الماء هو الحياة ولا يمكن الصبر على فقدانه ولا الاستغناء عنه في كل مناحي الحياة وخاصة في ربوع ولاية تطاوين الصحراوية حيث يحق القول بان قطرة ماء خير من كنز و من ثمة فان الجهود التي بذلتها الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه ولا تزال من اجل توفير الماء الصالح للشراب وتوزيعه دون انقطاع على نطاق واسع في الأرياف كما في المدن مكسب حضاري كبير ومرفق حياتي يحمد الله عليه. قد يبدو الوضع عاديا وضروريا لان دور هذه الشركة وكل العاملين فيها هو هذا المستوى من الرضى والاطمئنان الا ان انفلات الآلاف من الأشقاء الليبيين على الجهة في حيز زمني وجيز ما كان ليبقى الوضع عاديا لولا الاحتياطات المتخذة من اجل توفير كميات هائلة من المياه الصالحة للشرب لضيوف الجهة المقدر عددهم حاليا بحوالي 45 ألف نسمة أي ما لا يقل عن ثلث السكان الأصليين في ولاية تطاوين. ولمزيد استجلاء الأمر والتعرف على مدى تأثير الاستهلاك الإضافي للمياه التقينا سامي المحفوظي رئيس إقليم الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه بتطاوين الذي أفاد بان نسبة الزيادة كانت خلال شهر افريل الماضي وحده بحوالي 15 بالمائة وبما ان إستراتيجية الشركة استشرافية دائما تجنبا لكل المفاجآت وحتى لا نقع في أزمة موارد مائية فقد تمكنا من تزويد 3 مخيمات كبيرة تضم قرابة 3 آلاف لاجئ بصفة فورية. وأكد "أن التزويد عادي إلى حد الان وأخذنا كل الاحتياطات الممكنة لتزويد حرفائنا في أحسن الظروف الا أننا نخشى أن يتجاوز عدد الوافدين المتواصل يوميا على الجهة إمكانات مواردنا المتاحة والحال أننا نعمل في كل نهاية فصل صيف على الإعداد للصيف الذي يليه وكما نعمل قبيل كل فصل صيف على صيانة الشبكة والمعدات كالمضخات والخزانات ورغم هذا فإننا دائما على حذر من الاعطاب الفجئية خاصة على الخطوط الطويلة حيث تقطع قطرة الماء ما لا يقل عن 40 و 50 كلم لتصل إلى الحريف عبر 4 او 5 مضخات مثل رمثة وبني مهيرة وغيرها من المناطق الريفية البعيدة وطمأن متساكني مدينة تطاوين وكل المتزودين من الخزان الجديد الذي أنجز نهاية 2010 بسعة 5 آلاف متر مكعب لأنه يعوض خزانا سابقا لا يتسع الا ل 2500 متر مكعب. أما عن نوعية المياه الموزعة فأكد رئيس الإقليم صلاحيتها للشرب دون أي شك وأنها حلوة في حوالي 95 بالمائة منها ولا تتجاوز نسبة الملوحة فيها 1.5 غ/ل إلا في بعض المناطق حيث تنعدم النوعية الممتازة فاضطررنا إلى توفير مياه ذات ملوحة مرتفعة قليلا كما أكد أن كل المياه التي توزعها الشركة تخضع لمواصفات عالمية ولرقابة شديدة من كل هياكل الرقابة الصحية الباكتيرولوجية.