بين الغلاء والانخفاض تتأرجح اسعار الخضر والغلال والاسماك هذه الايام، فالمستهلك يتذمر والبائع كذلك... والكل يعتبر نفسه متضررا. "الصباح" زارت السوق البلدية بأريانة والسوق الموازية القريبة منه ومنذ الوهلة الاولى يشدك التنظيم الذي يميز هذه السوق بتوفر كل السلع بمختلف انواعها وكذلك عملية اشهار الاسعار للخضر والغلال والاسماك واللحوم لكن في المقابل لم يواكب هذا إقبالا من طرف المستهلك. غير بعيد من السوق البلدية بأريانة تقع السوق الموازية التى بدت أسعارها أرخص لكن مشاكله أكثر تحدثنا الى السيد كمال العقربي(موظف) الذي أشار أن المشادات عادية في هذا السوق واصبحت عادة يومية،ويستدرك:"هذه سوق "الزوالي" فيها كل السلع كما ان الاسعار تتأرجح بين الغلاء والانخفاض في بعض الاحيان رغم انه في العديد من المناسبات يجد المواطن نفسه حائرا عند ندرة السلع وعادة ما يكون سعرها مشطا هذا دون ان ننسى ان القدرة الشرائية للمواطن في اختلال متواصل بمعنى ان الوضع الاقتصادي العام له تداعيات على الاسعار زيادة على ذلك يبقى المواطن أمام اشكالية الرغبة في اقتناء الخضر وبين الميزانية المخصصة ولكن عادة ما يرضخ المواطن الى رغبته في اقتناء سلعة معينة على حساب اخرى. فاطمة العويديدي(ربة بيت) أكدت انها متعودة على "فرز" الخضر وعلاقتها متميزة بالباعة والاسعار في الاسواق الشعبية في متناول الطبقة البسيطة ، تجد في هذه السوق كل أنواع الخضر والغلال والاسماك وبأسعار"مرفقة" بالاضافة الى ان جل الباعة متسامحون مع عمليات "الفرز "للبضاعة" دون مشكلة ولاحظت أن أسعار الأسماك أصبحت مشطة وليست في متناول المواطن البسيط.
إختلال في القدرة الشرائية
من جهتها عبرت السيدة حبيبة السمراني (عاملة في مؤسسة وربة بيت) عن سوء المعاملة من بعض الباعة وتعمد البعض عدم اشهار الاسعار إضافة الى التجاوزات والممارسات من طرف بعض التجار وخاصة منها الغش والاشهار الكاذب والمعاملات السيئة وأضافت:" إن القدرة الشرائية للمواطن في إختلال متواصل خاصة وان الاسعار غير مستقرة وفي بعض الاحيان بسبب تأخر الاجور رغم وفرة المنتوجات من الخضر والغلال واللحوم والاسماك وتؤكد في هذا الاطار انها في كل يوم بمجرد نزولها إلى السوق تستغرب من إرتفاع الاسعار وخاصة أسعار اللحوم والاسماك، كما أوضحت ان تزايد النفقات وإرتفاع الاسعار يثقل كاهل المواطن". ويقول شكري العبيدي ان الانخفاض ملموس وواضح في الخضر والغلال وأسعار المواد أغلبها تشهد انخفاضاً وبالنسبة للسوق الموازية في متناول مختلف الشرائح الاجتماعية والمنتوجات متوفرة لكن تبقى الاشكالية في اسعار الاسماك واللحوم على حسب تعبيره هناك "انفلات" في هذه الاسعار مؤكدا انها تضاعفت بالمقارنة مع ما قبل الثورة.
"القشارة" في قفص الاتهام
من جهته نفى محرز المديوني اتهامات وتشكيات المواطن حول غلاء الاسعار معتبرا ان البائع بدوره يعاني من التجاوزات والممارسات ويجد نفسه في كثير من الاحيان بين مطرقة تشكيات المواطن وسندان خسارة البضاعة مشيرا الى ان "القشارة" هم سبب البلاء والداء، فالفلاح يبيع منتوجاته بأسعار زهيدة بينما يحصل "القشار" على أرباح مضاعفة بعد احتكاره وتحكمه في اسعار الخضر والغلال وبالتالي يكون البائع هو الخاسر في مرحلة أولى،ويضيف:"نسعى دوما الى توفير كل السلع باسعار في المتناول لكن في العديد من الاحيان نكون عرضة لاستفزازات المواطن.. هناك احكام مسبقة للمواطن وإتهامنا بالغش والمعاملات السيئة لكن المواطن كذلك مذنب في حقنا..نحن نعمل في سوق موازية وحقوقنا مهضومة وعرضة لملاحقات أعوان المراقبة الاقتصادية والتراتيب البلدية وإستفزازات المواطن. " وحول تشكيات المواطن من ارتفاع اسعار الاسماك قال محمد بالشيخ :" "خويا الغالي" الاسماك متوفرة بشكل دائم والاسعار على عكس ما يتداوله البعض في المتناول لكن المواطن يعزف في بعض الاحيان عن شرائها. اسكندر الدريدي بائع متجول تحدث عن عمق المعاناة التى يتعرض اليها الباعة المتجولون قائلا إن الاسواق الموازية غير منظمة وتعاني العديد من المشاكل وبالنسبة للاسعار هناك جهات تتحكم فيها وهامش الربح للباعة ضعيف ذاكرا ان القدرة الشرائية للمستهلك غير مستقرة رغم ان اسعار الخضر والغلال في متناول "الزوالي" مثلا كيلو البطاطا لا يتجاوز 500 مليم،فهل هذا السعر مرتفع؟". نفس الشئ ذهب إليه الياس السباعي قائلا: "ان إتهامات المواطن باطلة نافيا القطيعة بين الباعة والمشترين لكن في المقابل اعتبر ان قطاع السوق الموازية يشكو العديد من المشاكل على مستوى التنظيم.