السجين كريم مقديش هو عنوان الاصرار والتحدي وحب العمل فقد تمكّن هذا الشاب القابع وراء القضبان منذ 14 عاما من مناقشة رسالة ختم الدروس الجامعية الأربعاء الماضي بحضور عائلته وعدد من الأساتذة ومؤطره الأستاذ كمال الديماسي حيث تحصل على الاجازة التطبيقية في المحاسبة بمعدل 18 من 20. ورغم امتزاج دموع الفرح بالأسف لأنه يقضي حكما بالسجن لمدة 20 عاما فقد أكد كريم مقديش على مواصلة الدراسة ومسيرته العلمية وحلمه أن يصبح خبير محاسبات لكنه في الوقت ذاته توجه بطلب للجهات المعنية بتمتيعه بالسراح الشرطي خاصّة أنه قضى ثلثي العقوبة وكان مثالا في الإنضباط والأخلاق داخل السجن. كريم مقديش مولود سنة 1975 بليون في فرنسا وله جنسية مزدوجة وقد ارتكب جريمة قتل سنة 1998 على اثر شجار دار بينه وبين شاب آخر، حيث دفع به فسقط أرضا ولقي حتفه، ورغم أنه ارتكب جريمة على وجه الخطإ فقد نال حكما بالسجن لمدة 20 عاما قضى منها إلى حد الآن 14 سنة وراء القضبان لم ينقطع خلالها عن الدراسة حيث مكنته ادارة سجن المرناقية من مواصلة تعليمه والمشاركة في الامتحانات الوطنية وتكفلت عائلته بتمكينه من الدروس والوقوف الى جانبه بالاضافة الى ادارة السجن التي خصّصت له فضاء مريحا بمكتبة السجن ووفرت له كل الظروف للمراجعة والدراسة الى سنة 2008 حيث شارك في امتحان الباكالوريا وتم تأمين نقله الى معهد خاص بالمرسى اذ تحصل على باكالوريا فرنسية بمعدل 16,95 من 20 بما مكنه من التسجيل بمعهد الدراسات العليا للتجارة (جامعة قرطاج). وعلمت «الأسبوعي» أن عديد الأطراف بوزارة العدل وحقوق الانسان راعت الجانب الانساني في ملف الشاب كريم مقديش وأخذت طلبه المتمثل في تمتيعه بالسراح الشرطي على محمل الجد وأن وزير العدل وحقوق الانسان لزهر القروي الشابي مهتم بوضعه ومن غير المستبعد أن يتم خلال الأيام القليلة المقبلة تحقيق حلم هذا الشاب.