طالب الصحفيون الذين اجتمعوا أمس أمام وزارة العدل بفتح تحقيق يشمل جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة ومقاضاة المفسدين الحقيقيين، كما نادوا بعدالة انتقالية لا انتقامية...واجمع طلبة معهد الصحافة وأساتذته والصحفيون من جميع المؤسسات الاعلامية الى جانب أصدقاء شخصيين لمحمد الفهري الشلبي أنهم قدموا لمساندة الأستاذ الأكاديمي والباحث الذي عرف بنزاهته وأخلاقه العالية... واحتجاجا على الطريقة التي تم بها عرضه على القضاء فهو الوحيد الذي وقع التحفظ عليه على ذمة القضية في حين أنه كان من الممكن إبقاؤه في حالة سراح... وفي هذا الشأن أوضح أيمن الرزقي... (صحفي في قناة الحوار وكاتب عام مساعد مكلف بالحريات في نقابة الصحفيين) أن العدالة الانتقالية لا يجب أن تتحول إلى طريقة لتصفية حسابات، و"الجميع يعلم أن الذين كانت لهم نفوذ يباشرون عملهم في نفس المناصب ولم يتغير شيئ بالنسبة لهم. ورأت حفيظة علوش من الإذاعة التونسية أن محمد الفهري الشلبي قد أخذ القطار وهو يسير، فترؤسه لمؤسسة التلفزة كان منذ سنة ونصف ولا يمكن ان نضع على عاتقه كل التجاوزات التي وقعت داخل المؤسسة... النوري اللجمي أستاذ بمعهد الصحافة تمنى أن تحقق الوقفة الاحتجاجية هدفها، و"هو أساسا مساندة زميل شهد الجميع بكفاءته ونزاهته" وابلاغ الاستياء الذي عبر عنه كل القطاع من جعل الأستاذ الشلبي كبش فداء. وتساءلت حياة غانمي صحفية في جريدة الصريح : هل اقتصرت التجاوزات داخل التلفزة على الفترة التي تولى خلالها محمد الفهري الشلبي التسيير؟ وأضافت : "كنت في الندوة الصحفية للمحامين الذين قدموا قائمة ال19 متورطا فلماذا شلبي فقط يتم التحفظ عليه والبقية يتركون في حالة سراح؟" وقالت ريم قاسم من وكالة "وات" :"أنا هنا ليس احتجاجا على المسار القضائي وليس محاولة للتأثير على القرار انا جئت لمساندة أستاذي الذي كان مثالا للأخلاق...نعم للمحاسبة العادلة وتحميل كل من أخطأ مسؤوليته لكن دون تحويل شخصية مثل الشلبي ككبش فداء..." وأشارت عائدة الهيشري من وكالة "وات " ان الجميع يعلم أن القطاع مليء برموز الفساد والمطلوب فتح تحقيق في كامل المؤسسات الاعلامية دون أن نختزلها في الأستاذ الشلبي الذي أكد أكثر من 650 صحفيا على صفحات الفايس بوك أنه كان له مسار صحيح ونزيه. المساندة رفعها أصدقاء الشلبي وجيرانه في دار شعبان الفهري بولاية نابل وقدموا من أجل أن يكونوا سندا له...فبين فوزي بن سالم صاحب دكان مواد غذائية وجار للأستاذ الشلبي أن جاره لم يملك سيارة شخصية ولا يمكن ان يكون من رموز الفساد... في حين قال الدكتور حاتم سعيد (الطبيب الشخصي للشلبي) : "لي ثقة في القضاء ولكن أرجو أن لا تنال المحاسبة الموظفين الشرفاء الذين في تقاطع للطرق كانوا جزءا من الفاسدين.." وتجدر الاشارة الى أن رئيس ديوان وزير العدل قد استقبل وفدا ممثلا للمتظاهرين بهدف الاستماع الى مطالبهم داعيا اياهم الى مساعدة الموقوف بتدعيم ملفه القضائي بكل الوثائق والبراهين التي تساعد القضاء على استجلاء الحقيقة ومن المنتظر أن يتم الالتقاء اليوم بمسؤول آخر من الوزارة الأولى.