكل من الطيب المحسني والصحبي بودربالة بسبب تمسك بولحية في منح محمد علي خلف الله منصب نائب الأمين العام وهو المنصب الذي رفضته مجموعة المحسني. حدث الانشقاق في مؤتمر مارس 2001 الذي عرف أحداثا كثيرة ويدرك الجميع أن وجهين رحلا الآن هما عبد الوهاب الدعاب ونور الدين العزي لعبا أدوارا كبيرة جعلت المؤتمر يكون لصالح الأمين العام اسماعيل بولحية ونجح المرحوم نور الدين العزي حينها في الدخول الى المكتب السياسي رغم صغر سنه وحداثة تجربته بالعمل السياسي داخل الحركة. لكن لا يمكن الآن مقارنة الأمر بمؤتمر مارس 2001 فالفترة تختلف والأوضاع داخل الحركة تغيرت كما تغيرت الحسابات واختلطت الأوراق وبرزت تحالفات جديدة خاصة بعد الاعلان عن حل لجنة المصالحة التي فشلت لأسباب عديدة في الوصول الى اقناع بولحية حينها بعقد المؤتمر. حسابات الوفاق تحكم الآن الحركة والمؤتمر وهو وفاق جعل قيادة الحركة تركز على اقناع قواعد الحركة في الجهات وفي الجامعات بأن الحركة تعيش أوضاعا اسثنائية تتطلب الوفاق بالدرجة الأولى. لكن تصريح البعض بأنه تم الاتفاق على كل الترتيبات التي تخص المؤتمر وتهم التشكيلات القيادية جعل البعض يتخوف من أن لا يكون لصوت النواب وزنا وبأن يطغى الوفاق على كل التفاصيل بدون مبررات. بل أن البعض ذهب الى حد التكهن بأن «الوفاق» وترتيباته ستشمل أيضا رؤساء القائمات الانتخابية في التشريعية القادمة. قدر وإذا كان الوفاق قدر الحركة في هذا المؤتمر وفي هذه الفترة فإنه لا يمكننا التأكيد بأن الوفاق وجد هوى في نفوس كل المناضلين إذ أن العديد منهم كان يطمح لمؤتمر انتخابي تتساوى فيه الفرصة أمام الجميع وتجمع فيه الحركة كل شتاتها... لكن الوفاق الذي تحول الآن الى قاعدة داخل حركة الديمقراطيين الاشتراكيين لم ينف حقيقة أن أغلبية النواب تحسب على مجموعة الأمين العام اسماعيل بولحية والذي اجمعت كل المجموعات الآن على استمرار وتواصل قيادته للحركة وهي حقيقة ستجعل من شق بولحية الشق القوي في الحركة وفي المؤتمر. «معا من أجل حياة ديمقراطية ومصالحة وطنية» هو شعار المؤتمر السابع لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين فهل ينجح المؤتمر في تجسيد تلك المصالحة... سفيان الأسود ** البرنامج الكامل لمؤتمر ح.د.ش * الجمعة 6 أوت 2004 الساعة 16 : انتخاب مكتب المؤتمر انتخاب لجنة النيابات الساعة 18 : الافتتاح الرسمي للمؤتمر الساعة 20 : العشاء الساعة 21 و30 دقيقة : التقرير الأدبي التقرير المالي الشروع في النقاش العام * السبت 7 أوت 2004 الساعة 9 صباحا مواصلة النقاش العام المصادقة على التقرير الأدبي المصادقة على التقرير المالي الساعة 11 تقديم المقرر العام لنتائج لجان التقييم والاستشراف ومنها لجنة تنقيح القانون الداخلي * الساعة 15 أشغال اللجان * الساعة 18 استئناف الجلسات العامة مناقشة اللائحة العامة ومختلف اللوائح والتوصيات * الساعة 21 و30 دقيقة مواصلة الأشغال انتخاب أعضاء المجلس الوطني انتخاب أعضاء المكتب السياسي واللجان المختصة * الاحد 8 أوت 2004 الساعة 10 صباحا اختتام الأشغال الساعة 11 و30 دقيقة _ انتهاء أشغال المؤتمر. **قبل المؤتمر: جهة «قابس» تتمسك بكل نياباتها تونس الشروق لم تكن أعمال لجنة نيابات مؤتمر حركة الديمقراطيين الاشتراكيين هينة في الكثير من الجهات ومنها جهة قابس التي وصلها عضوان من اللجنة مساء أمس الأول لتحديد قائمة النواب. بوجمعة العماري الكاتب العام المساعد لجامعة الحركة في قابس صرح «للشروق» أن جهة قابس تتمسك بمنحها 13 نيابة وليس 10 نيابات فقط كما أعلمتهم اللجنة وقال «بوجمعة العماري» في تصريح «للشروق» إن أعضاء الجامعة طالبوا بضرورة عقد مؤتمر للجامعة ودعم الغاء أية نيابة. كما طالبت جهة قابس بضرورة التمسك بتطبيق النظام الداخلي للحركة وتطبيق كل قرارات المجلس الوطني التي تمت المصادقة عليها تولت قيادة الحركة الاعلان عنها. وقال بوجمعة العماري ان الجامعة تعمل الآن بأربعة أعضاء فقط وتحتاج الى الهيكلة وعقد مؤتمرها وهو مطلب كل الفروع. توزيع النيابات تم على أساس الجهات وباعتماد «الوفاق» لكن الوفاق قد يحرم البعض من الحصول على نيابة والمشاركة في المؤتمر الذي ستتواصل أشغاله الى حدود يوم الأحد القادم.