أبدت سيدة الطرب العربي وردة الجزائرية تعاطفا مع الرئيس المخلوع حسني مبارك حسب ما أوردته ل «الشروق الجزائري» وأكدت بأنها ترفض اليوم أن تراه مذلولا، لأنه كان رمزا للدولة طوال 30 عاما، مؤكدة في الوقت نفسه بأنها نادمة على غنائها له، وبأنها تعرضت للظلم في عهده، قبل أن تصف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بالقائد الذي كرمها وسأل عنها في مرضها ومنحها جواز سفر دبلوماسي في الوقت الذي لم تتذكرها مصر بباقة ورد. لم أهرب الى الجزائر في الثورة المصرية
وقالت وردة في بداية حوارلها مع -جريدة المصري اليوم- نشر الأحد، بأنها رفضت ترك مصرأثناء ثورة جانفي التي سبقت الإطاحة بنظام مبارك :» لم أغادر مصر عندما اندلعت الأحداث، وظللت طوال الوقت على اطلاع كامل بكل تطوراتها»، مشيرة في ذات السياق : «لم أشعربالخوف لحظة واحدة، وكان من الممكن أن أغادرإلى الجزائر، كما نصحنى بعض الأصدقاء، لكننى لم أذهب إلى هناك إلا بعد الثورة ب4 أشهرمع استقرارالأحوال الأمنية بعض الشىء، رغم أننى عشت أوقاتاً صعبة».. وأضافت وردة في تشريح لوضع مصرفي عهد مبارك: «كنت أتوقع أن يحدث شىء لأن حجم الفساد فى السنوات الأخيرة أصبح ضخماً جداً، وكان من الطبيعى أن تنفجرالأموربسبب الفساد والرشوة والمحسوبية، والأمراض الأخرى التى تسللت إلى جسد النظام، ومن كانت لديه علاقات برئاسة الجمهورية تمحى كل الصعاب من أمامه، أما أنا فليس لدى إلا ربى - سبحانه وتعالى- وفى النهاية الحمد لله «انزاح الكابوس».
اتهمت بالغناء مخمورة
واعترفت سيدة الطرب العربي بأنها تعرضت لكثير من الظلم في عهد الرئيس المصري السابق قائلة:» تعرضت للظلم، وقيل إننى صعدت على المسرح فى احتفالات نصرأكتوبر وأنا مخمورة، وهو كلام فارغ طبعاً، لكن صراعات داخل النظام أرادت ضرب بعض الأشخاص، ولم تهتم بإيذاء فنانة لا علاقة لها بالصراعات السياسية. هل يعقل أن أصعد المسرح وأنا مخمورة؟ هذا لا أعتبره غباء بل انتحاراً، وقد طالبنى أحد الصحفيين فى ذلك الوقت بترك مصر. فبعد تقديمى عشرات الأغنيات الوطنية، وعدم حصولى على أجرفى عشرات الحفلات للتليفزيون، ووزارة الداخلية، وغيرهما، تهاجمنى الصحف وتتهمنى بأننى غنيت وأنا مخمورة، هذا بخلاف أن مبارك سبب ابتعاد ابني وحفيدي عني، بعد أن رفض منح ابني «رياض» الجنسية المصرية حتى يتمكن من العمل في مصر والعيش بجواري.»
ندمت لأني غنيت لمبارك..
واعترفت السيدة وردة بندمها على الغناء لمبارك وقالت: « بالتأكيد أشعر بالندم، لكنني كنت أغني في المقام الأول لانتصار الشعب العربي العظيم في حرب أكتوبر، وحتى عندما غنيت لشخص مبارك في أغنية «البطل ده من بلادي»، كان بصفته أحد أبطال هذا الانتصار، لكنني لم أكن أعرف أيضاً كم الفساد والظلم الذي تعرض له الشعب المصري طوال فترة حكمه.
أرفض إهانة مبارك
وقالت أميرة الطرب العربي في تعاطف مع مبارك : «لدي رأي خاص بالنسبة لمبارك رغم أنني تضررت كثيراً في عهده، لكنني مع المحاكمة العادلة له، وفي الوقت نفسه أرفض إهانة رجل كان على رأس الدولة لمدة 30 عاماً كاملة، وأرفض أن أراه مذلولاً، وأعتقد أن رأيي قد يغضب البعض، لكن قلبي ليس قاسياً بهذه الدرجة، وأرى أنه من الأفضل أن نمنحه فرصة للمحاكمة العادلة، لنثبت للعالم كم نحن متحضرون وملتزمون بالقانون».. الدولة المدنية، ولا يسعدني صعود أو سيطرة المتشددين، وأنا هنا لست ضد الدين أو التدين، لكني ضد التشدد، ولو حدث وجاء مثلاً حاكم لمصر متزمتا دينيا، فبالتأكيد لن يصبح لي مكان فيها».